يحرص بعضهم على تحليل شخصية معينة من خلال صفاتها الجسمانية والعقلية والوجدانية والانفعالية والاجتماعية، وكذلك طريقة تفاعلها وتعاملها مع البيئة المحيطة بها، وللوصول إلى مبتغاهم، يسعون وراء تفسير ملامح وجه تلك الشخصية، وطريقة كتابتها ونمط الخط المعتمد، وتاريخ الميلاد، وإيماءات الجسد، وتفسير معنى اسمه، لأنهم يرون أن لكل شخص من اسمه نصيب، ويبدو أن هذا الأمر دفع بعض العلماء إلى دراسة كل ما سبق علمياً لوضع قواعد معينة، يُرجع إليها عند الرغبة في كشف غموض شخصية ما.
حول ذلك، التقينا نجاة قاضي، المستشارة والمدربة النفسية، التي تمتلك خبرة كبيرة، قوامها 19 عاماً، في تحليل الأسماء لتحدثنا عن هذا الأمر.
بدايةً، أوضحت قاضي، أن كل حرف له مدلوله اللغوي، الذي يجسِّد إيقاعاً وجرساً مميزاً، يمثِّل عمقاً نفسياً مختلفاً عن الحروف الأخرى، ويؤثر على شخصية أي إنسان، رجلاً كان أم امرأة، يضم اسمه هذا الحرف، وقالت: الحرف المستقل لا يعطي تأثيراً نفسياً، سلبياً أو إيجابياً، هو فقط دلالةٌ بسيطة، تصبح أعمق بعد اجتماعه مع أحرف أخرى، على سبيل المثال حرف القاف، هو حرف قوي، لكنه يعطي تآلفاً وتوازناً حين يجتمع مع حروف المد «الألف والواو والياء»، بينما يعطي تنافراً واستعصاءً حين يتبع حرفاً قوياً آخر مثل الطاء، وينعكس ذلك على الشخص المسمَّى به.
وتحدثت قاضي عن صفات الشخصيات ذات الاسم الواحد، قائلة: هذه الشخصيات جميعها تتفق في الخطوط العامة والرئيسة، لكنها تختلف تماماً في السلوك، وردة الفعل نحو أمر ما، ويعود هذا الاختلاف إلى عوامل عدة، منها النشأة، والثقافة والتعليم، والخبرات العملية، والمرحلة العمرية.
وفيما يخص الأسماء «المسالمة»، و«العنيدة»، و«المترددة»، و«القابلة للنجاح»، كشفت قاضي، أن الأسماء المسالمة، هي التي تحمل حروفاً هادئة، أو متآلفة مع بعضها، على سبيل المثال اسم: محمد، ويحيى، وعبدالله، ومحمود، وحنان، ووئام، أما العنيدة، فهي التي تتضمن حرفَي الطاء والعين، مثل عزيز، وسعود، والعنود، وأيضاً كوثر ولبنى، فيما تضم الأسماء المترددة حرفَي الراء واللام، وتحتوي الأسماء الأكثر قابلية للنجاح حروف الميم، والنون، والدال، والياء.
كذلك تطرقت إلى كيفية إتقان هذا العلم وفوائده، قائلة: القدرة على تحليل الأسماء، تساعد على تفهُّم الأشخاص الذين نتعامل معهم، ومعرفة الخارطة الذهنية الخاصة بهم، ما يؤدي إلى تحديد الطريقة المناسبة لمعاملتهم وكسب ثقتهم، وهناك عديد من الطرق التي تساعد على تعلم طباع الشخصيات، وكشف أسرارها، أبرزها كتاب «دراسات في النفس البشرية» لسيد قطب، فهو يتحدث عن مكنونات النفس، وخطوطها المتقابلة، وكتب «الفراسة» التي تدل على دراسة القدماء هذا العلم، كما ورد في سيرة الصحابي الجليل أبو بكر الصديق، رضي الله عنه، وأيضاً الخضوع لبعض الدورات المتميزة في التنمية البشرية والمرتبطة بعلم تحليل الأسماء.