الطيبة هي جزء من شخصيتك فافتخر بها. هؤلاء الذين يشوهون حتى معالم الطيبة، ويعتبرونها نقصاً أو ضعفاً. هم يشوهون الحقيقة، ويظلمون أجمل الأشياء في الإنسان.
نتعامل مع أفعال الشخص الطيب على أنّها حق مكتسب لنا، ننسى كثيراً أن من يقدم لنا العطاء وربما التنازلات، هو يفعلها لعنصر الخير الموجود في داخله. وكثيرون منّا يتذكرون عند الأخذ وينسون عند العطاء. هم بطيبتهم وأخلاقهم يجعلوننا نرى الحياة بشكل مختلف. يعلموننا ويقودوننا إلى آفاق مختلفة. نمضي في الحياة وكل يوم نكتشف أشخاصاً بعضهم يتلونون حسب مصالحهم، وآخرون يعبرون في الهامش من دون تأثير. ربما هذه التجارب تجعلنا نفقد الثقة بالآخر. ولكنهم هم الطيبون المربع الأخير الذين يعيدون ترتيب الأشياء حسب طبيعتها، ويمنحوننا الفرصة لكي نشعر بإنسانية الحياة وجمالها.
أصعب التجارب، هي التي نخسر فيها رهاننا على من وثقنا بهم، ورسمنا لهم أفضل الصور لنكتشف أنهم مبدعون في التقمص والتظاهر والإبهار؛ لكنهم في لحظة المواجهة هم سراب. أشياء نحن تخيلناها ووضعناهم في أماكن لا يستحقونها. لا تجعل هذه التجارب هي الحكم الأخير لك على الأشخاص. لا تجعل الألوان في حياتك قاتمة والأفق الذي تراه محدوداً. تجاوزهم. اعبر هذه المرحلة. فهناك في الجانب الآخر أناس، تغمرهم الطيبة والمحبة وسجاياهم نبيلة وراقية. نحتاج فقط أن نمد نظرنا إلى الأعلى قليلاً، أن نسمح لأنفسنا بالخروج إلى مساحات أكبر وعوالم جديدة. الطيبة هي البلسم الذي يجعل الحياة أكثر قبولاً للعيش. وهؤلاء يربحون راحة ضميرهم في الحياة. ويكسبون الأجر والثواب على العطاء. ما أجملها الطيبة، وصفة يسعد بها الإنسان قبل أن يسعد بها غيره.
اليوم الثامن:
كل الصفقات تتحمل الربح والخسارة
ماعدا الطيبة
فهي كسب في الدنيا والآخرة