أحنّ إلى طليقي!

«كان رجلاً، وساترني، مع إنه «مطيّن» عيشتي لكن على القليلة، «وناسة»! أسأل الله ألا يريني حقيقة محبتك في نفسي أكثر، فكرهي لك أيام شجارنا أظهرته فلتات لساني، لكن محبتي لك أظهرها غيابك. هذه الأنّات لامرأة تشكو مرارة فراق زوجها بعد طلاقها منه. فهل يوجد الحب والحنين بعد الطلاق، أم هو مجرد كلام وأشعار؟ «سيدتي»

أمثال شعبيَّة وحجازيَّة عن الطلاق: 
تنسى خالقها ولا تنسى مطلقها. ثلاثة ما تنطاق البق والنق والفراق. خطبوها اتعززت تركوها اتندمت. زوج من عود خير من قعود. 

في السعودية: قصة امرأة سبب طلاقها الشك
كشفت دراسة أنَّ غالبية حالات الطلاق التي تقع بين الأزواج السعوديين تتم في السنة الأولى من الزواج بنسبة 82%. حتى بلغت نسبة المطلقين والمطلقات 2% من المجموع الكلي للسكان. 
بعد زواج دام 11 عاماً، وإنجاب ثلاثة من الأولاد طالبت «منى» زوجها بالطلاق؛ لأنها تشعر بخيانته بعد انشغاله الدائم، شكت منى في سفر زوجها خصوصاً أن السكرتيرة غائبة، فكلمت امها واتهمت ابنتها في شرفها، وعند وصوله طلبت منه الطلاق فرفض، لكنه بعدما علم بما فعلته، وافق.
تتابع منى: "فاجأني ليلة العيد بدخوله بيت أبي وطلبه إرجاعي، وتأكدت أنَّه لو أحب غيري لما عاد لي ولأولاده». 

في مصر: مشاهير مطلقون.. الكل يحترم الكل!
الانفصال والبقاء على الود، غالباً ما يكون لأجل الأولاد، فالإعلام والصحف تتناقل أخبارهم، والأفضل أن تكون الصورة طيبة. 
الفنانة «رانيا فريد شوقي» التي ارتبطت بمصمم الرقصات الشهير «عاطف عوض»، رغم انفصالها عنه إلا أن المودة باتت بينهما أهم من علاقة الزواج، حسب قولها، وتابعت: «أنجبنا ابنتين «فريدة، وملك». نحن الاثنان مطلوب منا أن نوفر لهما الحنان دونما أي تعصب أو طاقة سلبية. 

المطربة «شيرين عبد الوهاب» التي تزوجت من الملحن «محمد مصطفى» أيضاً تردد: «سأستأجر منزلاً إلى جانب منزل طليقي، حتى لو انتقل إلى أميركا، وسنبقى جميعاً نعيش مع بعض حتى موعد النوم، حينها كل واحد منّا يذهب إلى منزله، وبذلك لن أعزل ابنتي عن والدهما». 
 
في لبنان: قصة طلاق ثلاثي
يشهد لبنان نسباً غير مسبوقة في حالات الطلاق، في ظل أرقام مخيفة تصل نسبتها إلى 75%، والسبب برأي المستشار القاضي «محمّد عسّاف» يعود إلى الظروف الاجتماعية والاقتصادية، التي تتخبّط بها معظم العائلات اللبنانية، الأمر الذي يجعلها تتساهل في عمليات تزويج فتياتها، وخاصة إلى بلدان الاغتراب. 
تزوجت «جومانة» في الثلاثين من العمر، من شاب يكبرها بخمس سنوات، ويعمل في مكتب للمحاماة، استأجرا منزلاً لمدة سنة، عجزا بعدها عن دفع إيجاره، فانتقلا إلى العيش مع شقيقتها في منزل أهلها. تتابع «جومانة»: «كانت شقيقتي جميلة جداً، وتصغرني بخمس سنوات. بعد فترة من الزمن، بدأ زوجي بالتحجّج بالمرض بين الحين والآخر للبقاء في البيت، وتزامن ذلك مع انتهاء موسم المدارس، وبقاء شقيقتي أيضاً في البيت.. وشاءت الصدف أن أعود في أحد الأيام إلى البيت حتى تفاجأت بهما يتبادلان القبل. وطلبت الطلاق، ولكن بعد فترة اعتذر مني وطلب مني السماح قائلاً: «إن ما حصل نزوة عابرة، وإن شقيقتي لا تعني له شيئاً».
ولكن ما حصل بعد ذلك أنه طلّقني مرتين بناءً على طلبي؛ بسبب اكتشافي المستمر لخيانته لي... أي أصبحت محرّمة عليه، فأعادني بعد أن زوجني بآخر. 


في المغرب: طليق في الذاكرة
رغم مضي 6 سنوات على طلاق «بشرى»، ممرضة، إلا أنها لم تيأس خلالها من العودة إلى زوجها، لكنها فوجئت بخبر زواجه ودعوته لها لحفل عُرْسِه، تتابع «بشرى»: «حاولت أن أنساه لكنني لم أستطع. وأول شخص تقدم للزواج لي قبلت دون أي شروط، كنت أظن أنني بالزواج الثاني من الممكن أن أنسى الزواج الأول، لكنني الآن تأكدت أنني لن أنسى. ومازالت تربطني علاقة صداقة ومودة بين بعض أفراد عائلته، وأحياناً تصلني أخباره. وعلمت مؤخراً أنه رُزِق بابنته الأولى».  

طلاق المشاهير
قصة تتوج بالعودة بعد 10 أشهر من الانفصال بين النجمة «أسيل عمران» وزوجها الإعلامي «خالد الشاعر». حيث كشفت «أسيل» في تصريحات صحفية سابقة أنّها كانت تشتاق لصوته في كل يومٍ لا تسمعه فيه.

«إليزابيث تايلور» و «ريشارد بورتون» واحد من بين أشهر الأزواج في هوليود، تزوجا في مارس 1994 بعد قصة حب شهدها العالم. وباغتهما الطلاق بعد مدة قصيرة جداً، ليتزوجا من آخرين في نفس الوقت، لكن الحب انتصر في النهاية وجاء قرار العودة. 

آراء الخبراء
قرارات تعسفية
في السعودية كشفت وزارة العدل أنَّ حصيلة حالات الطلاق الواردة إلى محاكمها بلغت 9233 حالة، مقابل 707 حالات زواج في الفترة نفسها، بمعدل 25 حالة طلاق مقابل كل حالة زواج واحدة يومياً، وبهذا تتصدر السعودية كافة الدول الخليجيَّة والعربيَّة في ارتفاع حالات الطلاق. فمعظم حالات الطلاق التي يعمل بها المحامي والمستشار القانوني «عبد العزيز النقلي»، تبنى على قرارات تعسفية من الزوج، وحالتان من كل عشر حالات من القضايا قد تتراجع فيها الزوجة عن الطلاق، أو تعود بعد الطلاق إلى زوجها إذا كان الزوج نادماً.
 
في لبنان تلفت المحامية المتخصّصة في دعاوى الطلاق «باتريسيا عيد» إلى أن المحاكم والمراجع الدينية لا تفصح عن الأرقام السنوية الحقيقيّة لحالات الطلاق، غير أن الرقم المتداول مخيف، يكشف عن التهديدات الكثيرة.. تتابع: «المحاكم تشير إلى أن الطلاق في لبنان يحصل بمعدل 350 إلى 450 حالة سنوياً، ونحو 60% منها دامت فترة الزواج فيها خمس سنوات وما دون، وقرابة 50% منها لم يدم الزواج فيها أكثر من سنة واحدة».