كيف يمكن لي أن أترك السعادة بعدما عرفتها. وهل من السهل أن تستعيد الأشياء أشكالها الأولى، قبل أن أعرفك؟ هل يمكن للزهور أن ترتدي لونها الأحمر، والبحار لونها الأزرق؟ هناك نقطة فاصلة متى ما تجاوزناها من الصعب العودة. الولادة مرة واحدة في العمر، ومن المستحيل تكرارها مرتين. كما أن العيش في الحرمان صعب، لكن أن تعيش السعادة، ثم تعود للحرمان أصعب. كنت أتمنى أن أعيش في الظلام دائماً، لا أن أرى النور وأعود بعدها للعتمة.
أدرك أنه من السهولة أن نتخذ قرارات، لكن المحك هو تطبيقها. الإرادة قوية، والتصميم حاسم، إسدال الستارة للأبد. ولكن من يقاوم هذا الحنين الذي يأخذني من نفسي ويقودني إليك؟ شكل مختلف أصوره لنفسي، وخيال أرسمه لواقع جديد، وعند أول حالة شوق لك أكتشف الفرق بين الوهم والحقيقة، وأن ما كنت أرسمه كان مجرد صور عابرة. الحقيقة هي أنت. الشوق الذي يرحل بي إليك متعة الحياة، وعندما أقاوم هذا الشوق، أبتسم، لأن النهايات محسومة. أنت خارج الحسابات. وأحلى حالات الانتصار حينما يعمل الجميع من أجلك، وأنت تبتسم.
كيف أغادرك وأنت في كل تفاصيل حياتي؟ أصبحت ما بين الحرف والبحّة، ما بين العين والبصر. بل ما بين الفكرة وبداياتها. أتساءل هل الزمن يجود بالأنقياء دائماً. ربما نعتقد ذلك، لكن التجربة تعلمنا أن الحياة تمنحنا الأفضل، نحن بسذاجتنا نخسر أجمل ما نملك، ونكتشف أن الحياة ليست دائماً كريمة.
لن أجعل للوهم طريقاً في حياتي، وأعلم أن الظنون عدو يتربص بنا، لكنه لن ينجح. شوقي إليك عالم لا يحده حدود، وأتمنى أن أقدم لك العمر هدية. الأشخاص الذين يشغلهم العطاء، وديدنهم الإيثار، ولغتهم الحب، هم الذين يستحقون منا أجمل ما في الحياة. كل حالات البعد كانت هوامش، وكل ساعات اللقاء هي العمر.
اليوم الثامن:
بعدما جمعت أوراقي وأشيائي وغادرتك...
اكتشفت أنني في عجلتي تركت قلبي بين يديك.