لا يشغلوك بأكاذيبهم وحيلهم، لا تهتم بمن يحاول أن يغيّر الحقائق، ويجد من يصفق له، لا تفقد الثقة في القيم والمبادئ، هؤلاء الذين يسحقون كل شيء من أجل أن يكونوا، ويتشدقون بكل العبارات ويتحجبون تحت كل الأقنعة التي تخفي حقيقتهم هم خاسرون، حتى وإن بدت الصورة عكس ذلك، هم رحلة مؤقتة في مشوار طويل. مساكين هم، فارغون من الداخل، يعانون من ازدواجية قاسية، ويحاولون أن يظهروا عكس ما يبطنون، وقد تبدو الأمور لوهلة أنها تسير لصالحهم؛ لكنها الحقائق تفرض نفسها حتى ولو بعد حين، فلكل ليل فجر ولكل صباح بداية.
الألوان الفاقعة تثير الاهتمام، كالأصوات العالية تجذب الانتباه، ولكنها تذهب كموج البحر، هدير عال وغياب سريع، لا تختلط عليك الأمور، كن كما أنت بكل ما فيك، تأكد أنك الرابح بمعدنك وأخلاقك وقيمك، حينما ترتبك أمامك الصور عد إلى ذاتك، وثق أن ما يمليه عليك ضميرك هو الصحيح.
يعتقدون أن الذكاء هو القدرة على التلاعب، وأن النجاح هو التمكن في التحايل، وأن الحياة تتطلب منا أن نكون انتهازيين حتى نستطيع أن نعيش، مخطئون، هذه صور مشوهة، ومفاهيم مغلوطة، الأمور أبسط من ذلك بكثير والحياة لا تستحق كل هذا العناء. ربما لو حاولنا أن ننظر لها بطريقة أسهل، لاكتشفنا أننا نستطيع أن نستمتع بالحياة، وأن نكون أنفسنا، أن نعيش التوافق مابين ما نقوله وما نعتقده، كم هي الحياة جميلة حينما نتصالح معها ومع أنفسنا ونتقبلها، ونؤمن أن كل شيء فيها قدر ومكتوب، هذا الإيمان هو أفضل وصفة للشعور بالاستقرار والسعادة.
دع عنك كل الأفكار السلبية، واستمتع باللحظة التي تعيشها، وتفاءل بما هو آتٍ، وتأكد أننا بقدر ما نعطي الحياة بقدر ما تعطينا، ليس في الأرقام والمظاهر، ولكن في السعادة والتوافق، الحياة جميلة بالطريقة التي نراها وليس بالواقع التي هي عليه.
اليوم الثامن:
ليس معنى أن يقف ألف شخص هناك
وأنت وحدك هنا، أنك على خطأ
بل ربما مسألة وقت وتكونون ألفاً وواحد