من النِّعم العظيمة التي يمنُّ الله تعالى بها علينا، أن يوفِّقنا ويطيل في أعمارنا لندرك هذه الأيام الطيِّبة، ونتعرَّض لنفحاتها المباركة، وتقديراً منَّا لنعم المولى، علينا اغتنام هذه الأيام العظيمة في الطَّاعات التي تقرِّبنا من الله تعالى، وترفع من درجاتنا، وتزيد التقوى في قلوبنا، فقد قال ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا مِنْ أيَّامٍ العَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أحَبُّ إلى الله مِنْ هَذهِ الأيَّامِ العَشْرِ"، فقالُوا يا رسولُ الله: ولا الجِهَادُ في سَبِيلِ الله؟ فقالَ رسولُ الله: "ولا الجِهَادُ في سَبِيلِ الله، إلاّ رَجُلٌ خَرجَ بِنَفْسِهِ ومَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ من ذَلِكَ بِشَيْءٍ" رواه البخاري والترمذي، كما روى الإمام أحمد رحمه الله عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما مِنْ أَيامٍ أَعْظَمُ عند الله، ولا أَحبُّ إِليه من العمل فيهن، من هذه الأيام العشْر، فأَكْثِروا فيهنَّ من التهليل والتكبير والتحميد" رواه أحمد.
"سيِّدتي نت" يطلعكِ على مجموعة نقاط يمكنكِ من خلال تطبيقها اغتنام لحظات يوم عرفة من خلال بعض الأعمال المستحبَّة في هذا اليوم العظيم، مع الأدلة عليها من السنَّة المطهَّرة:
1. الصَّلاة: يستحب التبكير إلى الفرائض، والإكثار من النوافل، فإنَّها من أفضل القربات، وعن ثوبان قال: سمعت رسول الله يقول: "عليك بكثرة السجود لله فإنك لا تسجد سجدة إلا رفعك إليه بها درجة، وحط عنك بها خطيئة" رواه مسلم، وهذا عام في كل وقت.
2. الصِّيام: لدخوله في الأعمال الصَّالحة، فعن هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي، قالت: "كان رسول الله يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر" رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي، وقال الإمام النووي عن صوم الأيام العشر: "إنَّه مستحب استحباباً شديداً".
3. التَّكبير والتَّهليل والتَّحميد: لما ورد في حديث ابن عمر السَّابق: "فأكثروا فيهنَّ من التهليل والتكبير والتحميد"، وقال الإمام البخاري رحمه الله: "كان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهما يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما"، كما قال أيضاً: "وكان عمر يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيراً". وكان ابن عمر يكبر بمنى تلك الأيام، وخلف الصلوات وعلى فراشه، وفي فسطاطه، ومجلسه، وممشاه تلك الأيام جميعاً، والمستحب الجهر بالتكبير لفعل عمر وابنه وأبي هريرة. فحريٌّ بنا نحن المسلمين أن نحيي هذه السنة التي هُجرت في هذه الأيام، وتكاد تُنسى حتى من أهل الصلاح والخير بخلاف ما كان عليه السَّلف الصَّالح.
4. صيام يوم عرفة: يتأكَّد صوم يوم عرفة لغير الحاج لما ثبت عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال عن صوم عرفة: "أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله، والسنة التي بعده " رواه مسلم.
5. الاستعداد ليوم النحر: يغفل عن ذلك اليوم العظيم كثير من المسلمين مع أنَّ بعض العلماء يرون أنَّه أفضل أيَّام السنَّة على الإطلاق حتى من يوم عرفة، فقد قال ابن القيم رحمه الله: "خير الأيام عند الله يوم النحر، وهو يوم الحج الأكبر"، كما ورد في سنن أبي داود عنه: "إنَّ أعظم الأيام عند الله يوم النحر ثمَّ يوم القر"، ويوم القر هو يوم الاستقرار في منى، وهو يوم الحادي عشر، وقيل يوم عرفة أفضل منه؛ لأنَّ صيامه يكفر سنتين، وما من يوم يعتق الله فيه الرقاب أكثر من يوم عرفة.
واحرصي خلال اليوم على تحقيق ما يلي يوم عرفة وأيام العيد: - التوبة الصَّادقة .
- العزم الجاد على اغتنام هذه الأيام فيما يرضي الله.
- البعد عن المعاصي .
- الإكثار من الدعاء.
- الإكثار من الصلاة، والسنن الرواتب، وصلاة قيام الليل، والحرص على الصلاة في وقتها.
- الإنفاق بالخير وكثرة التصدُّق لوجه الله تعالى.
- حفظ اللسان من الغيبة والنميمة والفتن والكذب.
- قراءة أذكار الصباح والمساء.
- الإكثار من ذكر الله "الاستغفار، والتكبير، والتهليل، والتحميد، والتسبيح" في جميع الأوقات وعقب الصلاة.
- صيام يوم عرفة.
- الإكثار من التضرع لله، ورجائه وسؤاله المغفرة والعتق من النار.
- صلاة العيد.
- الأضحية وإطعام الفقراء والمساكين.