للمرأة في الحج قوانين وضوابط شرعية كثيرة يجب أن تلتزم بها، وأهم هذه الضوابط هو لباسها في الحج، وما يجب عليها ارتداؤه وتجنبه، فالحج عبادة عظيمة، ولها أجر عظيم؛ لذا تقدم لك «سيدتي» أهم الضوابط الشرعية، التي شرحها لنا الدكتور عقيل العقيل، أستاذ مشارك في قسم الفقه المقارن للمعهد العالي للقضاء، والتي يجب عليك الالتزام بها في لباس الحج، إذا كنت تنوين الحج هذا العام، وتقبل الله منك مقدماً.
يقول الدكتور عقيل بن عبدالرحمن العقيل الأستاذ المشارك في قسم الفقه المقارن للمعهد العالي للقضاء:
ليس هنالك لباس محدد للمرأة أو خاص، وإنما تلبس من الثياب ما جرت العادة بلبسه، لكن تتجنب ثياب الزينة والجمال؛ خاصة الأبيض؛ لأن فيه تشبهاً للرجال، لكن ما يقال من العامة بلباس الثوب الأسود أو الأخضر، وأن هذا خاص بالإحرام، فهذا ليس له أصل، بل تلبس ما تلبسه النساء، وتكون ثياباً محتشمة، وإنما بتجنب الثياب التي جرت العادة بأن تُرتدَى للزينة، كما يجب أن تتجنب لبس القفازين في اليدين وهي محرمة، بينما يجوز لبس جوارب الرجلين وكذلك البرقع أو النقاب، وإنما يجب تغطية الوجه كاملاً، ولا يجوز لها كشف الوجه أمام الرجال الأجانب، الذين ليسوا محارم، فقد أخبرت السيدة عائشة رضي الله عنها أنها في حجة النبي صلى الله عليه وسلم عندما حجوا، كانت الواحدة منهم تكشف وجهها؛ فإذا حاذاها الركبان أسدلت خمارها على وجهها، يعني غطت وجهها.
وبالنسبة للباس الزينة، فالمقصود منه هو أي لباس تلبسه النساء للتجمل، كلباس استقبال الضيوف، أو لباس الذهاب لمناسبة ما؛ كالأفراح والحفلات، فلا حرج في الألوان الباقية، لكن تبتعد عن الأبيض.
وبالنسبة للحلي والإكسسوار من ذهب أو غيره، فهذا لا يجوز؛ لأنه يعتبر من التزيين، إلا إذا كان ثابتاً ويصعب إزالته، مثل ما يثبته بعض أهل البادية، والأشياء التي يمكن إزالتها يفضل إزالتها، أما بالنسبة للساعة، فهي تعتبر من وسائل الحاجة للنساء والرجال، ولا تؤخذ بالزينة؛ لأنها تعتبر من الأشياء التي لا يستطيع الإنسان أن يستغني عنها في أي وقت، وبالنسبة للنساء اللواتي يحضرن لفريضة الحج من خارج السعودية، فهنالك البعض جاهلات بالحجاب؛ لأنهن لسن معتادات على الحجاب، كما أن هنالك عدة مذاهب مختلفة في حكم تغطية الوجه، أما عن لبس البنطالون وفوقه الثوب القصير مثلاً، فهذا يعتبر من الإغراء، وقد وقعت في إثمين، إثم إغراء الحجاج الرجال وإثم التبرج.
لكننا لا نستطيع اعتباره من مبطلات الحج، فهنالك أهم ما يجب على المرأة الحرص عليه غير اللباس، هو الحذر من الجماع مع الزوج أو التمهيد له سواء بالتقبيل أو مقدمات الجماع وغيره، فهو من أعظم وأكبر مبطلات الحج، فكفارته عظيمة وكبيرة جداً، ومنْ يقع فيها كثير بسبب الجهل وقلة الوعي بعِظم الكفارة، فهي تنص على بطلان الحج وفساده، وإكمال الحج بالرغم من بطلانه، وذبح بدنة «ناقة أو جمل»، وقضاء الحج في السنة التالية.