يتطلب الأمر منك إذا أردت أن تعزف على هذا البيانو العمودي العملاق الصعود إلى شرفة قاعة الحفلات وتسلق سلالم، ثم اعتلاء منصة قبل أن تجلس إلى كرسيه الصغير قبالة لوحة المفاتيح.
ويبلغ الإطار المعدني الكامل لهذه الآلة العملاقة الموجودة في لاتفيا 6 أمتار، وهو مجهز بحبال يبلغ أطولها 4,7 متر ويصدر صوتاً عميقاً وقوياً وفريداً من نوعه.
«واتسآب» يحذر من فتح رسالة احتيالية
يقول مصممه الألماني من أصل لاتفي، دافيد كلافينز، إنه الأكبر في العالم، وهو مثبت بقوة إلى جدار قاعة الحفلات الجديدة في فنتسبيلس في شمال غرب البلاد.
وأضاف : إن "أكثر الأعمال التي تناسب هذه الآلة هي المقطوعات التعبيرية جداً، مثل أعمال ركمنينوف وسكريابين، فضلاً عن سوناتا بيتهوفن التي تصدح بطريقة مختلفة من خلال هذا البيانو".
البيانو لا يتميز فقط بحجمه الجديد، فغياب الصندوق الخشبي يسمح للجمهور الجالس في القاعة برؤية أحباله الفولاذية الطويلة، ويسمح ذلك لعشاق الموسيقى بالاستماع إلى كل تدرجات الصوت دون حاجز، حسب ما يؤكد كلافينز.
وأقيمت أولى الحفلات، الجمعة، الماضية في افتتاح المركز الموسيقي الجديد "لاتفييا" في فنتسبيلس، الذي يضم أكاديمية للموسيقى إلى جانب قاعتين تتسعان لألف شخص.
ولم تؤخذ حتى الآن مقاسات رسمية للبيانو لإدراجه في موسوعة غينيس للأرقام القياسية.
وقال دافيد : "حجم البيانو وطول الأحبال ليس الهدف منهما تحطيم الأرقام القياسية، بل توفير أفضل صوت يمكن تصوره للعازفين والمستمعين".
ويفيد ميكس ماجون، المسؤول الفني للقاعة الجديدة، بأن الآلة تثير الحماسة، و"المؤلفون والعازفون من العالم بأسره يرغبون في العزف يوما على بيانو كلافينز، ما يفتح لهم الباب أمام سبل جديدة للتعبير الفني".
وسيكون عازف البيانو الكندي لوبومير ميلينيك، المعروف بالتقنية القائمة على سلسلة سريعة جدا من النوتات، من أوائل العازفين الذين سيجربون هذه الآلة.
وكرّس دافيد كلافينز (65 عاما) غالبية حياته لآلات البيانو، مدفوعا برغبة في تحسين أداء هذه الآلة التي اخترعها الإيطالي بارتولوميو كريستوفوري قرابة عام 1700.
وصنع دافيد كلافينز أول بيانو عام 1985، والآن يصمم في مشغله "بيانو مانوفاكتورا" بمدينة فاتس المجرية، آلات بيانو عمودية مميزة.
ويأمل رئيس بلدية فينتسبيلس ايفارس لمبيرجس بأن يسهم البيانو المحطم لكل الأرقام القياسية في جعل المدينة الساحلية البالغ عدد سكانها 40 ألف نسمة، مقصدا سياحيا "يستقطب أيضا عشاق الموسيقى الأجانب"