في كل بلد يتم الاحتفال فيه بشهر الحب، شهر الفاكهة، شهر الزواج، شهر الحصاد، وأشهر كثيرة لها معانٍ واحتفالات خاصة لدى شعوب العالم، لكن «فيتنام» البلد الوحيد ربما الذي يمتلك شهراً للأشباح.
فوفق «أ.ف.ب»، ووسائل الإعلام، شارك عشرات من أصحاب الحيوانات المنزلية في فيتنام بمراسم رسمية أقيمت بأحد المعابد الذي دفنت حوله آلاف القطط والكلاب، خلال ما يعرف باسم «شهر الأشباح».
طقوس واعتقادات شهر الأشباح
أرواح الأجداد تجوب الأرض
هذه المراسم تقام عادة للأجداد في فيتنام، إذ ثمة اعتقاد بأن أرواحها تجوب الأرض خلال «شهر الأشباح»، وتكرم من خلال مأدبة كبيرة قبل أن ينتهي هذا الشهر في نهاية أغسطس (آب) الجاري.
تكريم الحيوانات المدفونة
في شهر الأشباح تكرم الكلاب، القطط، السلاحف وغيرها من الحيوانات المدفونة في مقبرة مخصصة لها في «هانوي» بمعبد «تي دونج فات نجا» (كل الحيوات متساوية)، ويوضع النقانق، العنب، الحليب والحلوى على شواهد قبورها.
رفاق الإنسان يستحقون الاحترام
يرى مدير مقبرة الحيوانات المنزلية أن رفاق الإنسان من الحيوانات تستحق أن تعامل بالاحترام نفسه. ويقول «نجوين باو سين» الذي فتح هذه المقبرة قبل 50 عاماً: «نحب الكلاب والقطط ليس خلال هذه الحياة بل أيضاً بعد نفوقها».
دفن الحيوانات الأليفة بشكل لائق
يؤكد «نجوين باو سين» أنه أحرق أو دفن أكثر من 10 آلاف حيوان، من بينها سلاحف، طيور وأسماك، وعلى صاحب الحيوان أن يدفع 45 إلى 65 دولاراً إن أراد وضع شاهدة لرفيقه النافق.
«نجوين أن مين» التي أتت لوضع الحليب، الألبان والعنب على قبر كلبها من نوع «هاسكي» بعد رحيله هذه السنة تؤكّد أن كلبها «بون» يستحق مكاناً لائقاً ليرقد بسلام. من جهتها «نجوين تي كسوان ترانج» التي كانت تعتبر كلبها «كوك» بمثابة ابن لها اعتبرت أن إقامة مراسم دفن لحيوانها شكل مصدر راحة لها، وتوضح وسط المقبرة: «أجلب له الحلوى والفول السوداني، هذا طعامه المفضل».
مدير المقبرة «نجوين باو سين» أوضح أن الناس كانوا يعتبرونه مجنوناً عندما بدأ التحضيرات لفتح المقبرة في بلد تُستهلك فيه أحياناً لحوم الكلاب والقطط،
ويأمل «سين» المحارب السابق في حرب فيتنام والذي رافقه كلبه في ساحات المعركة، في أن تسمح مبادرته بالنظر إلى الحيوانات المنزلية من زاوية جديدة وتسهم في نشر رسالة محبة حيالها، ويؤكد: «البشر والحيوانات متساوون، وعندما يحب الشخص الحيوانات لا يمكنه أن يؤذي الإنسان».
اليوم تقام مقبرة خاصة لدفن الحيوانات الأليفة في فيتنام، فهل ستنتشر فكرتها في بلدان أخرى في الأيام القادمة؟