أرجع الدكتور عبد الله عوض استشاري جراحة عامة ومناظير رئيس أقسام الجراحة بمستشفى باقدو والدكتور عرفان، سبب وفاة المريضة زبيدة السليماني يوم أمس، إلى وجود ثقب في الوريد الحوضي الأيمن كان مصدر دخول الجلطة الهوائية للدورة الدموية وتسبب في هبوط القلب، مما استدعى إخاطة الثقب وتحويل المريضة إلى العناية المركزة، والتعامل معها وفقاً للأصول العالمية في مثل هذه الحالات عن طريق تبريدها وإعطائها المهدئات والأدوية المانعة للحركة لمدة 24 ساعة لإراحة الدماغ، إلاّ أنه بعد انتهاء المدة المحدّدة تأكّد إصابة الدماغ إصابة بالغة أدّت إلى وفاتها صباح يوم أمس الخميس.
من جهته أوضح والد الفتاة المتوفاة ياسر السليماني لـ" سيدتي" أن ابنته دخلت المستشفى لإجراء عملية الزائدة، ولم تكن تعاني من أيّ أمراض أخرى، وخلال إجراء العملية دخلت ابنته في غيبوبة نتيجة عدم وصول الأكسجين للدماغ لمدة 45 دقيقه، ومن ثمّ اخرجوا الفتاة من غرفة العمليات واخبروه أنها تعاني من مضاعفات فقط، بينما علم الوالد من مصادر أخرى في المستشفى ذاته، أن ابنته توفيّت دماغياً بعد العملية فورا.
وأكد الأب أن وفاة ابنته هي نتيجة خطأ طبي، وأنه لن يتوانى عن مقاضاة المستشفى والطبيب المتسبّب في الوفاة، خاصة، وأنه تم إجراء عمليتين لها دون استشارته وأخذ موافقته. ومستنكراً أن يقوم الطبيب بإجراء كهذا دون موافقته، ومعتبراً أن الخدمات التي تمّ عرضها عليه من قبل مسئولين في المستشفى، كتمهيد لخبر الوفاة والسكوت عن المطالبة بمحاسبة المتسببين.
وفي بيان مستشفى عرفان، حصلت "سيدتي نت" على نسخة منه، نفى أن يكون سبب الوفاة ناتج عن خطأ طبي. وأن المريضة أدخلت المستشفى على أثر التهاب بالزائدة الدودية، وتم الكشف عليها واستبقائها تحت الملاحظة لمدة 24 ساعة مع المتابعة، ولاستمرار الأعراض التي تشتكي منها، وتأكد العلامات التشخيصيّة لالتهاب الزائدة، تم إدخالها المستشفى لإجراء عملية استكشاف جراحي للبطن بواسطة المنظار، ولاستئصال الزائدة الدودية الملتهبة، وتم إجراء العملية صباح الثلاثاء الماضي تحت تخدير كامل، والذي يتطلب نفخ البطن.
وحسب البيان، لوحظ أثناء ذلك حدوث هبوط مفاجئ بالدورة الدموية ونسبة الأكسجين في الدم، مما استدعى التدخل جراحياً للبطن، للتأكد من عدم وجود نزيف، وإفراغ الغاز من البطن، وتشخيص الأسباب المؤديّة للهبوط، حيث وجد تكوّن جلطة غازية، والتي تم اتخاذ اللازم ، وفقاً للأعراف الطبية العالمية، لمقاومتها وإجراء إنعاش قلبي من قبل المختصين، مع دعم ذلك بالمنشطات المناسبة، واستجابت ولله الحمد.
ومن ثم عادت الدورة الدموية إلى طبيعتها، وتم استكمال العملية بعد إعادة الاستكشاف للبطن وتلافي أيّ نزيف، أو أيّ ملاحظات أخرى. وبعد استئصال الزائدة الدودية والتأكّد من سلامة باقي الأعضاء، لوحظ وجود ثقب بالوريد الحوضي الأيمن، والذي سبّب الجلطة الغازية وهبوط الدورة الدموية، والذي يعدّ من المضاعفات المعروفة عالمياً لمثل هذا الإجراء، وتمّ خياطة الثقب وقفل البطن ونقل المريضة إلى وحدة العناية المركزة لاستكمال متابعتها، خاصة بعد تعرّضها لهبوط في الدورة الدموية لفترة طويلة، والذي له تأثير مباشر على دماغها، والذي تأكّد بعد ذلك، خلال 24 ساعة بعد العملية، إصابته إصابة بليغة، حتى تم إعلان وفاتها صباح يوم الخميس.
وفي السياق ذاته أوضح عبدالرحمن الصحفي، المتحدث الرسمي بصحة جدة، أن مديرية الشؤون الصحية تتابع قضية الفتاة المتوفاة، ومن خلال لجنة طبية مكوّنة من استشاري جراحة عامه ومناظير، واستشاري تخدير وعناية مركّزة، وطبيب من قسم الجودة وطبيب من إدارة المتابعة الفنية.
وقد أكّد أن اللجنة لم تسجّل خلال وجودها في المستشفى وإجرائها للتحقيقات، أي خلل أو مشكلة في توصيلات الأوكسجين والنيتروجين، مما ينفي وجود أي خطأ طبي بسبب الغازات الطبية وتوصيلاتها، كما ذكر في بعض الصحف الصادرة بالأمس.
وعن نتيجة التحقيق، قال إن اللجنة قامت بالتحقّق من عدم وجود نزيف للمريضة أثناء العملية، مما ينفي أن يكون النزف هو سبب الوفاة. وقد توصّلت اللجنة مبدئياً إلى أن سبب الوفاة في الأغلب، يعود إلى احتمالية حدوث مضاعفات في الإجراء الجراحي من قبل الطبيب المعالج، أثناء قيامه بحقن تجويف البطن للمريضة وإصابته لأحد الأوردة الرئيسية، وهذه أحد المضاعفات التي تنتج من عمليات المناظير البطنية ونسبة حدوثها هي0.1 %.
وأكد أنه سيتم إحالة القضية للهيئة الطبية الشرعية بناءً على ذلك، وحسب المادة الرابعة والثلاثون من نظام مزاولة المهن الصحية، والصادر بالمرسوم الملكي رقم م/59 في 4/11/1426هـ، والذي يحدّد اختصاصات الهيئة الصحية الشرعية، النظر في الأخطاء المهنية الصحية التي ينتج عنها وفاة، أو فقد عضو من أعضاء الجسم، أو فقد منفعة أو بعض منها، ولو لم يكن هناك دعوى بالحق الخاص.