لم يستفيد الأطباء من أخطاء زملائهم في مستشفى باقدو والدكتور عرفان في منطقة جدة، حيث تجددت المأساة ثانية ولم يمض على وفاة الطفل صلاح الدين يوسف جميل يوم كامل، إلا وقد حصل خطأ طبي آخر مجهول السبب للطفلة رنيم ابنة الثانية عشر عاماً، فدخلت في غيبوبة تامة.
والسبب هذه المرة يكمن بأخذ عينة من رأسها بعد أن أُجريت لها الفحوصات اللازمة وتم التأكد من إصابتها بسرطان في الرأس يلزم أخذ عينة منه لأجل العلاج، وما لبث أن فُجع والد الطفلة محمد الحداد بدخول ابنته في غيبوبة كاملة، ومازالت الأسباب مجهولة، بعد اللجوء إلى عدة مستشفيات أخرى للكشف عن سبب الغيبوبة.
والد الطفلة رنيم شرح الوضع قائلاً: لقد فقدت شهيتها وأُصيبت بدوخة وصداع شديد لازمها في رأسها لخمسة أيام متتالية من وقوع الحادثة، ولم تف المسكنات في معالجة الوضع، ما اضطرنا للجوء إلى مستشفى عرفان "التي تقع بالقرب من منزلنا" خوفاً على صحتها وللإطمئنان عليها، ولم يخطر على البال أن يتكرر الخطأ نفسه من دون وعي أومسوؤلية من قبل طاقم أطباء المستشفى،الذين أزهقوا روح الضحية ابن الثامنة الطفل صلاح الدين، وهاهم اليوم يعيدون المأساة نفسها مع الطفلة رنيم، التي مازالت حالياً تتنفس اصطناعياً.
وصرح الجرّاح عبدالرحمن العمري لـ"سيدتي نت" معلقاً على الأخطاء الطبية بقوله: لا يعتمد الخطأ الطبي على قسم طبي معين، ولا يعتمد على شخص بذاته فأحياناً يكون خطأ فريق العمل مجتمعاً، أو خطأ من التمريض، وأحياناً الإدارة، والخطأ الطبي ليس جراحياً فقط، فقد يكون ناتجاً عن إعطاء دواء خاطئ أو جرعة خاطئة من الدواء، أو يكون ناتجاً عن المريض نفسه، الذي يحسب جرعات أدويته مخالفاً أوامر الطبيب.
وفي العمليات قد ينتج الخطأ الطبي من عدة أماكن فالتمريض قد يكون السبب، وأحيانا الجراح أو التخدير لهم دور أثناء الجراحة ولا ننسى ممرضة العمليات، وبعد العملية متابعة المريض طبياً واعطاؤه الأدوية المكتوبة له قد تكون مجالاً لحدوث خطأ طبي كذلك.”
من ناحية أخرى أشار وكيل وزارة الصحة للتخطيط والتطوير، الدكتور محمد خشيم في تصريحات صحفية، "أن مجموع القرارات الخاصة بإدانة أخطاء طبية وصل إلى 670 حالة في 2009م، فيما بلغ عدد القرارات الصادر بها إدانة للحق الخاص 51، وبالحق العام 130، من خلال 18 هيئة صحية شرعية، وبيّنت تحقيقات وزارة الصحة وفاة 129 شخصاً نتيجة الأخطاء الطبية، خلال عام واحد.
أما من جهة الإحصائية الصادرة من الهيئة الصحية الشرعية الأساسية في جدة، فقد أكدت ارتفاع عدد الأطباء المدانين بقضايا الأخطاء الطبية بنسبة 100٪ للعام الماضي 1432هـ.
لكن وجهة نظر المراقبين أكدت العكس، فمعظم الأخطاء الطبية لا تُسجل بشكل رسمي في الوزارة، لعدم اللجوء إلى الإدعاء أو الإدلاء بشكواهم، حيث أن الإحصاءات الرسمية التي تصدرها وزارة الصحة أقل بكثير مما هو في الواقع.