في ردة فعل سريعة نوعاً ما، باشرت الجهات المعنية إغلاق مستشفى شهير بمحافظة جدة، عقب صدور قرار وزير الصحة بإغلاقه لمدة شهرين، وذلك عقب إدانة المستشفى في قضية وفاة الطفل صلاح الدين يوسف عبداللطيف جميل، على يد طبيب هارب من المستشفى.
وتعود التفاصيل أنه وبسبب خطأ طبي توفي الطفل صلاح الدين يوسف عبد اللطيف جميل، البالغ من العمر 8 سنوات، دخل المستشفى الخاص بجدة وهو يعاني من إنفلونزا عاديَّة، فقد أوضح والد الطفل للإعلام، الشيخ يوسف عبد اللطيف جميل، أنَّ ابنه توفي بسبب طمع المستشفى، الذي فضل تنويمه رغم أنَّه أدخل فقط لأخذ «خزعة» من غدته الليمفاويَّة لإجراء تحليل عليها ومعرفة سبب انتفاخها، لكن الطمع دفع بالمستشفى إلى تخدير ابنه (صلاح) بالكامل، الذي راجع المستشفى مع والدته لإجراء كشف طبي عادي بسبب انتفاخ عرضي في الغدة نتيجة التهاب اللوزتين>
وقد أوضح الأطباء لوالدة (صلاح) أنَّ العمليَّة لا تستغرق أكثر من نصف دقيقة، وفي هذه الأثناء طلب الطبيب المعالج من الأم تنويم الطفل لعدم قدرته على تحمل ألم الحقنة، فوافقت على الإجراء، وأدخل عقبها إلى غرفة العمليات التي اتضح لاحقاً بأنَّها غرفة أشعة وغير مهيأة طبياً لأي نوع من العمليات التي يتم فيها التخدير بشكل كامل.
واستغرب يوسف عبد اللطيف جميل الإجراء الذي اتخذته إدارة المستشفى بترحيل الطبيب المتسبب في الخطأ الطبي إلى بلاده من دون التحقيق معه في هذا الخطأ، مبيناً أنَّ الخطأ وقع بسبب إعطاء ابنه جرعة نيتروجين مؤكسد بدلاً من الأكسجين، ولم يتم اكتشاف الخطأ إلا بعد مرور نحو 17 دقيقة من حدوثه، ما تسبب في توقف القلب والوفاة الدماغيَّة، ونظراً لعدم وجود (صلاح) في غرفة مخصصة لهذه المعالجات الطبيَّة لم يتمكنوا من إنعاشه في الوقت المناسب.
رد فعل المستشفى
من جهتها اعترفت إدارة المستشفى بأنَّ خطأ طبياً تسبب في وفاة الطفل، وحملت شركة الصيانة الفنيَّة مسؤوليَّة الخطأ، وجاء في بيان أصدرته «حدث الخطأ داخل غرفة الأشعة، حيث تم الخلط بين مخرج الأكسجين ومخرج النيتروجين بعد قيام الشركة بعمليَّة الصيانة من دون علم المستشفى ما تسبب في وفاة الطفل>
وأوضحت أنَّها تقدمت بشكوى رسميَّة لقسم شرطة الشماليَّة بمحافظة جدة عن هذا الخطأ الذي تسبب في الحادث، وأكد المستشفى أنَّ الطبيب المتهم في القضيَّة هرب إلى خارج المملكة، بتواطؤ مع اثنين من الموظفين في الموارد البشريَّة من دون علم إدارة المستشفى، وأنَّهما يخضعان للتحقيق في مركز الشرطة. وطالبت إدارة المستشفى بتحويل القضيَّة للشرع ومحاسبة المتسببين في وفاة الطفل.
الشؤون الصحيَّة بجدة
وقد أكد مدير الشؤون الصحيَّة بمحافظة جدة، الدكتور سامي باداوود، أنَّ التحقيقات الأوليَّة أثبتت أنَّ خطأ طبياً تسبب في وفاة الطفل، وتبين وجود تقصير في الأجهزة المستخدمة في العلاج، حيث أجريت العمليَّة الجراحيَّة لأخذ عينة من الغدة الليمفاويَّة من دون توافر هذه الأجهزة الطبيَّة اللازمة لإجراء مثل هذه العمليات، لا سيما في الأكسجين الذي يجب توافره للطفل، وقال إنَّ لجان التحقيق باشرت عملها في قضيَّة وفاة الطفل صلاح الدين يوسف>
وأضاف: «تم استدعاء مالك المستشفى والأطباء المشاركين في العمليَّة، منهم طبيب التخدير وطبيب الأطفال، والاتهام يقول إنَّ الطفل مات بسبب نقص الأكسجين، وستعلن نتائج التحقيق لاحقاً، رغم أنَّ المستشفى أخفى كل المعلومات التي تخص الطفل من الملف. وحمَّل باداوود المستشفى مسؤوليَّة ترحيل الطبيب المتهم وتجاهل التحذيرات الواردة في هذا الخصوص.
"سيدتي نت" تتابع تفاصيل القضية