لجأت مجموعة من طبيبات الامتياز الخريجات من "كلية ابن سينا الأهلية" بجدة لـ«سيدتي نت» منددات بالظلم الذي حل بهن من جامعتهن التي تعد أول كلية طبية أهلية أنشئت بجدة.
فهن طالبات قضين 6 سنوات في دراسة الطب، وتفوقن بامتياز، وكالإجراء المعتاد للطلاب المتفوقين في الطب، تم تعيينهن في مختلف المستشفيات كطبيبات امتياز لمدة عام، إلا أنه في المقابل لم تحصل أي منهن على مستحقاتها المالية نظير عملها، على الرغم من بدئهن في العمل منذ نحو خمسة أشهر في ممارسة كافة المهام الطبية، ومباشرة حالات المرضى، بدوام يبدأ من الثامنة صباحاً حتى الخامسة عصراً.
وكان خادم الحرمين الشريفين قد أصدر قرارا بضم أطباء الامتياز إلى الجامعات الأهلية في نظام رواتب الامتياز، فحاوت تلك الطالبات الاتصال بوزارة التعليم العالي عدة مرات، ولم تلقين أية استجابة، «سيدتي نت» تتابع مع الطالبات وتنظر في رد الجامعة.
"قاعدات نكرف ببلاش"
"نوف محمد"، طبيبة الامتياز قسم طب أسنان بكلية ابن سينا الأهلية، تتحدث عن معاناتهن فتقول: "نحن مواطنات سعوديات حلمنا المشترك دراسة الطب حتى بعد أن أغلقت الجامعات الحكومية أبوابها لقبولها عدد ضئيل جداً من الطلبة (60 طالباً فقط سنوياً)، لجأنا إلى الدراسة بجامعة أهلية، وتفوقنا لنتخرج بامتياز ويصبح من حقنا العمل لمدة عام في المستشفيات، وقضينا الان خمسة أشهر من العمل الشاق مثلنا مثل أي طبيب، وفي المقابل لم نستلم حتى الآن أياً من مستحقاتنا المالية، على الرغم من أن خادم الحرمين الشريفين قد أقر العام الماضي بصرف مكافئة لأطباء امتياز الكليات الأهلية".
ووافقتها الرأي "شيماء زهير" طبيبة الإمتياز في الكلية نفسها مضيفة في تصريح لـ «سيدتي نت»: "القضية ليست قضية تأخير مستحقاتنا فقط، فالدفعة التي سبقتنا تأخرن أيضاً في تسلم رواتبهن التي لم تكن كاملة، حيث حصلت كل منهن على 6000 ريال لكل شهر بدلاً من 6700 ريال، والأدهى أنهن لم يستلمن راتب آخر ثلاثة أشهر، على الرغم من انتهائهن من سنة الامتياز قبل ستة أشهر من الآن.
زيادة رواتب الامتياز
زميلتهما طبيبة الإمتياز بكلية إبن سينا قسم طب الأسنان "دانيا فريد" قالت: "لقد أمر خادم الحرمين الشريفين حفظه الله هذا العام بزيادة رواتب الامتياز بنسبة 53%، أي من 6700 لتصبح 9200 ريال، وقد استلم أطباء امتياز الجامعات الحكومية رواتبهم بهذه الزيادة شهرياً، بينما نحن ننتظر بفارغ الصبر راتبنا الأساسي فهل ستشملنا تلك الزيادة أم اننا لسنا في الحُسبان؟"
نحن مُثبطي الهمة والعزيمة
طبيبة الامتياز "غزل رمضان" عبرت لـ «سيدتي نت» عن استيائها من عدم التقدير لمجهودهن قائلة: "تكاليف الدارسة أرهقتنا وأثقلت كاهلنا منذ أن بدأنا قبل ست سنوات خاصة أننا لم نكن نتلقى أي مكافآت شهرية خلال سنوات دراستنا، وما يؤسفنا هو عدم التقدير وإحساسنا بأننا مُهملات من الوزارة، فنحن منتظمان في أوقات دوامنا كأي موظف نستيقظ كل صباح، في عمل مستمر لا يتوقف".
رد مسؤول الجامعة
تواصلت «سيدتي نت» مع أحد مسؤولي "كلية إبن سينا" الأستاذ "مشعل الحربي" للنظر في أمر الطبيبات خريجات الجامعة فجاءتنا إجابته: "إن هذا التأخر ليس من مسؤوليتنا، بل هو قرار من وزارة التعليم العالي، ينص على تقسيم الراتب إلى دفعتين، على أن تكون الدفعة الأولى بعد ستة أشهر من بدء العمل، أما الدفعة الثانية من الراتب فتأتي في نهاية سنة الامتياز، بعد أن يتم تسليم وثيقة التخرج، فهذا قرار صادر عن وزارة التعليم العالي للجامعات الأهلية ويخرج عن يدنا. وأضاف الحربي: "نحن جامعة أهلية لا يمكن مقارنتنا بالجامعات الحكومية بأي حال من الأحوال".
الطالبات مستاءات
رصدت «سيدتي نت» آراء الطالبات برد جامعتهم، فكنَّ شديدات الاستياء، وقلنَّ: نحن غير واثقات بأن نأخذ رواتبنا مستوفاة بعد ستة أشهر، فهو قرار غير منطقي، ونحن نتكفل شهرياً بمصاريف ذهابنا للعمل، وخادم الحرمين الشريفين حفظه الله أمر بالمساواة بيننا وبين أطباء امتياز الجامعات الحكومية الذين يتقاضون رواتبهم شهرياً".
«سيدتي نت» تتابع التطورات في قضية طبيبات الإمتياز بكلية ابن سينا على مدار الأيام المقبلة.