مع تغير المفاهيم بسبب وسائل الاتصال والفضائيات، يبدو أن المجتمع السعودي تقبل كثيراً من العادات والتقاليد الدخيلة عليه، فتلقفها بداعي التقليد الأعمى متناسياً ما تربى عليه، خاصة الفتيات، إذ أصبحنا نرى طالبات المدارس والجامعات داخل المطاعم أو المقاهي في ساعات الصباح الباكر يمضين الساعات الطوال بعيداً عن مقاعد الدراسة ورقابة الأهل، بل وصل الأمر إلى الكبائن والاستراحات والشقق المفروشة، فأين الخلل ومن المسؤول، وأين رقابة الأسر ودور المدرسة؟
«سيدتي نت» التقت بفتيات سعوديات ليطلعننا عن سبب تسرب الطالبات من قاعات الدرس ولجوئهن إلى الاستراحات والكبائن، وماذا يفعلن في ظل عدم رقابة الأهل وانحسار دور المدرسة التربوي.
خروجي ليس «للمواعدة»
وفاء. أ. تقول: «من المستحيل أن يتقبل أهلي فكرة ذهابي إلى قهوة أو مطعم مع صديقاتي، لكن لماذا العناء ما دمت أستطيع أن أخرج معهن براحتي إلى المقاهي صباحاً من دون علمهم، فأنا في النهاية لا أقوم بفعل شيء محرم أو غلط، ولست كالفتيات اللواتي يخرجن للمواعدة أو يقابلن أصدقائهن في المنازل، وجلساتنا دائماً بنات في بنات.
شقة للشيشة
أما خواطر.أ. فقالت: أخرج أنا وأخواتي وقريباتي من الجامعة لمقابلة صديقاتنا في أي مكان عام، وقد كنا قبل ذلك نتقابل في شقة مفروشة استأجرناها لنتقابل فيها صباحاً وحتى العصر، نتبادل الأحاديث ونشرب «راس أو راسين» شيشة، إلى أن ندوخ وننام وطبعاً لم يدم هذا الحال كثيراً لأنَّ إيجار الشقة لم نعد نحتمل دفعه بعد أن قطعت الجامعة المكافأة الشهريَّة المخمصة لنا بسبب زيادة سنين الدراسة (الرسوب)، وأصبحنا نعتمد نظام «القطة» لاستئجار الكبائن مرة كل أسبوعين من الصباح إلى العصر لمدة يومين أو ثلاثة أيام.
السائقون يتسترون مقابل المال
لكن منال الشيخي، طالبة جامعيَّة، أوضحت بأنَّ ما تقوم به مثل هؤلاء الطالبات خطأ كبير ودليل على قلة النضج، وأضافت: "للأسف أنا أعرف كثيراً من زميلاتي في الجامعة يخرجن بنفس الطريقة ومع السائقين أو مع أشخاص لا يعرف أهاليهن عن خروجهن معهم، ومع أن الجامعة منعت دخول سيارات الأجرة إلى الجامعة ونقل الطالبات، إلا أنَّهن ما زلن يخرجن مع سائقي سيارات خصوصيَّة، وتوافقها الرأي شهد عبد الرحمن طالبة ثانوية فتقول: "بعض الأهالي غائبين جداً عن هذه النقطة ويأمنون لبناتهم مع السائقين، كيف وبعض السائقين يسكتون ويتسترون على هؤلاء الفتيات مقابل المال، وبعض الفتيات يدعين بأنهن في فترة الامتحانات ولديهن مادتين، أي فترتين، فيخرجن كيف شئن ومتى أردن وهناك من تنتظر الامتحانات لهذا السبب".
خروجي ليس عيباً
أما ش.أ. طالبة جامعيَّة، شددت على عدم ذكرها اسمها؛ فقالت: ليس من العيب خروجنا للتفسح قليلاً، ورغم أنَّ والديَّ لا يمنعانني من الخروج مع صديقاتي، إلا أنَّه أرى أنَّه لا داعي بأن أخبرهما في كل مرة أخرج فيها، حتى أتجنب تأنيب والدتي المستمر بأنَّ دراستي هي الأهم، وهي لا تعلم أصلا بأنني حولت دراستي من الانتظام إلى الانتساب.
الأهل والمدرسة هما المسؤولان
إلهام أحمد، معلمة في إحدى المدارس الثانويَّة بمكة، أوضحت بأنهن كمعلمات قد صادفهن الكثير من هذه القصص، لكن الأمر ينتهي بتعهد وحضور الوالدة، وغالباً ما يؤدي إلى فصل الطالبة أو حرمانها من الذهاب إلى المدرسة من قبل أهلها، أو حذرها من الوقوع في هذا الفعل في مرة أخرى. وأضافت: وعبر «سيدتي نت» فإنني أوجه اللوم إلى الأسر، والفتاة هي آخر شخص يجب لومه، فالرقيبان الأهل والمدرسة هما اللذان يتحملان كل المسؤوليَّة، لذلك يجب زرع الثقة أولاً بيننا وبين بناتنا، لكن لا يجب الوثوق الأعمى بفتيات ما زلن في سن المراهقة، خاصة أنَّ كثيرات يعانين من الكبت المنزلي.