لا أثق بالصور، تخيفني خاصية الاحتفاظ بها، لأطول وقتٍ ممكن، ماذا يعني أنها لا تموت، لا تتلف، رغمًا عن كل رحيلٍ مؤكد!
أقسى ما قد نفعله بحقِ شعورنا، هو أن نلتقط الكثير من المشاهد، في ألبومٍ واحد، صورة مقابل أخرى، وأخرى إلى ما لا حد، ثم تأتي لحظة جلد القلب، جلد الذاكرة، والذكريات من حيث نشتاق ونتألم.
كنتُ مشغولة بتكوينِ صورةٍ كبيرة، صورة من تجميع السنين، صورة تشبه البدايات بسحرها، لا يخف مفعولها حتى لو انتهى الحب، لكن لم أدرك حينها، أن السحر قد ينقلب يومًا على ساحره، وبأن ذلك البريق، ما هو إلا نهاية تعيسة، بائسة، للحظاتٍ مُتعبة.
- هل تتألم الصور إن تمّ إهمالها أو حرقها؟ هل تنطوي على ألوانها، ثم تخاصم أحداثها وتبهت!
بتُ أخاف من أي لحظة تدار فيها العدسة نحوي، ثم يتعالى بعدها صوت المصوّر فجأة، وهو يقول: «ابتسموا»، حسنًا سنبتسم، سنرسم ضحكة مزيفة، سنخلق المشهد، سنعيد ترتيب ملامحنا، وسنعيد لها نضارتها مؤقتًا، لكن ثم ماذا سيحدث بعد ذلك؟ لا شيء، فقط سنخلد صورة لا تمت لواقعنا بأي شيءٍ يذكر، غير الألم.