في كل ثورة تحدث، تلجأ الشعوب إلى أساليب عديدة للتعبير عن انتفاضتها ضد السلطة. فاللبنانيون لم يختلفوا عن سواهم حيال هذا الأمر، فقد لجأوا للتعبير بشتى الطرق والوسائل، لاسيّما من خلال أغنيات بعض الفنانين ورددوها بحسب ما يتماشى مع مطالبهم الذين انتفضوا من أجلها.
الأغنيات أحد أهم أدوات الثورة
قليلات هنّ الفنانات الذين غنوا لأشخاص بعينهم في لبنان، وكانت أغنياتهنّ تقتصر على الولاء للوطن فقط دون سواه. وفي كل ثورة تكون الأغنيات أحد أهم أدواتها، سواء تلك التي أنجزها أشخاص محترفون في مجال الغناء، أو تلك التي ولدت بشكل عفوي خلال التظاهرات، واستلهمت كلماتها البسيطة من شعارات الثورة والتظاهر ضد الطبقة السياسية.
وبما أنّ النظام اللبناني ديمقراطي وكل شخص يعبّر عن رأيه بطريقته الخاصة، أحدثت أنشودة "هيلا هو" والتي طالت إحدى شخصيات السياسة بلبنان، صدًى مدويًا في التظاهرات التي حصلت، وأصبحت الأكثر استخدامًا. هذه الأنشودة غناها الكثيرون من قبل كـ متعب الصقار، وأطلق عليها"هيلا يا بلدنا"، وفي العام 2011 غنّى الفنان المصري حمزة نمرة "هيلا هيلا يا مطر" وأهداها وقتها للشعب التونسي وإلى كل الشعوب العربية.
هيلا هو ومن أين لك هذا أساس الثورة
وبعدها غنى المتظاهرون هذه الأنشودة خلال تسكير الطرقات، وتحولت إلى " هيلا هيلا وهيلا هيلا هو..الطريق مسكر يا حلو".
وبعد أن أقام مصرف الإسكان في لبنان دعوى قضائية ضد الفنان محمد اسكندر ونجله فارس، حول المشهد الذي تضمّنه كليب "من أين لك هذا"، كانت هذه الأغنية الأكثر تردادًا في ساحة التظاهرات، واستخرج منها المتظاهرون بعض العبارات، وكُتبت على يافطات كـ "من أينَ لكَ هذا عم تلعب بالملايين بتّاجر بالڤيتامين !؟ هاو كلّن عرق جبين"؟
اللي باعنا لـ راغب في الثورة
وكان لافتًا، قيام أحد المتظاهرين بحمل يافطة كتب عليها "اللي باعنا خسر دلعنا..زحّطوا عنا" واستوحاه من أغنية الفنان راغب علامة "إللي باعنا".
"انساي" و"عينك على حارتنا" هكذا تمّ تدويرها
كما برزت أغنية "انساي" للفنانين سعد المجرد ومحمد رمضان، وتم استعمال كلمة "يلا باي" في إشارة لرحيل الساسة الموجودين، وكانت هذه الأغنية تلهب الساحات عند وضعها عبر مكبرات الصوت.
أما أغنية "عينك على حارتنا" لـ سميرة توفيق، فتحولت إلى هتاف نادى بها الثوار، ووجهوه إلى الدولة، ونذكر كلماته "يا دولة..هيدا الشارع شارعنا..يا دولة..هيدي الثورة ثورتنا.. والله الله..هيدي الهمة همتنا..الله الله..عينك على جيبتنا يا دولة..والله عينك عليها..الله الله".
أغنيات ترفيهية أعطت زخمًا للثورة
في المقلب الآخر، حافظت هذه الأغنيات على كلماتها من دون تحريف من قبل المتظاهرين كـ"لبنان رح يرجع لـ جوزيف عطية، و "بيلا شو" التي كانت شرارة إطلاق الثورة في إسبانيا، و "موطني" لـ إليسا، و"لبناني" لـ عاصي الحلاني، و "قوم تحدّى" لـ ماجدة الرومي، و"يا وطني" لـ مارسيل خليفة، و"رح يبقى الوطن" للراحل ملحم بركات ونجوى كرم، و"لولاك يا لبنان" و" Bby shark".
رغم أنّ أغنيات هؤلاء الفنانين معروف عنها أنها محض ترفيهية، إلا أنها أعطت زخمًا ثوريًّا للساحات، وبات اللبنانيون يرددونها في مجالسهم وانتشرت بطفرة فيديوهات متعلقة بها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي
