في إطار تغطيتها لأسبوع الموضة للخياطة الراقية في باريس، توافينا الزميلة في الشرق الأوسط، جميلة حلفيشي، بمشاهداتها وانطباعاتها مباشرة من صالة العرض، في تغطية خاصّة لـ "سيدتي نت".
هناك عروض تخرجين منها وأنت تشعرين بأنّ الأزياء التي تمّ عرضها تحف واستثمار للأبد؛ وهناك عروض تخرجين منها مبهورة، ترغبين في ارتداء كلّ قطعة منها الآن، مثلما حصل في عرض الإيطاليّ جيماتيستا فالي. فما قدّمه جيماتيستا لم يكن جديداً بمعنى الكلمة، كما لم يكن استثماراً، لكنّه حتماً كان آنيّاً يُخاطب امرأة شابة. فمعظم الزبونات الحاضرات لا تتعدّى أعمارهنّ الأربعين في أقصى الحالات. وثمّة زبونات يردن شيئاً مختلفاً من المصمّم الذي دخل مجال الأزياء الراقية، منذ بضع مواسم فقط، محقّقاً الكثير من النّجاحات الفنيّة والتجاريّة. في المقابل، تمنح الزبونات المصمّم الحريّة في أن يجول ويصول في هذا المجال، بدون رقيب أو انتقادات، لأنّهنّ مثله يتلمّسن طريقهنّ في عالم الـ "هوت كوتير". وبالتالي، فإنّ كلّ شيء تجود به مخيّلته ومقصّه مقبول. في السّابق، قدّم المصمّم أشكالاً مدوّرة وضخمة، يُمكن القول إنّها كانت تجريبيّة، لكنّه في هذا الموسم، وبعد أن اكتسب المزيد من الثقة والخبرة، طرح تشكيلة يتزاوج فيها الكلاسيكيّ التقليديّ بالحيويّ المُعاصر بشكل متناغم.
افتتح العرض بفستان على شكل معطف بنقوشات مستوحاة من قطّة سياميّة، أتبعه بجاكيت وتنورة بالأسود، ثمّ بفستان أسود مستقيم بستارة من التول، حدّده عند الخصر بالريش؛ ثمّ هلمّ جرا من الفساتين الطويلة والقطع المنفصلة المتنوّعة التي لا بدّ من أن تجد الشّابة المخمليّة والنخبويّة فيها كلّ ما تحتاجه في رحلة على يخت أو إلى أيّ منتجع صيفيّ.
قسّم العرض إلى مجموعات، لعلّ أكثرها إبهاراً مجموعة يبدو أنّه رسمها بالحبر الأسود على كنفس أبيض. وبرغم أنّ الأحجام الضّخمة التي عهدناه منه غابت في هذه التشكيلة إلا أنّ الأحجام التي اقترحها لربيع وصيف 2013، لم تقلّ قوّة في أشكالها التي تفتّحت أحياناً على شكل ورود. نعم، قد تكون تقليديّة مقارنة بالخطوط الرشيقة التي قدّمها في بداية العرض، إلا أنّها لم تفتقد الأناقة، وذلك الأسلوب الإيطالي العريق في التفصيل الذي يجعل عروض "فالي" من أهمّ العروض في الأسبوع حاليّاً.