كأي مشروع اقتصادي أو استثماري فإنّ الهدف منه لابد أن يكون مادياً بالدرجة الأولى، فمن الطبيعي أن تقومي كمستثمرة أو كصاحبة رأس مال بالسعي دوماً وراء المشاريع والأفكار الاستثمارية الناجحة والتي تدر عليك مردوداً مادياً يتناسب وطبيعة الخدمة التي تقدمينها، وحجم المبلغ الذي تم استثماره في المشروع، وخطوات الاستثمار الناجح معلومة للجميع سواء من رصد المبلغ المطلوب لاستثماره إلى غيرها من الخطوات الأخرى لتصب كلها في النهاية وتتلاقى عند نقطة واحدة وهي المبيعات والتي تعني حجم الدخل الذي سيعود من الاستثمار على الصعيد المادي، وللتعرف على هذه الإستراتيجية ووفقاً لخبرتها الطويلة في هذا المجال تحدثنا غادة السبحي، مديرة قسم التسويق والمبيعات «القسم النسائي» لدى شركة مستحضرات تجميل كبرى:
لا تزال المرأة في مجتمعاتنا شخصية مختلفة عن الرجل من حيث الطبيعة وطرق الاتصال والتسويق، وليس من السهولة الوصول لها كرجل يعمل بالتسويق أو المبيعات،ولذلك فمن البديهي أن تكون المرأة أكفأ وأقدر على التعامل معها، وبما أنّ مهنتي التسويق والمبيعات هما الوظيفتان اللتان يحتك بهما البائع بالعميل مباشرة لذا فمن الأفضل أن تختص بالمبيعات والتسويق نساء يكنّ قادرات على التعامل مع العميلات وإقناعهنّ بالشراء أو على الأقل بالتجريب، لذا نخلص للقول إن المستثمرة الناجحة هي التي تحاول الاستفادة من الظروف المجتمعية التي نعيش بها, وتجندها لمصلحتها وبالتالي فلابد لها من أن تحاول الاستثمار بالمواد, أو الخدمات النسائية والتي يصعب على الرجل المستثمر الوصول إليها مما يعطيها أفضلية عنه في هذا المجال، وبما أنها كمستثمرة قررت أن تتعامل مع المرأة كمستهلك فلابد أن يكون هذا التعامل عن طريق المرأة في كل مراحله, وبالتالي فلابد أن يكون التسويق والمبيعات عن طريق المرأة أيضاً.
- هل نجحت المرأة في مجال التسويق والمبيعات؟
لا تزال مهنتا التسويق والمبيعات النسائية مهنا جديدة نسبياً على مجتمعنا، فعلى الرغم من تفوق المرأة في الكثير المجالات وتميزها بها إلا أنها لا تزال بحاجة للكثير والكثير في هذين المجالين تحديداً، ويرجع السبب في قلة الخبرة في هذين المجالين طبعاً لحداثة العهد بهما من قبل النساء، فحتى وقت قريب جداً لم تكن المرأة تستطيع أن تخرج عن مهنتي الطب والتدريس هذا طبعاً في أحسن حالاتها، ولكنها الآن وبعد دخولها للكثير من المجالات وبعد أن أصبحت المرأة المستثمرة, والمرأة المهندسة والمصممة, وغيرها الكثير أصبح لابد أن تتقن المبيعات والتسويق لتصبح أيضاً المرأة المسوقة والبائعة، وليس المطلوب طبعاً الحصول على المسمى فقط بل المطلوب أن تتقن هاتين المهنتين وتتميز بهما كما تميزت بغيرهما.
مزايا وعيوب
التسويق والمبيعات شأنها شأن أي وظيفة لها العيوب ولها أيضاً المميزات، وبالتالي فهي كمهنة لها إيجابياتها ولها سلبياتها فما عيوبها وما مميزاتها؟
أولاً: مميزات المهنة:
- في كثير من الأحيان قد لا تحتاج هذه المهنة لأي نوع من الدراسة برغم أنّ الدراسة قد تشكل عامل دعم قوي لها.
- تستطيع المرأة في العديد من الشركات أن تعمل بالمبيعات والتسويق من خلال الهاتف أو من خلال الإنترنت وبالتالي فهي قادرة على توفير الوقت الكافي لبيتها وعائلتها دون أن يطغى شيء على حساب الآخر.
- تعتمد هذه المهنة بالدرجة الأولى على المهارات الشخصية والكاريزما مما يسهل عملية التسويق في كثير من الأحيان.
- طبيعة مجتمعاتنا أيضاً بالإضافة إلى العادات والتي تصر في كثير من الأحيان ألا تتعامل العميلة المرأة إلا مع المرأة, وبالتالي فإنّ هذا يفتح المجال لها لتتفوق على الرجل.
- بعض المنتجات النسائية أو الخدمات النسائية من الطبيعي جداً أن تتفوق بها المرأة على الرجل وذلك لأنه من المقنع للعميلة أن تحدثها امرأة من جنسها حول منتج لا يستعمله سوى النساء.
- تستطيع المرأة أن تعمل على أكثر من مستوى وبأكثر من حجم فهي تستطيع العمل على مستوى عائلي فقط أو بالمحيط كأن تبيع للجيران أو أفراد العائلة كما أنها تستطيع أن تذهب إلى أبعد من ذلك كما تعتقد أنه يناسبها.
ثانياً: عيوب المهنة:
- صعوبة تحرك المرأة كامرأة في كثير من المجتمعات وعدم سهولة تنقلها مما سيرفع التكاليف بتوفير سائق خاص, أو التزام أحد أفراد أسرتها بتوصيلها.
- حداثة عهد المرأة بهذه المهن مما يجعل منها بائعة قليلة الخبرة بأساليب التسويق والمبيعات.
- قلة الرواتب الثابتة التي تقدمها الشركات، فالكثير من الشركات تضع راتباً ثابتاً قليلاً جداً, وتغري البائعات بالعمولات والنسب على المبيعات وبالتالي فإنّ عامل الأمان بالدخل الثابت يكون قليلاً جداً.
- قلة الدورات والمراكز التعليمية التي تعطي الدورات والحصص الدراسية المتعلقة في هذا المجال للمرأة إذا ما قورنت بحجم الطلب على هاتين المهنتين.
- إلى ماذا تحتاج المرأة لتتفوق؟
ما تحتاج إليه المرأة لتتميز وتتفوق بهذه المهنة كغيرها من المهن الأخرى هو ما يلي:
- أن تسعى دوماً لتطوير نفسها، فعلى الرغم من أنّ هذه المهنة قد لا تحتاج في كثير من الأحيان للدراسة الجامعية وتستطيع أن تمارسها صاحبة أي تحصيل علمي، إلا أنّ التعامل مع العملاء وطرق إقناعهم هو فن بحد ذاته ويحتاج للتدعيم ولتعلم أصوله من خلال دورات، أو غيره مما يساهم في تثبيت أقدامها على الطريق كغيرها من المهن الأخرى وبالتالي التفوق المنشود.
- أن تعزز ثقتها بنفسها وتعلم جيداً أنها على مقدرة لأن تتفوق بهذه المهنة كما تفوقت بغيرها وما عليها سوى بذل الجهد الذي يتناسب وحجم العمل وبالتالي فإنّ التوفيق سيكون هو النتيجة بإذن الله.
- أن تعمل على توظيف علاقاتها الاجتماعية للاستفادة في عملها كأن تبدأ بالمقربين والجيران وغيرهم.