كيف؟ متى؟ ولماذا تختارين شريكاً لاستثمارك؟

تعتبر الشراكة بين طرفين وربما أكثر من الحالات المنتشرة جداً في عالم الاستثمار، وربما تكون من الانتشار بحيث إنها في بعض الدول تعتبر أكثر من حالات الاستثمار المنفردة، وبطبيعة الحال فإنّ اللجوء للشركة ليس دوماً بداعي عدم توفر رأس المال أو عدم كفايته، بل قد تكون هناك أسباب أخرى لا تقل أهمية عن رأس المال، فما الأسباب التي تستدعي بشكل عام وجود شريك؟ وكيف تختارين الشريك المناسب؟


 للإجابة على هذا السؤال توجهنا للمستشار الاقتصادي محمد المساعد الذي شرح لنا  أسباب الشراكة, وكيفية اختيار الشريك بادئاً ...

حالات الشراكة متنوعة ومنتشرة جداً بكافة أنواعها في عالم الاستثمار، والمقصود بالشراكة بين جهتين أو شخصين أو أكثر من ذلك هو إيجاد حالة من التكامل المنقوص والذي من المفترض أن يعوضه شخص ما, أو كيان ما بتأسيس هذه الشراكة بمعنى أن يبحث الشخص الذي يرغب بالشراكة عن تكميل النقص المتواجد لديه في أي من أركان استثماره ليعوضه من خلال الشريك الذي ينوي مشاركته، وعلى سبيل المثال:

< شراكة من أجل المال:

والمقصود هنا أن يكون صاحب فكرة الاستثمار والذي يعتبر هذه الفكرة ناجحة ويرغب في تطبيقها إلا أنه لا يمتلك الإمكانية المادية الكافية لتطبيقها يبحث عن طرف آخر يمتلك هذه الإمكانيات المادية الغير متوفرة لديه بالشكل الكافي ليعوض هذا النقص عن طريق شراكة تتناسب وحجم مشاركة كل منهما في تنفيذ المشروع، بمعنى أنّ الشراكة لا يجب أن تكون مناصفة بل من المفترض أنها بالشكل المتناسب مع ما يقدمه كل منهما.

< شراكة من أجل الخبرات:

وكما أسلفنا فليست الشراكة دوماً من أجل المال فكثير من الحالات يكون فيها رأس المال متوفر في حين أنّ الغير متوفر هو شيء آخر مثل الخبرة، فنحن نرى أنّ هناك نوعيات من الشراكة التي تكون مبنية على طلب الخبرة بحيث إنك تقومين بمشاركة من يمتلك الخبرة في شركتك, أو في استثمارك لتستفيدي من خبراته بالشكل الأمثل، والكثير من المستثمرين يرى أنّ مشاركة صاحب الخبرة أو الإمكانية بالمشروع أفضل بكثير من جعله مجرد موظف حتى ولو بعائد مجزٍ, والسبب في ذلك أنّ عطاء صاحب المال أفضل بكثير من عطاء الموظف فمن الطبيعي أن يعطي صاحب المال كل ما عنده ويبذل أقصى مجهوداته لإنجاح عمله وبالتالي زيادة دخله، أو تطوير هذا الاستثمار.

وأنواع الشراكة كثيرة, وأسبابها أكثر ومن الصعب أن نوجزها في هذه السطور البسيطة، ولكن فيما لو وجدت أنك بحاجة فعلاً لشريك فكيف تقومين باختيار هذا الشريك؟؟!

 

اختيار الشريك:

إنّ اختيار الشريك يكون مبنياً بالأساس على أسباب احتياجك لهذا الشريك بمعنى أنّ مميزات الشريك لابد أن تكون نفسها المميزات التي تنقصك أو أكثر منها بأقل الاحتمالات، فلو كان ما ينقصك المال فأنت سوف تبحثين عن ممول لمشروعك يوفر لك هذا المال مقابل نسبة معينة من الأرباح، أما لو كنت بحاجة للخبرات أو الكفاءات فسوف تبحثين عن أصحاب هذه الكفاءات أو الخبرات والذين سيأخذون على عاتقهم إنجاح العمل وتطويره فهذا بالأساس الهدف الذي شاركتهم على أساسه, وهكذا بحيث إنّ الشريك دوماً هو العنصر الذي يجب أن يشغل النقص والذي بدونه لما احتجت لهذا الشريك من الأساس.

واختيار الشريك يجب أن يكون بعناية تامة وبتأنٍ وبدون أي عجالة، ولابد أن تدرس كل مميزات هذا الشريك وأن توضع هذه المميزات مع العيوب مجتمعة معاً لكي يتم المقارنة فيما بينها من جهة, وبين أكثر من شريك إن توفروا من جهة ثانية، فلو فرضنا أنّ شخصاً ما يمتلك لخبرات معينة تحتاجينها بشدة لتطوير عملك وإنجاحه ولكنه بالمقابل إنسان غير ملتزم ولا يحافظ على التزاماته، فهذا بطبيعة الحال يمتلك الخبرة التي تحتاجينها ولكن وجوده معك كشريك لن يكون له تأثير إيجابي في سير العمل وبالتالي وعلى الرغم من أنه يمتلك الخبرات المطلوبة إلا أنه ليس الشخص المطلوب، أو أنّ ممول ما يقول إنه يمتلك المال لتأسيس المشروع وفي المقابل عليه ديون والتزامات لجهات أخرى، لذا لابد لك وقبل أن تختاري أي شريك أن تتحري عنه وتدرسي المميزات التي سيقدمها لك, وتقرري بناء عليها فيما لو كان هذا الشريك هو الشخص المطلوب والمناسب لك أم لا. وقبل أن تختاري الشريك عليك أن تعلمي أنّ هذا الشريك أصبح جزءاً من العمل لا يمكن تجاهله وبالتالي إن لم يكن هو الشخص المناسب الذي تستطيعين أن تتعاملي معه كما تخططين وتستفيدين منه على الوجه الأكمل سيكون بكل تأكيد عنصر سلبي ربما يؤخر سير العمل وتقدمه.

حاولي عند اختيارك لشريكك بالعمل أن تبتعدي كل البعد عن العواطف، فليس من الضروري أن تكون صديقتك هي الشريكة المناسبة, أو شقيقتك أو غيرهما سواء من الأصدقاء أو الأقارب، ولكن يجب أن يكون اختيارك موضوعي وبناء على متطلبات المشروع وبصرف النظر عن أي جوانب اجتماعية أخرى.

حاولي أيضاً ومهما كانت علاقاتك قوية ومتينة مع هذا الشريك أن توثقي كل ما يتم الاتفاق عليه بالشكل القانوني المناسب بحيث يعرف كل طرف ما هي التزاماته وواجباته والمهام الموكلة إليه, وكذلك ما هي حقوقه منعاً لأي خلاف قد يطرأ بالمستقبل لا قدر الله، وهو الأمر الذي يتكرر كثيراً بين الشركاء.