آهٍ لو تكرر!

آهٍ لو تكرر!

 

قال: أحبك

قلت: وأنا أيضًا

فوجئت بالذي يحدث أمامي هو أمام عينيَّ

ولا يفصلني عنه سوى بعض المسـافات

وكلما ابتعــدت منه اقترب إليَّ وهمس َ

أحبك

يا لها من كلمة تفجر براكين الشـوق التي بداخلي

التي يعجـز عن وصفهـا أي مخلـــوق في العالـم

تلمَّس بيده جرحًا ما في يدي ونظر إليَّ بنظرات

ثم أخذ يدي ووضع عليها يده وأمسكــها بشدة

مثل الذي يخاف أن يهرب منه شيء ما..

ويريد أن يحتفظ بـه بعد أن ضاع منه مرة

فجلســنا سويًّا بقرب البحر

ورأينا منظر الغروب مـــعًا

وأنا أدعو في قلبي أن يتكرر الموقف ثانية

وفجـــأة إذا بصوت أمي!!!

وهي تقــول لي: هيّا يا ابنتي استعدي للجامعة

تمنيت أن يكـون ذلك حقيقة

لا يكون حلــمًا وأقوم باليقظة منه

جلست على السرير وأنا أُقلب أوراقي

وتذكـرت ماضينا وما حدث فيــه

بكت عيــني وبكيــت أنا معها

وأنا أترجى الحياة وكل ما فيهـــا

أن ننعم بالحب والسعـــادة ثانية

ووقفت وذهبت أحضِّر نفسي للجامعة!!

وأنا راجيــة أن تعـود الأيـــــام الماضيـــة.

 

نووف عبدالله

 

معادلة زوجية

 

كنت أظن أن الحــــب المشترك بيننا سوف يُعيدك.. كنت أظن أن اختلافات الرأي بيننا متناهية الصغر، وأن الاختلاف حول نقطة ممكن إصلاحه؛ لكن الاختلاف حول حبِّنا لا يمكن استمراره، ليتك تعود إلى نقطة البداية الجميلة............ تعود بذاكرتك إلى حيثُ بدأنا.... لتلك الأيام الجميلة والدروب الطويلة...... إلـى تلك المدينة وعزف الموسيقى..... ولكن انسحبت من دائرة حياتي بسهولة، لم أستطع الوصول معك إلى حلٍّ جذري فقد بعثـــــرت الحلول وهمَّشت أسئلتـــي......... جعلتني أدور داخل حلقة مفرغة ومبهمة.... سرقـــــت سنوات عمري وكتمت أنفاســــي.....ضيّقت المسارات وأقفلت الممرات.......ووضعت في كل اتجاه لغمًا قابلًا للانفجار.

كنت أضع لك تبريرات؛ ولكن صدمتني بتلك النهايـة، ظننت أننا معادلة متكافئــة، ولكن أثبت أنك معادلـــة مستحيلة الحل......

سلوى

 

جنون حلم

 

يوم غريب بلا ملامح، نهار بلا سماع صوته، ماذا يحـــدث.. حلم أم واقع... واقع أم خيال؟ أعجز عن التفكير، بكل برودة لن أتحدث؟ يصرخ الإحساس داخلي وينهي حديث أفكاري..يضيع كل ما أريد وما كنت أريد، كدت من شدة انهياري أقع، وفجأة علمت أنني على حافة سفينتي..سفـــينـــة أحـــلامي، وقفت صارخة، أحسست بالظلمة وابتسمت، لكنه كان جنون حلم.

أ.ن باعشـــن

 

صباحها التشريني

 

لمحتك اليوم تطلين من نافذة المستشفى وأنت تحضنين دفترك البني..، كنت تكتبين فيه عن كل شيء، خاصة صباحاتكِ الأخيرة التي تشهدينها بعين المحتضر على حد تعبيرك الذي كان يغضبني ويثير جنوني، تصفينني بدقة بوصف لم أتوصل إليه أنا نفسي،

تضيفين أشياء جميلة إليَّ ومؤثرة..كتبتِ عني: «هي منْ تعرف كيف تجعلني أنطق وأبكي،وأنا لم أُبكها حتى الآن، بالرغم من أنها تعلم أنني راحلة لا محالة، أعجبتني نظرة الحزن في عينيها فهي توحي بقوتها».

تعودين للكتابة عن صباحاتك، أحسّ بأن الفجر يضحك لأن عينيك ترقبانه، كنتِ تنتظرين صباحًا غائمًا برودتهُ خفيفة ومطره ناعم كالندى،هكذا تفضلين الطقس حلو ورقيق مثلك.. أقول لك ضاحكة: لا تنتظريه هو سيشتاقك من تِلقاء نفسه، فقط تجاهليه،

تضحكين، يبرز صفّ أسنانك الأمامي، ووجهك يزيد إشراقًا، وكأنكِ تُشهدين الصباح إشراقكِ لا تَشهدينه.

لم أعد حزينة، ألغيت رحيلك من حسباني، وفي تلك الليلة نمت ولم أبكِ..بل وحلمت بك تمسكين بيدي...استيقظت لأجده قد أتى أخيرًا صباحك الغائم..استقبلته أنا الأخرى، ابتسمت له وقبّلته، ابتعت لكِ باقة من ورد الجوري، وقفت عند رصيف المستشفى أراقب نافذتكِ، لم تكوني واقفة هناك بصحبة صباحكِ الموعود..هل استقبلته بهذه السرعة ثم ودّعته بإغلاق شباك نافذتك، ما لبثت أن أدخل حتى خرجت.. لقد فعلتها..غافلتني ورحلت.. رحلت، رحلت دون أن تشهد صباحها التشريني..صرخت فيه: «أتيت متأخرًا مثلي..فهل انتظرتني لتودعني كما انتظرت لتلتقيك؟ عندما نسيت أمر رحيلها وأجّلته إلى طيِّ الغيب.. رميت ورد الجوري عاليًا نحو نافذتكِ.. لكنه تناثر على الأرض بقسوة، خدشت بتلاته الملساء..سقطت عليه بضع قطرات، لم أعلم إنْ كانت تلك القطيرات دموعي أم كان مطرًا!!.رفعت رأسي لأراكِ تمسكين بدفتركِ وهو مغلق، فهل خُيل إليَّ ذلك؟ أم كنت واقفة تشهدين صباحك الحزين وتودعينني..فتحت صفحة من دفتركِ كان مكتوبًا في طليعتها:«صباح تشريني»، كان صباحك رائعًا لدرجة لم تستطيعي الكتابة فيها.. فتركتِ الورقة بيضاء ورحلتِ..

 

غدير عبد الله الكعيبي – السعودية

 

تساؤلات عاشق 

كم أخشى يا امرأة.. أن تغرب الشمس عن عمري، وأنا ما زلت أسابق زمن اللامعقول.. وأحارب أشباحًا من لون لا مرئي، تبعثر أيامي وتستبيح شجوني

كم أخشى قدوم يومٍ لا أفتح شباكي فيه لأقول مساء الخير، للقمر الغافي بين نجوم الليل

كم أخشى أن يتوقف قلمي عن رسم أقاصيص الحب، وعن رسم ملايين اللوحات داخل مملكة العشق.

كم أخشى أن تغدو جميع مفردات الحب سرب عصافير يكسر فضاء الشتاء و.. يرحل!

 حزينة عيوني، وكم أخشى أن يخرج هذا الحزن إلى دنياي، ليحفر فوق خدودي دمعًا لا يمكن أن تذروه الريح.. لا يمكن أن يمحوه النسيان..

ترى؟ هل يمكن أن يقفر بستان الهوى وتصير الأزهار خيالاً مرئيًّا؟ وسهولي لم تعرف بعد سوى برق ورعود؟ كم أخشى يا سيدة العشق المرسوم بألوان المستحيل، أن ترجع مراكب العاشقين كلها إلى شطوط لازوردية، وأنا باقٍ أتقلّب بين مياه الملح وبين رمال الشاطئ، أعبث بجنونٍ، لا أعرف أن أرسو بمكان.

كم أتوق يا امرأة أن أنفض كل غبار الموت البطيء عن كتفيّ، وأسند رأسي على حكايةٍ أعذب من طعم التوت.

يا أيها الزمن الأخرس في جنبات أصابعي.. هل يمكن أن أحجز تذكرةً لبلاد لم يعرفها الحزن؟ هل تسمح لي أن أرحل عند شعاع الفجر الأزرق؟ لبقاعٍ يتعانق فيها القمر مع العشاق؟ هل يمكن أن أرسم لعيوني خارطةً خضراء تزهر عشقًا، كلما داعب الندى أوراق الشجر؟

 

شادي جمالي – سوريا

 

 

أرجوكِ يا أمي...

 

أنا لست أنانيًّا..

وطلبي ليس من المستحيلات...أو من المحظورات..

طلبي حق مشروع...وأمر مألوف

أرجوكِ يا أمي..

أريد أخًا...

كيف هي الدنيا دون أخٍ؟

كيف أعيش دون يدٍ تشاطرني دربي؟

منْ يربِّت على كتفي إذا غضبت؟

يمسح دموعي إذا بكيت؟

وإذا سقطت منْ أمدُّ له يدي كي أقف؟

منْ الذي أتشاطر معه مزحي وغضبي..ضحكي وثورتي..

غرفتي.. خزانة ملابسي..

منْ الذي أحكي له أسراري..وأبوح بمغامراتي له؟

ربما يضربني يومًا..وقد نتشاجر آلاف المرات..

وقد أنزعج من تطفُّله عليَّ.. أو أغار منه ولكن...

عنده يكون لي أخ.

أرجوك يا أمي... أريد أخًا.

لا تثوري...

ولا تقذفي حممك البركانية في وجهي

هدئي عواصفك الشتوية...

وسكِّني أمواج محيطك الهادر...

ورياحك الخريفية...

فمطلبي صغير...

ولكن أخ..إذا لم يكن لي أخ!

 

سوزان سعيد - السعودية

 

انتظري قدوم الأحسن

بحثت الأم عن ابنتها في كل أرجاء المنزل ولم تجدها فالتفتت يمنة ويسرة؛ فإذا بها ترى باب الشرفة مفتوحًا، فذهبت راكضة إلى هناك فرأت ابنتها جالسة على الكرسي، تحمل بيدها كوبًا، ولم تنتبه إلى قدوم أمها لأنها كانت شاردة، فجلست الأم بقرب ابنتها وأخبرتها كم كانت قلِقة عليها عندما لم تجدها، فلم تكترث الفتاة بكلام أمها إذ إنها بادرت أمها بالسؤال الذي فاجأها: لماذا يا أمي أحضرتني إلى هذا العالم؟

سكتت أمها.. وأخذت تنظر إلى ابنتها في استغراب، فسألت الفتاة أمها مرة أخرى أخبريني لماذا أحضرتني إلى هذا العالم المؤلم، فأنا لم أعد أحتمل أكثر من هذا، وأجهشت الفتاة بالبكاء، فخافت الأم على ابنتها وسألتها: ماذا بكِ؟ وماذا حصل لكِ لتقولي مثل هذا الكلام؟

فردت الفتاة: أنا لن أستطيع أن أشهد موتكما أنت وأبي أو أن أشهد أي مكروه يحدث لأحد من إخوتي، أنا أعلم أنه في يوم من الأيام سيحدث هذا، فأنا لم أحتمل فراقي عن صديقاتي عندما نُقلنا عن بلدتنا، وفي كل يوم أبتعد عنهم شيئًا فشيئًا بسبب انشغالنا في حياتنا، ولم أستطع تحمل فراقي عن أختي عندما تزوجت وسافرت وتركتني، الحال هنا لا يدوم كما نريده أن يدوم فكيف لي أن أشهد ما هو أشدّ من ذلك، فقلبي الصغير لم يعد يستطيع أن يتحمل أكثر من ذلك..

فقالت أمها بكل هدوء: هذه هي حال الحياة يا ابنتي تذوقين المرَّ منها وتذوقين الحلو، ألم تفكري لو أنني لم أحضرك إلى هذا العالم هل كنت سأحظى بفتاتي المدلـلة؟ طبعًا لا، وهل كنت سوف تشهدين حضور أختك الجديدة التي لطالما انتظرتها؟، وهل كنت ستفوزين بجائزة أحسن شاعرة لهذا العام في المنطقة؟

كما قلت لك يا ابنتي هذه هي حال الحياة كلما ذقتِ طعم المرّ تذكري اللحظات الحلوة التي قضيتها لأنك لو لم تحضري لهذه الدنيا لما كنتِ ذقتِ طعم الحلاوة فيها؛ فقومي يا ابنتي وامسحي دموعك وانتظري قدوم الأحسن.

 

مجهولة

 

 

 

 

 

ردود

 

على جميع الذين يرسلون لنا عن طريق الإيميل الخاص بالصفحة، نحن نتلقى مشاركاتكم ولا نهمل أيًّا منها، لكننا نعتب على أكثركم لنسيانه كتابة اسمه الحقيقي أو المستعار واسم بلده، نتمنى منكم ألا تنسوا ذلك.