عبير الأمل
ارتسمت صورة على جدران الفؤاد
لونت بأطياف الماضي وامتزجت ببريق الأمل
وقعت باسم الحب
أنعشت ذكريات لا تزال تتنفس
نبشت نعش حلم كاد يكون رمادًا قد أحرق
طببت جروحًا بالأمس كانت تنزف
أشعلت شموعًا قد انطفأ وهجها منذ الأزل
لحنت مقطوعة تترنم
عزفت لحنًا ألفناه وحلمًا عشناه سنين طويلة
حفرت عبارات كيانها المحبة وعبيرها الأمل
زهرة الشرق – السعودية
صمتي شرف
أعشق الهدوء ويستهويني الصمت كغيري من البشر.. لا أختلف عنهم كثيرًا، فأحيانًا أضحك رغم همي، وأبتسم رغم دمعتي، عيّروني بالصمت ولا يعلمون أن أبلغ الكلام السكوت.. مقولة أستند إليها كثيرًا، عندما قال لقمان لابنه: يا بني إذا افتخر الناس بحسن كلامهم فافتخر أنت بحسن صمتك.
هادئة في كياني، أنصت إلى داخلي في الكثير من الأحيان، أتطلع إلى عمق الكلام, وليس إلى ظاهره. اعتدت في يومي وكل صباح أن أجعل الصمت سلاحي الأقوى في الرد، ونظراتي تعبر عن محتواي الداخلي. قد أبدو متكبرة، لكنني غالبًا تحفني نسمة الهدوء الخارق، وأذهب إلى عالم التفكير الراقي.
أكتب الآن بأناملي، وأبحث بمخيلتي عن كمال الكلمات؛ لأخرج ما بداخلي بصمت أيضًا.. ما أجمل لغة الصمت التي تخيم عليّ؟! فأنا أعتبرها لغة الحكمة والصدق والذكاء والصبر.
قد سمعت من معلمتي أن قلة الكلام دلالة على نضج العقل، فزادني ذلك تمسكًا وثباتًا وتبسمًا بأني الحلقة الأقوى.
كم أعشق الطبيعة، وقد تحوم التساؤلات عن ربطها بالهدوء، فأنا أراها مصدر إلهام هدوئي، فهي تتحدث عن جمالها بصمت وروعة جوها بنسيم السكون، فلم يلقب الشخص الحكيم إلا عن هدوئه، فقد قيل: «بلغنا أن الحكمة عشرة أجزاء.. تسعة منها بالصمت والعاشر في عزلة الناس».. والآن في آخر الزمن يلقبونه بالمعقد أو قد بلغ جهلاً.
أريج الشرقية
أيام مبعثرة
أراضٍ تملأها أصوات الصدى، ودموع يشغلها حنين الخفا.. ضحكات تتناثر في بساتين الفرح، وبسمات انكسرت لفقد.. غريبة هي الروح.. وجوه تملك نقيضين؛ نقيض الاتقاء وأخرى المغادرة، وأيام يحويها شغف.. وأبقى أنا رمزًا للاختلاف، مازلت في تلك الزاوية المنعزلة والورى يحيطني من كل صوب، ومازلت أحس بأن شيئًا مفقودًا، راهنت وليس لأنني دائمة المراهنة أكسب الرهان، فمازال ذلك الحدس يخيب أملي، ومازلت أستيقظ من حلم لأدرك في لحظات الحقيقة أنني بوهم، ومازلت أصارع الضعف الذي يعتريني، فأستمع إلى ألحان قد ربطتني بها صلة وأواصل.. نبضات باردة.. ودعوات صادقة.. وعبرات خانقة، قد لا تدرك قيمة الأشياء إلا بعد فقدانها، وقد تدرك الموجود قبل اختفائه، كلمات خابت عندما رأت ملامحي لعدم قدرتها على التعبير، وجمل عجزت عن التحدث عن مبتغاي.. شعور جديد مليء بالتساؤلات، فقد كان والآن قصة.
هدوء أنثى
لم أفهمك يومًا
كان كل همي أن أحبك كل يوم أكثر.. أن يكون لي معك حديث وحروف بعدد أيام عمري، لكنني لم أفهمك يومًا، بل كنت أغرق حين تفاجئني بقدومك نحوي وتسأل عني باللهفة خوفًا لما يعتريني.. لم أفهمك يومًا!
فالأهم عندي أن أكون معك، أن أجدك تنتظرني، وتقول ما كنت تفكر، وتطلب أن أفكر عنك.. لم أفهمك يومًا فالخيال وجودك، والغباء أن أعيش واقعًا لست فيه أنت، وأن أبقى أتمتم بحيرة، وأنا أعلم أنك تفهمني أنت أكثر مني.. لم أفهمك يومًا.. بل اعتدت على أن تفهمني قبلي.. أن تحل لغز الكون الذي يقلقني.. لم أفهمك يومًا، ولكنني أحبك أكثر يومًا بعد يوم.
هدى كريم – السعودية
أيُّ حِوَار
حيـن رآني مهمـومًا مُنكسِـر الهمَّـة
قال حذائي هـل مازلت تؤمّـل حقّـًا
أن تُشعِلَ مـاءَ البَحـرِ
بضـوءِ النَّجْمـــة؟
لا جَـدوى...
خُـذْ منّي الحِكْمـَـة
فأنـا، مُنــذ وجِـدت، حِـذاء
ثُمّ دعاني البعضُ مَداسـًا
ثُمّ تقطّعْــتُ بلا رحمّـة...
فإذا باسمـي:
جُـوتـيٌّ، سُبّـاطٌ، جزمـة
نَعْـلٌ، كُنـدُرةٌ، مرْكـوبٌ
بوتينٌ، بابـوجٌ، صِـرْمـة...
وإلى آخـرِ هـذه الزّحمَـة
أيُّ حِـوارٍ؟
أيُّ خُـوارٍ؟
أيُّ حضيـضٍ؟
إنْ كنتُ أنا التّافـه وحْـدي
أدخلتُ العالم في أزْمَــة
وعليَّ تفرّقـت الكلمَـة
فوزية محمد العبيدي
حقيقة
كبريائي يخفي غموضًا
حبي ليس له حدود
كراهيتي كراهية الأسود
ولكنّ جذوري طيبة مليئة بالإيمان والسجود
وأؤمن رغم أخطائي أنني من التراب خلقت وإليه أعود
للذين لا يعرفونني، فإنني كائنٌ حقود
لا يحتمل الخطأ... ولكنه ليس بجَحود!
سالي أبو بكر - لبنان
إلى حبي الوحيد
لأني أحبك فوق ما تتصور
أشتاقك قربي تكلمني.. تهمسني
أحتاجك رجلاً يفخر بي وبه أفخر
يا أول حب لم يتغير
بل عاد كما كان وأكثر
أشتاقك قمرًا في سمائي يظهر
أشتاقك حديثًا يسحر..
عطرًا ينشر صوتًا يتكرر
أحتاجك ربيعًا أخضر
أحتاجك شعرًا ينشر..
ليلاً لا يقصر.. بسمة بل أكثر وأكثر
أريدك تديم حياتي تسكن قلبي كشرياني الأبهر
أريدك عنوانًا لبريدي لا يتغير..
سرًا في نفسي لا ينشر.. أشتاقك وأحتاجك لأن حبك أبدي لن يتكرر
ورجائي رجائي منك أن لا تتكبر
مي معروف – الأردن
