الابتسامات الست
حبيبتي تملك من الابتسامات ست
حينما تراها صباحا تستقبلك بابتسامة
وحينما تسعد وتفرح وجهها يضيء بابتسامة
وحينما تخجل تظهر حمرة ابتسامة
وحينما تنزعج وتحبس البكاء ترسم ابتسامة
وحينما تتذمر وتتمرد تفاجئك بابتسامة
وحينما تراني فهي الابتسامة
حبيبتي هي ابتسامة الحياة فكم كنت محظوظا حينما قابلتها وابتسمت لي الحياة
وكم كنت تعيسا حينما فقدتها دون أن تعرف كم أحببتها فأحببت الحياة
حبيبتي الآن سعيدة زوجة وأم
كم اشتاق لأرى السعادة على وجهها
كم اشتاق لأرى ابتسامة من ابتساماتها
ولكن لا أستطيع
فقد عاهدت نفسي منذ زمن بعيد ألا أراها أو أسمعها فقد تفضحني عيناي أو الكلمات المبعثرة على شفتي
أحمد قطب ـ الرياض
اختيار صعب
دخلت إلى المتجر الفاخر ...سألت عن البدل الرياضية ...قادها المستخدم إلى ركن خاص، رتبت فيه البدل من كل الألوان والأحجام ...اختارت بذلة زرقاء تحمل خطوطاً بيضاء ثم استأذنت لتجربها ...
...بعد هنيهة ، عادت وعلامات عدم الرضا ترتسم على وجهها قائلة : - إنها ضيقة ولا تناسبني كثيرا!
اختارت بذلة أخرى، وهذه المرة خضراء ،غابت هنيهة، ثم عادت لتقول للمستخدم :- هذه أيضا لا تناسبني ، إن مظهرها لا يلائمني .
...اقترح عليها البائع بذلة بيضاء من النوع الرفيع قائلا :
- صدقيني سيدتي، هذا أفضل ما لدي هنا في متجري ، ستسرك، جربيها وسترين ، النتيجة ستكون مذهلة.
...غير أنها كما في المرات السابقة، عادت بخفي حنين وهي تجر أذيال الخيبة.
- كل ما جربته بدا شنيعا ...أبدو كامرأة في الأربعين.
...سألها البائع : - و كم في عمرك سيدتي ؟
أجابته:
- أنا في الأربعين !
زاكي عبد الرحمان- المغرب
كيف تريده؟
تريده رجلا يحب الحياة ...
يحب جنونها ...
عنادها ...
كبرياءها ...
يمسح دموعها ...
حين تتلألأ...
يضحكها في ليلها
بجوار قلبها يكون ...
يمسك بخصل شعرها ...
يخاف عليها من نسمة الصباح ويغار...
حين تلامس خدها الناعم
تريده كبيراً بقلبه
قويا في صمته ...
تريده صادقا بفعله
كريماً بجوارحه ...
تريده يعشق الهمس
ويهمس للعشق بأنه مجنون فيها ....
تريده كادحا يتعرق جبينه ....
من أجلها
ويصون غيابها ...
تريده وتتمناه
فارسها المغوار ....
الذي يحسن ترويض فرسه
وفوق أحلامه تكون الملاك
تكون اللؤلؤة الفضية
تكون أغلى ما رأى
تكون أجمل ما وجد في حياته
هذه أحلامها ....
وأجمل أمانيها
أحسست بدفء دمعة
على خدي تسير
تؤازر كلماتها
ترفرف مع أحلامها
وتمنيت لها سعادة لا تهلك
وحبا لا ينضب
وعيونا تسهر لأجلها
زهرة حياتي وقلبي
حبيبة أفكاري وأحلامي
هذه المكنونة الحنونة
صاحبة القلب الكبير
لعلي احتسي بعض رضاها العذب
لعلي اهنأ بها للأبد
منى ـ السعودية
هدر
خرجت من داري كعادتي كل يوم خميس إلى الممشى القريب من داري، وذلك قبل أن أتناول إفطاري الصباحي. هناك وجدت عددا من حراس وسائقي الدور التي بجوار داري، وقد بكروا هذا اليوم غير عابئين ببرودة الجو، بكروا في عملية غسيل سيارات أصحاب الدور والمستأجرين، مما أدى إلى تكون بحيرة من المياه التي أعلم ويعلم غيري أنها ستكون بؤرة تجمع للبعوض، ، وما قد يسببه ذلك من تكلفة علاج للمصابين في مصحات الدولة.
حاولت جاهدًا أن أوجههم، إلا أنني مثل من كان ينفخ في «قربة مخرومة»،. فليس لهم في هذا الأمر مصلوح ما دامت أيديهم في الماء البارد لا في النار، حاولت أن أتجه لإدارة البلدية التابع لها حينا، ولكن تذكرت أن هذا اليوم هو يوم إجازة.
عرفت عندها سبب اختيار العمالة للغسيل في هذا اليوم - حيثُ لا حسيب ولا رقيب - وأغلب الناس داخل غرف نومهم «في العسل» لا يعرفون ما قد يسببه لهم ذاك الهدر والعبث من هلاك بمقدرات الدولة التي صرفتها لكي توفر لنا مياه صالحة للاستخدام الآدمي، والتي يعبث بها من لا هم لهم إلا أن يكون «العم» راضيًا عنهم لأن سياراتهم نظيفة.
ابن البادية ـ السعودية
ستراني هناك
عندما يحتاج الإنسان إلى شيء ينتظره بشوق كبير، فيصبح هذا الشيء أولى أحلامه، بل وآخر أمنياته، فيحتل نفسه احتلالاً صعبًا وقويًا جدًا، يسعى جاهدًا لتحقيقه، لا يرى سواه في كل مكان وزمان، هكذا هو حلمك يا حبيبي، يصعب علي قول هذا ولكنها الحقيقة التي تفرض نفسها علينا، أنت ترى حلمك في الهجرة، فلتهجر! ولم الانتظار؟! لا تنظر وراءك أبدًا، أسع بكل ما أوتيت من قوة، ولا تتردد للحظة، حتى لمجرد التفكير بي! فأنا أتمنى لك السعادة والنجاح، وليس الخسارة والقبوع في هذا التراب دون مستقبل، قد تتذكرني يومًا في غربتك ولكنك لن تنساني؛ لأنني سأسافر معك، تراني أخرج من حقيبتك كلما فتحتها، وفي دفاترك كلما قلبتها، بل سأطبع على جواز سفرك لكل البلدان، قد ترى غيري من النساء، ولكنك ستراني في عين كل امرأة تصادفها، قد تمر سنون وتخطف منك الماضي الجميل، ولكنها لن تمحوني، كنت لك كل جميل، كنت النفس والروح، كنت العقل والقلب، كنت الماضي الذي محا الحزن، وشيَّد الفرح، كنت الحاضر الذي صنع المستقبل، كنت عتبة حياتك، ونصف قرارك، بل أكثر من هذا فقد كنت أنا مصير رحيلك. فلمَ الاختباء وراء مستحيل اسمه الحب، عجِّل برحيلك وإلا غيَّرت قراري وأسرتك أكثر يا أجمل ما منحتني الحياة وأخذته مني...!
وردة سليمة حاجي ـ الجزائر
أقلام واعدة
العم سعد
كان عم سعد من أميز السكان في قريتنا، له دكان بالقرية منذ أكثر من ثلاثين عامًا، الكل - صغير أو كبير- يعرف العم سعد، الذي كان يذهب إلى المدينة لشراء لوازم دكانه كل أسبوع، يذهب على قدميه حتى أصبحتا كقدمي جحا، ليعود حاملاً أكياسًا مملوءة بالشاي والأرز والسكر على عربة كارو يجرها حمار، ويمشي هو خلفها ممسكًا بعصا غليظة في يده اليمنى، ويده الأخرى ممسكةً بالجزء الآخر من العربة، وعندما يظهر للعيان، يصيح أطفال الحارة: «العم سعد وصل.. وصل العم سعد..»، وهو يلوح لهم بعصاه الغليظة، مهددًا إياهم من الاقتراب من الكارو، كان بخيلاً حتى على نفسه، يلبس جلبابًا مهترئًا، وينتعل خفين، أكل عليهما الدهر وشرب، وعندما نسأله لماذا لمْ تتزوج إلى الآن - كان يرد قائلاً: اذهبوا من هنا، ويحمل عصاه ملوحًا بها في وجوهنا، ويجري خلفنا، وذات مرة رأيناه يحمل فأرًا ميتًا فظننا أنه قتله، ولكن اتضح لنا أن الفأر مات جوعًا وعطشًا لأنه كان في منزله، الذي لا توجد فيه قطعة خبز واحدة لكي يأكلها الفأر..
أحمد حسن ـ السعودية
أوهام وأوهام
أوهام مبعثرة على سماء صنعاء الفتانة
فجأة تمر ذكراه ليل نهار، شغلني وجعل أنفاسي مقبوضة، ضيعني عن عالمي المجهول، وضِعت بين همسات يديه، بين وروده الحمراء، بين عالمه المأثور المجنون، الذي ليس له مخرج أو سبيل، تركت عالمي، ورحلت إليه عسى أن ألقى رضاه
عسى أن يترك جفاه، وفجأة اكتشف أني لست في عالمه، مات قلبي ومات أملي الذي بدأ برؤيته، ماتت أحلامي التي كانت لديه مجهولة، ماتت أيامي التي كان لي فيها كل يوم جديد، ماتت ورودي المنشورة وأقلامي المشهورة، وأصبحت طائراً مكسوراً مجهولاً في عالمه المخبول.
فعدت إليه ثانية عساه يلين، عساه يرجع، عسى قلبه يرحم عذابي المجهول، وفجأة يقول لي، ارحلي عن عالمي، انسي أني كنت معك يومًا ما، اتركيني وارحلي إلى عالم أفضل من عالمي، صرخت بأعلى صوت قائلة «لا» حرام عليك تتركني وترحل، حرام عليك تنساني وتروح عني، حرام وأنا من أخلص حبي لك أنا من صدق شعوري وإحساسي لك، أنا من أفرق شوقي على سماء صنعاء العريقة، أنا من سافرت في سماء بغداد ودمشق البارقة بحثاً عنك.
أنا من تحديت أيامي السوداء، لكي أبقى معك قريبًا منك، فكيف تقول لي أن أرحل عن عالمك وأبتعد عنك؟ كيف تقول لي أن أنساك؟ وكيف أغادر حبك وأنساه؟ هل كان كلامك مجرد كلام معسول، أيامًا محدودة ثم تقول لي ارحلي عن عالمي المخبول؟ ثم مت ولست أعلم ماذا رد قلبه القائل.
نطق فمت وماتت روحي التي كانت في قبضته وفي يديه
ماتت أيامي المشبوهة بالسعادة الذي تنتظرني بلقاه، ماتت أحلامي التي كانت تنتظر قدومه، وما بقي لي سوى أوهام مبعثرة على سماء صنعاء الفتانة.
إيمان علي عبد الله الجرادي ـ اليمن