قصة محبة..
تولد أوهام
وتموت أحلام
وأظل أنا في عالم الخيال
ذلك الخيال
الذي يظل يأسرني إلى الآن
الذي جعلني أصادف أُناسًا
أودّع بعضهم
أبعد بعضهم..
أهجر بعضهم..
يمقتني بعضهم..
أجرح من بعضهم..
أسافر عن بعضهم..
وأظل أحلم ببعضهم.. وبغيرهم..
في اليقظة.. والمنام..
مع خيوط أحلام..
وطيوف أوهام..
في ساعات الليل..
في دقائق الفجر..
وفترات النهار..
وأبقى أردد باستمرار..
تولد أوهام..
وتموت أحلام..
وأظل أنا في عالم الخيال
صاحبة الجرح السرمدي ـ جدة
مبروك
لابتسام تمار من جدة فوزها بنجمة العدد على مشاركتها الرائعة «اكتشافات حزينة»، والتي مزجت فيها فلسفتها التي اكتسبتها من مرضها.. مزجت الدمع بالدم، وجعلتهما مرفأين متساويين لأحزاننا، نشكرك يا ابتسام على أفكارك الجديدة، وننتظر منك المزيد.
حالي من بعدك يا أبي
منْ أنا في هذه الحياة من بعدك يا أبي؟ أنا وردة نُزعت من أصولها، فلم يبق من أيامها إلا الذبول، وما الأيام من بعدك إلا لدغات غدر، ممن ظننتهم أحبابي، وصفعة على خدي لن تجد يدك الحنون كي تمسح آثار ألمها، وما الحياة بعدك إلا قلب اضطربت نبضاته شوقًا إليك وحزنًا عليك.. وروح تبحث عن رائحة الأبوة في رياح اليتم العقيمة.
من بعدك.. ما أنا إلا أنشودة حزينة تتصنّع الفرح بألحان سعيدة..
كم قالوا لي: الأيام تطوي الأحزان، ولكن…حزنك لم يُطوَ، بل أصبح سجادة حمراء تفرش على شرف أحزاني.
أبي الحبيب: كم تدهشني الأيام بقسوتها عندما حرمتني من أن ألقي عليك نظرة الوداع، وأن أوقّع وثيقة اليتم بجانب جثمانك الطاهر.
بل ارتأت الأيام، أن يخطفك طائر الموت وأنت في وطنك، وأن أوقع أنا وثيقة اليتم الإجبارية بمداد الغربة.
أبي الحبيب: لم أعترف بضعف الأنوثة إلا حينما شعرت أني مجرد قارورة زجاجية، تحوّلت إلى شظايا لحظة سماع نبأ رحيلك.
لم أصدّق…
وانطلقت أصرخ بأعلى صوتي، وكنت أريد أن يخترق صوتي الفَزِع المسافات التي تفصل بيننا، ويصل إليك، لعلي أُقلق روحك الراحلة فترجع إلى الحياة، فتحظى روحي المضطربة من هول الفاجعة بلحظة وداع أخيرة، لعلها تهدأ قليلاً.
وتعترف..
بأن لا لقاء بعد اليوم.
وبأنه من الآن لا حيلة لها في لقْياك، إلا بارتياد متحف الذكريات.
خولة بنت علي الساعدي ـ سلطنة عمان
إلى صديقة غالية
لها في الروح شذى وفي القلب نبض
وفي العقل حسرة على فراقها
إلى منْ عرفتها
فأكسبتني صفاتٍ غالية
إلى صديقة تظل ذكراها في العقل وفي القلب
وإنْ بعدت المسافة
إليكِ أيتها الصديقة أدعو الله عز وجل أن تكون أيامك خيرًا وبركة على كافة الأصعدة.
ندى الريّس ـ دمشق
مدخنة!
تحذير صحي: «التدخين سبب رئيسي لسرطان وأمراض الرئة
وأمراض القلب والشرايين»، كلما قرأت هذا التحذير، أتساءل لِمَ لمْ يكتبوا جملة أصدق من هذه؟ مثل عزيزي المرحوم: رحمك الله (وفاتكم هي هدفنا).
وما جعلني أستغرب أكثر، هو سخافة فكرة التدخين.. ففي البداية يبدأ الشاب لإثبات رجولته، بعد ذلك تصبح عادة، ثم إدمانًا، أما بالنسبة للفتاة، ففي البداية يكون فكيرها كالآتي: (أنا فتاة متفتحة إذاً أنا أدخن)، ثم تصبح عادة، وأخيرًا إدمانًا.
لكن هل فكّر أحدهم في مدى غباء هذه العادة المميتة؟! إنها مجرد ورقة.. أشعلتها.. حرقتها.. دخنتها..إذًا في هذه الحالة، أصبح الإنسان مدخنة، لو أنا مدخنة لكنت استحييْت من التدخين في الأماكن العامة أو أمام أي شخص، سوف أكون محرجة من غباء ما أفعله، وهو قتل نفسي بورقة، وحين يسأل الناس عن سبب وفاتي، والإجابة: توفيت بسبب ورقة.. (شهيدة إنْ شاء الله)!
تهاني محمد علي العياشي ـ جدة
الحب منهم بريء
تتساقط دموعي ألماً ..
على بعضِ الأشقياء ..
الذين يختلِقُونَ الكراهية ..
ويصنعُون القسوة ..
تسُكن على رؤوسهم ...
ضِباعُ الحقد ...
ينظرون للحياة من وراء وجوه مُبهمة ..
لا معنى لها ...
عقولهم معادلات ثابتة ...
قلوبهم لا تتفاعل مع جمال الحياة ..
كأنهم وُجِدوا ليعذبوا الآخرين ..
ويزرعوا الحزن داخل الحجر والطين ..
دُمَى تحركها ..
قلوب قاسية ...
يبحثون عن نعيق الغِربان ...
ويتجاهلون خرير الماء ..
ويستأنِسُون بأصواتِ البكاء ..
مُدنهم تتخللها الأشباح ..
ودُورهم ملْأى بالنباح ..
الحب منهم بريء...
مهما قالوا ..
حتى لو سالت دموعهم كالتماسيح ..
ورسموا ابتسامة صفراء ..
وزرعوا الورد في الربيع ..
فلن أغفر لهم ..
لن أغفر لهم ..
مصطفى تيجاني ـ السعودية
ثمن الحرية
كل شيء في الزنزانة ينبئ بالقطيعة مع العالم الخارجي: فراش متهالك، قنينة ماء، صحن به بقايا شبه طعام، جدران من الأسمنت المسلح، نافذة صغيرة تتخللها قضبان حديدية، ينبعث من خلالها شعاع خافت، لا يكاد يُسمع سوى مواء قطة يخترق صمت المكان الرهيب، عشرون عامًا مضت عليه في زنزانته التي دخل إليها من جل جرم ارتكبه أو لم يرتكبه، لا أنيس ولا مؤنس إلا قطة بيضاء تُشعره بإنسانيته، تشاركه طعامه وشرابه الذي يُقدّم له كل يوم في وقت محدد سلفًا من طرف حضرة المفوض... يتذكّر عندما وضعوا الأصفاد في يديه.. كان مجرد وجه في الزحام من بين المئات من الناس الذين رفعوا لافتات مطالبين بشي ما.. قالوا له إن قسمات وجهه الحزينة والعبوس دليل إدانته.
هاهو اليوم كهل في الأربعين...يتذكر أنه وعد رفيقة دراسته بالزواج، عندما تتيسر أموره المادية، ترى أين هي الآن: هل ما زالت على العهد؟ هل أسست حياتها؟ إذا فعلت لك فإنها حتمًا ستكون على صواب... وصديق عمره أين هو الآن في زحمة الحياة؟ ..هل اقتنع في آخر المطاف بما دون النجوم؟
لم يقطع عليه حبل أفكاره إلا مواء القطة التي تقدّمت نحوه، و كأنها أحسّت بما يدور في خلده ... لقد أصبح مواء القطة أحب شيء إلى نفسه في هذا الصمت الرهيب.
زاكي عبد الرحمان ـ المغرب
حزينة
عبارة تتردد على ألسنتنا «العبرات كادت تخنقني» للتعبير عن لوعة الحزن، وكأنها قاعدة لا مناص منها، لكنني الآن، ولأول مرة، أصبحت أشكك في صحة هذه العبارة، وذلك بعد أن أُصبت بمرض «العصب السابع» الذي يحرم المريض من الدموع، فتكون العين جافة كالأرض الجرداء، إلا من خلال تمرير قطرات طبية تعينها على الترطيب البسيط، وقررت أن أفلسف معاناتي بخنق العبرات، قبل أن تخنقني، حاولت خنقها بكل تحدٍّ وإصرارٍ، لأنصت إلى أهازيج النصر المؤيدة لي في أعماقي الصاعدة.
نعم حاولت، حتى خنقتها، تجربة مريرة، سحبت أول خيط فيها عندما نُقل إليَّ خبر وفاة والدي ـ يرحمه الله سبحانه وتعالى ـ أتذكّر في هذا الموقف الصعب أني شعرت في داخلي بصوت شجي، يئن خلف زجاج يتكسّر، وفوجئت بأن قلبي يبكي برصيد غني من دم ودمع ممتزجين، واكتشفت في هذه اللحظة، أن القلوب كلها تستطيع البكاء، وهي الحقيقة التي لا مجاز فيها، واكتشفت أيضًا أنني تمكنت من خنق عَبَراتي بنجاح كبير، ومازالت نبرات صوتي المتهدجة تبحث مرة أخرى عن صدى العَبَرات في عينيّ، لتؤكّد أن الدمع والدم مرفآن لأحزاننا يتساويان، فيما عدا حرف العين في آخر كلمة «دمع»، ومع هذا، مازلت أتحدى العَبَرات لأقول لها «سوف أخنقك إن حاولتِ خنقي» فأنا لا أحب الانتقام.
ابتسام تمار ـ جدة
ردود
إلى حامد الأقرع من لبنان: نرحب بك صديقًا جديدًا لصفحاتنا، وننتظر المزيد من المواد.
إلى سوزان الخالدي من دبي: المشاركة التي أرسلتها عبارة عن نص مسرحي كبير، لا يمكن نشره، أعيدي كتابة الفكرة بشكل مبسّط وأقصر، وانتظري منّا خيرًا.