هل تذكر؟
أمازلت تذكر..... ذلك البيت الصغير......على بابه الخارجي نقشت كلمة «الحب».....
زينت حديقته بالزهور والورود الملونة....بعناية فائقة زرعناها، وسقيناها يدًا على يد وقلبا على قلب
فنمت وأزهرت.....وحملت في كل بتلة من بتلاتها جزءًا من الصورة الأجمل للحياة بكل معانيها......
السور الخشبي الذي يفصلنا عن العالم ليحوينا في عالمنا..... عالمنا ملكنا، حيث الحب، والإخلاص، والوفاء....
بعيدًا عن شتاء الحياة وصيفها.....نوافذ صغيرة تجمل البيت..... تبعث الأمل بالنظر من خلالها إلى شمس الحياة....
غرفة صغيرة يملأها الدفء لا بجمالية الأثاث، إنما بهوائه المليء بالعواطف الجياشة..... شهيق الحب، وزفير الكراهية.
تلك الجدران الملونة..... أتذكر الألوان كم استمتعنا بتلوينها.....كانت فريدة من نوعها، فريدة مثل حبنا.....الأزرق
بجانبه الأصفر أسفله أحمر فالأبيض....لون الصفاء، والنقاء، كان المهيمن على عالمنا...كل شيء فيه مميز، وجميل
ومبهر.....تشرق الشمس باعثة الأمل، وتغرب لتشرق بأمل جديد....أمازلت تذكر ذلك المساء، حين كنت بجانبي
ننظر إلى السماء في ليلة مقمرة ثم إلى اللوحة التي رسمناها معا بتلك التفاصيل، تفاصيل أحلامنا....بتلك الفرحة...
فرحة الصبي بألوانه، ولوحته...بيت....
حديقة......وسور... الأحلام ليس لها حدود سنلتقي فيها إذا لم نلتق في الواقع!
فاطمة اللواتي - عمان
همس الحنين «2»
ثمة حالة أخرى تهربين إليها..حين يكبر يراع الانتماء تتغطين بالأوراق، ويصبح هذا الفراغ وطنًا..وأما..ودهشة، ومصباحًا ورحيقًا..وحروفًا..وجبل زيتون، الطفلة فيك تعشق الغيمة..وأنت..أنت مازلت..ما زلت تحكين لشهريار..؟
شهريار..الضوء..والدم..والميلاد.
شهريار..كل شهريار..يكره فيك الضعف..و الانهزام.. يكره أن تكوني مجرد رائحة عطر، الشناشل المزهرة، ويحب..فيك الطفولة البريئة..لو أنت عرفت أسرار أبوابه...
من مرايا الشعب تضيع الريح والطريق.. تنقصك الخطوة، والرقعة..لتبعثي ضوءه عند الغياب، مازال ينقصك أروع فهم!!فبين المرأة والرجل خطوط اسمها التقاطع.
ففي رئتيه الثقوب المرايا، وعواطفه في جزر منفية إلى اللون المبهم.
لتبحري..عليك أن تكسري زجاجات العطر، وكل أحمر شفاه.. إنك أكبر من أن تقزمك التفاصيل الصغيرة، وتخدعك الألوان، ويحتويك الزحف الرديء.
غني لشهريار..من فوق لعنات القصائد.. وأمواج البحر.. وهمهمة الأقحوان.. وصدى الأصداف، غني.. سيراك الجميلة.. والبهية.. والشقية.. والحمراء.. والزرقاء.. من غير وصايا الصباح..غني لأنك الأم.. والأخت والصديقة؛ ولأنك أحمال الزمن.. وضمادات الجرح.. يا نخلة الكويت، والرياض، والأردن.. يا حرة الجزائر، ودبي، يا زهرة لبنان.. يا ريحانة مصر..يا ورود الأمهات، وخبزهن، وتمر صحراء العراق يا وهج الشموس، اشتعلي في الماء، وسافري في رائحة الخبز، وأحلام الفلاحين، إني أراك معجزة، وخرافة.. ألغي المواعيد.. كل المواعيد واشتعلي حرة، فقد آن أوان الزهور.
حصاد السنين
حصاد السنين.. حصاد سنوات مرت عليَّ في هذه الحياة.. لم أشعر أنها مرت.. وقد مرت.. ولكنني كنت أقف مكاني.. أنتظرك.. فربما سرت مع الحياة؛ فأتيت ولم تجدني.. حصاد السنين.. حصاد عمر كامل.. مر عليَّ كنسمة هواء لامست وجهي ليتبسم لها.. ولكنه كان محزونا فبكى.. حصاد السنين.. وقلبك الذي لا يفعل إلا ما يريد.. كان ينظر إليَّ فأتملكه.. فيحمل صورتي بين عينيه.. ويلتفت عني.. لأظنه قد جفاني.. وما يستطيع.. حصاد السنين.. وأمنيات قطعت بها الأيام.. أراجعها، وأنمقها، وأسقيها.. أحلم بها كل يوم.. أسعى لها.. ولكنها لم تتحقق.. تمنيتها بشدة حتى شعرت بأن روحي ستخرج إن لم تتحقق.. ولم تتحقق.. ولم تخرج روحي!. حصاد السنين.. ومازال لي أمل في الحياة.. مازلت أسعى لتحقيق أحلامي.. وأوشك أن أنجح.. حصاد السنين.. ولن أيأس.. مهما تباطأت الحياة بأحلامي.. مهما وقف الجميع في الصف المقابل، وظللت وحدي.. حصاد السنين.. حصاد أحزان عشتها.. وفرحة ترقبتها.. حتى مضى العمر.. بين لحظات الترقب.. وأيام الأحزان..حصاد السنين.. وحلقة مفقودة في حياتي.. تعودت على فقدها.. وتململت أجزائي في مكانها.. فما عاد لها مكان..
شيماء الإمام – السعودية
اليوم
اليوم ضاقت بي حالي
و زرعت بي الجحود، وارتسم الشك أمامي
لطالما أشعل نيران الحب في قلبي
وتركني وحيدة أبكي، وأصارع الليالي
قطفني وردة من فيحاء الأجنان
ليرميني بعدها في غربة مستديمة حتى مع نفسي
علمني أن أنقش حروف الوحدة وأزين بها أيامي
وهو قاس تغيرت معالم حبه لي
بعد أن جعل مني عبدة تنتظر منه الحنو
أشتاق إليه كل حين وأنا مدركة أني لست سوى ذكرى عابرة
و زلة نفس يملأ بها وحدته المؤقتة...
جنى ع.
الحرية والأقراط
الذين يجعجعون في أكواب فارغة عن حرية المرأة، وانسلاخها وهم من مناصريها، لا يحركون في العقول السليمة شعرة، ولا نعرة؛ لأن التاريخ العربي العريض، والطويل لم يمح من ذاكرة من يحترمون المرأة لمواقفها.. وتضحياتها، وشرفها، وعزتها.. وكبريائها.. وإن كان بعض الدعاة إلى مناصرة المرأة يقسمون المرأة إلى نوعين، نوع صالح يصلح للزواج، وتكوين أسرة، ونوع طالح لا يصلح إلا للرقص، والتهبيل، فلست أدري أي مناصرة هذه ؟! أهي مناصرة الملائكة أم الشياطين؟! وهل حرية المرأة هي أن تضرب عرض الحائط بالعادات والتقاليد، والأخلاق التي هي سياج يحمي عزتها ووقارها، وأن الحرية منحصرة في الرقص وتعاطي الممنوعات.. فأقبح من يردد «أنا من مناصري المرأة»..سيرفض فكرة الزواج ممن ناصرهن..لو خيروه بين هذا وذاك.. والتاريخ يقر كيف أن ظفائر الحرات..أوقعت الأعداء تحت السيوف…وأقول لكل من يخرز آذانه بقرط..لا داعي لخرز هو في الأساس سر العبودية، وليس سر الحرية، وأن المرأة في عصر الوحشية كانت تجر بواسطة حبل مربوط بعنق الناقة، فأين المعادلة في هذا كله.. اقرأوا التاريخ وارحمونا..يرحمكم الله.
آمال بوبكاز – المغرب
موال نجمتين
تأتيه البهية مفعمة بالندى
وعفة أمنية على جناح قلب
و عطر الضفاف
يتراءى المعتق بالأنس
مالكا قمر سفره
يرتحل بسيدة العشق
نحو جدول غرام
و ظلال من صفصاف
يا عصافير البحر
المقيمة على وسادتي حلم
أسرجي بيت القصيد
بقناديل من خزامي وسحر الأوصاف
وانشدي موال نجمتين:
وناس الملك والأميرة عفاف
إنها باقيات صيف
مغمسة بحلوى الفردوس
و خيمة مزهرة
بأهازيج الزفاف
جلال باباي – تونس
الدعاء
عندما كنت طفلة لا تكنولوجيا مدمرة، ولا فضائيات غازية، والأدهى من ذلك وأمر عندما كنت طفلة لا تسهيلات مزعومة، كنت أرى جمال الأشياء بتعقيداتها، كنت ألمح ابتسامة العاشق فوق صندوق البريد، وابتسامته الرقيقة خلف النافذة، عندما كنت طفلة كنت أستهل فجر العيد بالصلاة، وكنت أركض فرحة به آمنة، كنت أبهى، عندما كنت طفلة.. طفولتي كانت أجمل، كانت أنقى، كانت أطهر، وأحب لنفسي مني الآن، وأحب لنفسي من طفولة هذا الزمان، ومن هذا الزمان، وأخيرًا عندما كنت طفلة كنت أشعر بالأمان، وهذا يكفي.
أغلقت الدفتر بعد أن نخر مخي شريط الذاكرة، عشت لدقائق زماني السابق، ضممته إلى صدري، بكيته بحرقة، أعدته إلى حيث كان، وعدت أنا أدراجي إلى حيث كنت بغضب أكثر، وغيظ أكثر، وجرح أكبر.
ديمة عبد العزيز
ردود
إلى حازم سعيد من دبي: نرحب بك صديقًا جديدًا لصفحاتنًا، ولكن خطك في المشاركات غير واضح، لو أنك ترسلها عبر الإيميل.
إلى دادة حسون من الرياض: موادك ستنشر تباعًا، فنحن لا نهمل أي مواد.