فصل جديد
بأيدٍ مرتعشة قبضت مقبض الباب البارد وفتحته.
.. ارتسمت البسمة على شفتي...بسمة جمعت الحيرة والفضول مما رأيته أمامي.
حديقة خضراء مزهرة بجميع ألوان زهور الحياة.
أحسست بخفة حقيبتي فجأة، فقد تطايرت مشاعري وأحلامي، وتبعثرت كالفراشات الزاهية نحو هذه الزهور، تتغذى عليها وتحتمي بين أوراقها الدفيئة، تملكتني مشاعر الطفلة السعيدة... أحسست بخفة روحي، فركضت في الحديقة الخضراء، ووهبت الحق لنفسي بقطف زهورها.. ربما استعجلت بهذا الحق!
لكن الباقة الملونة، امتلكت تفكيري، فقد جمعت السعادة والفرحة والدفء والحنان والحب.
أصبحت ثقيلة بالزهور والمشاعر، التفت بعد أن شعرت بالدفء الفجائي.
نعم كنت أمامي، أحسست بقربك وقرب روحك التي لمست روحي وداعبتها... وبابتسامة خجولة.. قدمت باقتي لك؛ ولكن فجأة بدأت الزهور فيها تذبل واحدة تلوَ الأخرى.
بدأ الخوف يُداعبني بأنامله، رفعت ناظريّ إليك لأرى زوال الابتسامة عن وجهك ومشاعر غريبة، لم أستطع تمييزها إنْ كانت مشاعر الحزن أم الحقد والكراهية، ببطء زال ضوء الشمس الساطعة التي أحاطت بها السحب المعبأة بمطر الحزن والتعاسة والوحدة، أغلقت عينيّ رغبة مني أن يكون هذا مجرد حلم، وأن يرجع كل شيء طبيعيًّا بمجرد فتح عيني، برهبة فتحتها، لم تكن أمامي بحثت عنك في كل الأرجاء.
ازدادت غزارة المطر، تحول المكان إلى غابة مظلمة، بدأت الزهور والفراشات تئن أنينًا عميقًا، تقلب كل شيء بين لحظة وأخرى، ازدادت الظلمة في عينيّ تدريجيًّا، أحسست بثقل في رأسي بعد استعادة وعيي... وبضعف في جسدي... جمعت ما بقي فيَّ من القوة، وقفت على رجلي لأرى الظلمة قد حامت حولي.. الحديقة المزهرة تحولت إلى غابة مليئة بالأشواك القاسية، وحيدة بين هذه الأشواك التي بدت كالوحوش تناظرني استعدادًا لافتراسي، ركضت بسرعة... في محاولة للوصول إلى المحطة لكن الركض طال.
وعاد جسدي إلى القطار استعدادًا للرحيل إلى المحطة التالية، وظلت روحي تتبعثر في تلك الغابة الحزينة في انتظار الفرج
فاطمة اللواتي – سلطنة عمان
حنين العائدين
حنين العائدين
على قطارات الأشواق..
وزوارق الأحلام..
حنين يملأ قلوبهم وعقولهم
حتى لكأن تلك الأماكن كما كانت في أيام عشقهم..
وما يشبه حاضرها ماضيها في شيء!
حنين العائدين..
بقلوب ترفرف بين جنباتهم..
مُناها أن تطير..
لتصل إلى أحبابها قبل الميعاد..
حنين العائدين..
وإنْ عاشوا حياتهم بعيدًا هناك..
فمازالوا هم..
ومازال يملؤهم حنين..
حنين العائدين..
وفي الأرض أماكن
تملأ كل منْ رآها بالحنين..
كأنما خُلقت لتتعلق بها الأفئدة..
وتذرف لمرآها العيون..
حنين العائدين..
وآمالهم التي يقطعون بها الأيام..
آمال العودة..
والفرحة.. واللقاء..
آمال زائفة..
لكنهم يصدقونها..
وهم يعلمون..
حنين العائدين..
إلى قرية لها رائحة المطر..
وعلامات الطبيعة..
وحالة الصدق..
كانت موطنهم الأول..
ابتعدوا عنه مرغمين..
ولكنهم عادوا..
حنين العائدين..
وعالم آخر بداخلي..
أعيش فيه وحدي..
يتملكني الحنين..
حنين العائدين..
هو روح حياتي التي أعيشها..
ووصف شعوري تجاه الحياة..
والناس.. وأنت..
حنين العائدين..
في ليل طويل خائف..
ينتظر الصبح بلهفة..
ولكنه يتأخر..
حنين العائدين..
في لحظة الوصول..
ورعشة الكلمات..
وتعانق الأرواح..
في لحظة هي الحياة..
شيماء الإمام – السعودية
مِت في رحمي
عندما شعرت بك في قلبي فرحت كثيرًا، كأي امرأة تحمل طفلاً في أحشائها، حملت فرحتي أدور بها في الطرقات والشوارع والحدائق، ما أخبرت أحدًا أن الحب جنين يولد في أعماقي، حتى الشعور بألمك، يربكني والفرح بداخلك يسعدني، حملت حبك في قلبي يومًا بعد يوم، وهو يكبر ويزداد وأنا أتحسسه في كل لحظة، كبرت بداخلي أمنيات لأيام مصنوعة من السعادة، رسمت معك أحلامي وبنيت منزلًا على أرض لم تطأها قدم أحد من البشر، لوَّنته بطلاء الحب وبعطر الشوق، رششته بورد النرجس، زينته.
عندما اقترب موعد ولادتك أصابتني الحيرة ماذا سأسميك؟ أغمضت عينيَّ، فحلمت باسمك زاهيًا كما ورد الربيع، ورسمتك على الرمل قرب منزلنا، وزرعت الورد حولك فلم أجد أرقَّ من أوراق الورد لتحميك.
خِفت عليك من الرياح أن تأتي وتمحوَ آثارك، سيَّجتك بأزهار البنفسج وبنبض القلب.
ومن أقدام الفراق أن تؤذيك، خِفت عليك من كل شيء، فمددت يديّ أُبعد عنك الأشياء وأحميك برمش يحتضنك، استيقظت من حلمي فزعة على صدى صوتك يهز كياني.
وضعت يدي على قلبي فلم أجدك فيه، حزنت وبكيت لأني أجهضتك في وقت مبكر.
كدت أصاب بالجنون مِتَّ وماتت أحلامي معك..وتبعثرت صورتك في أحشاء قلبي.
ولم يبق منك سوى بقع شوق لطختها دماء الحب، وذكريات وصور ممزقة دُفنت حين رحلت.
عبير الورد – لندن
دعني.. من أجل الحرية
«رسالة»
«من أجل الحرية.. أتمنى الحرية لكل منْ هو أسير، وأتمنى لكل منْ هو حر أن يحافظ على الحرية، لأنها كنز ثمين وهى مثل وردة منتعشة بها، وتحمل معاني كثيرة كالقاموس، دعني ولا تسألني منْ أنا ومنْ أكون، فأنا مجهولة الهوية
ولا تستعمل معي أسلوب الرقة والحنيّة، ودعك من كل الأسئلة فإنها لا تقيدني فأنا أحب الحرية، دعني لقد عانيت الكثير، أوَ لم تسمع بقصة الآلام وجراح الأيام.
دعني مع نفسي وهمومي وأحلامي الوردية، فأنا لا أريد الارتباط إلا بوطني وأمتي العربية، ولا تقل إنك تصونني ولا تتصنع بالإنسانية.
دعني، واعلم أن أجمل شيء في الدنيا الفانية، أن أعيش الحرية والحب المقيد هويتي النهاية ضحية، فكن من أجلي ثائرًا على الظلم وعلى الرجعية.. من أجل الحرية.
لوبنى زوبعي ـ المغرب
بقي الحب
عندما تعْلق تلك البقايا في قلوبنا، نحاول أن ننسى وجودها قابعة بين أعماقنا،
لا نستطيع نسيان وجودها لأنها قد لامست أوتارنا، ودغدغت مشاعرنا بموسيقى حب لا يموت، نحاول أن ننتزعها بأيادٍ ساخطة وأظافر حاقدة، فنقف أمامها عاجزين لا نجرؤ على الاقتراب منها، بعد أن جُرحت أيدينا بأطراف أشواكها الدامية، نحاول أن نشعل نارًا صغيرة، حتى نحرق ما تبقى منها، فنُحرق نحن ونموت بحسرتنا ويبقى الحب......
ريم الأشهب - السعودية
ثلوج حبك جمّدتني
قلب ينزف.. إحساس يرتجف
دقائق تمر.. ساعات تمضي.. وأيام تعبر
لا جديد تحت الضلوع سوى فؤاد مفجوع
سوى آهات ودمعة ساخنة تفر من الأحداق
تتصفحني أنامل الظلام تشدني نحو الأحلام
تضغط على أنفاسي وتبعثر خطواتي
أشباح من الذكرى تطاردني، وشجن في القلب يخنقني
ثلوج حبك جمّدتني ونيران غدرك أحرقتني
ها أنا أعاني من جرح في الصميم
كم هو مؤلم جرحك وأنت طيف مظلم
بلا عنوان، لا شبيه لك بين النساء.
عادل مصلح - الأردن
في انتظار صلاح الدين
تمدد على العشب واسترخى وأخذ يتثاءب، وأغمض عينيه في كسل، إنه منظر جميل؛ الخضرة والتلال أمامي، والقبور والموت ورائي.
وفجأة، سمع صوت صديقه ينادي عليه، وصل صديقه، إنها حفلتك، الأصدقاء والشلة، ما بالك، رد: انتظر معي صلاح الدين، الجميع يقول إنهم ينتظرونه.
أجابه صديقه: أجننت أم ماذا؟ إنهم ينتظرون أن يولد صلاح الدين من امرأة في هذا الزمن، وهو تمنٍ لا أكثر!
ضحك وضحك وقال له: أتقول امرأة في زماننا هذا؟ وأين تلك المرأة، تجدها عند الكوافير أو عند طبيب نفخ.. عفوًا تجميل!
ردّ صديقه: اصمت، أكيد هناك امرأة مثل أم صلاح الدين.
أجابه بسخرية: أكيد، وتجدها اسمها «جيجي» أو «كوكو»!
اجلس يا رجل وانتظر معي، أكيد سيخرج صلاح الدين.
نوال حسن سليمان سليم – الأردن
ردود
إلى عائشة العلوي عزيزي من المغرب: نعتذر عن عدم نشر قصائدك «اليتيمة – عتاب حنان – العنيد»، لأننا سبق واعتذرنا أكثر من مرة عن نشر الشعر النبطي، ننتظر منك قصائد بالعربية الفصحى.
إلى عهود الأمل من السعودية: نعتذر عن عدم نشر مشاركتك: «قصة وأغنية» لأنها باللهجة العامية، ننتظر منك مشاركات أخرى.