“الإرادة”

رشفة السعادة

ذات مساء بارد، أقضت مضجعي ذكريات مريرة، باتت تخنقني رويدًا رويدًا

شارفت على الانهيار، ولكن بدأت ألملم بقايا قوة من هنا وهناك، دلفت الباب الخشبي

وخرجت مسرعة، فرأيتك أنت حين استعار القمر وجهك الجميل، ارتشفت السعادة لحظتها كطفلة فقيرة ترتشف شراب التوت لأول مرة، قدمت لي قلادة من النجوم، زادت نحري جمالاً، وبدأت روح الطمأنينة والارتياح تدب في جسدي من جديد، لم أكن أدرك لحظتها ما كان يخفيه هدوء ليلتي إلا حين هبت عاصفة مجنونة رمتني في مكانٍ بعيد، أجهل كل ما فيه سواك، فرحت كثيرًا حين مددت يدك لتنتشلني من تيارات الألم والضياع، وتأخذني تلك اليد المحملة ببراءة الحلم وطهر الحب، لم أعش قط ليلة أجمل منها، ليتها تعود.. تلك الليلة..

قل لي بربك أين أنت؟ يا من ملك قلبي، وسلبني روحي..

الشيخة

في صغري

فتحت عيني في صغري على قلوب ملؤها الرحمة والحنان، لم أعلم حينها طريقًا للخوف، وترعرعت بين أكف الأمان، علموني.. أن الحياة أخلاق مثالية..

علموني احترام الكبير..وزرعوا في داخلي جنات مسك وعبير...أخبروني عن معاني الكمال..علموني أنها بين أذرع الأدب، وفيها مكمن الجمال.. فارتسمت صورة الكون عندي لوحة بديعة، احتضنتها أجفان طفلة بريئة.. ألوانها خليط من روعة جد بهية..

ظننت الناس كلهم قلوبًا حانية.. إلى أن صدمت من أبعد شخص ودانيه.. مضت أيامي... واختلفت عندي وجوه البشر.. كبرت... وعلمت أن للخير شريكًا في حياته يدعى الشر، عشت سنين.. بين أناس طالما أكنوا لي الضغينة، تعثرت في وحل غيضهم..

ومشاعرهم غدت ميتة...آه يا مشاعرهم المسكينة..

بدأت أقذف بين أمواج خبث البشر.. وأتعلم.. عند كل مد يغدر بي أو جزر.. وعلمت....أن للورد أشواكًا حاقدة.. وأن للفراشة أنوارًا لها حارقة..

تعلمت...ألا وجود للمثالية.. وأن للبشر قلوبًا بعضها معطاء.. وبعضها مثال للأنانية.. وعلمت أن أغلب الناس لا يحترمون إلا صاحب الدينار والدرهم..

 كيف لا..؟؟ وهي بلسم جرح الكرامة.. وللذلة المرهم.. تعلمت..

أن لا أهل... إلا أهلك ولا أمان...إلا للذي خلقك..

صدى الصمت – السعودية

ليتك تعلم

ليتك تعلم

ما بي من شقاء وتألم

حين أراك

القلب يبتسم

وحين أمسي

في أرقي أنام

بركان في قلبي

عساك تفهم

كرهت الفراق

آه لو تعلم جهنم

هرتك فوق صدري

وأنت لا ترحم

أجافيك

فأرى

قيودك تتحطم

ثم تأتي

وتستسلم

عائشة العلوي عزيزي – المغرب

شعور غريب

وأنا أسمع تغريد الطير

أحلم بتلك الورود

وأنادي ذاك الأمل

في لحظة الغروب

وأقول أين الذي كان؟

وأين الذي يكون؟

ومن بعد ذلك سيكون؟

أغمض عيني

وأسافر في لحظة شرود

متجهًا للخيال

فيذكرني بالأمس

ويحذرني من اليوم

ويخوفني الغد

فأرجع للحاضر

وأنادي الأمل

وأتمنى أن أسمع الإجابة!

صاحبة الجرح السرمدي

“الإرادة”

منذ أن تركت دراستي الجامعية لظروف خاصة وبقيت جليسة البيت، وأنا أعاني حالة نفسية صعبة، أصبحت أرى الدنيا أضيق من ثقب الإبرة، أصبح الليل والنهار يتساويان، فالفرح والحزن نفس الشيء بالنسبة لي، فقدت الإحساس بطعم الحياة وجمالها، ولكن فجأة صحا بداخلي عرق الحياة، وبدأ ينبض من جديد، منذ أن رأيت تلك النبتة الصغيرة، التي زرعتها بيدي في إناء فيه رمل، ووجدتها تقاوم المستحيل يومًا بعد يوم، وتكبر بذلك الرمل لتعلمني أنه لا يأس مع الحياة، وأمام الإرادة لا يوجد مستحيل، فوجدتني أمسك القلم، وأعود مرة أخرى لموهبة الكتابة، فسطرت قصصًا ومقالات وخواطر شعرية، ووجدتني بعدها أعود شيئًا فشيئًا إلى طريق الأمل، ودخلت السعادة مرة أخرى إلى حياتي، وهكذا تعلمت أن الإنسان هو من يصنع قدره بيده وبإرادته، وأن من يلومون القدر والحظ، ويجلسون يندبون سوء حظهم، ما هم إلا عاجزون ومتكاسلون على غيرهم أو على الظروف، وأنه لا يوجد شيء اسمه المستحيل أمام الإرادة القوية.

إسراء مهدي محمد - العراق

وداعًا.. حبي

إلى متى ستلاحقني؟ وماذا تريد؟ هل ترتجي من ذكرياتك أن تعيدني إليك؟ أم من بقايا أمل أنت من وأده بيديك، التي تعبث الآن كي تعيدك فتستوطن قلبي كما كنت...

لكني أرجوك للمرة الألف ألا تعود.. ولا تحاول أن تعيد ما كان بيننا، فلا تروق لي إهانتك.. ولست من ذاك النوع، فلا أكرهك.. ولن أكرهك، فأنت حبي، لكن ما بداخلي شيء لو أمضيت العمر كله معك، لن تستطيع فهمه.. ولا أنا سأستطيع..

فاترك ما كان بيننا للأيام، لمن يأتون بعدنا نرويه لهم.. ونبتسم، دع ما كان بيننا ذكرى جميلة.. وليست تجربة توضع ضمن قائمة التجارب المؤلمة، افهمني ولو مرة واحدة.. وقدّر مشاعري ورجائي، فكلانا متعب! سواءً عدنا.. أم افترقنا، فالألم موجود.. والحنين باقٍ، أريدك أن تعود كما كنت في السابق، وأنا أعلم بأني أطمح للمستحيل، فبيننا شرخُ كبير تصعب مداواته أو تخطيه، هي كلمة سأقولها الآن.. وفي الغد.. وبعد مُضي سنين، إننا لا نصلح لأن نكون معًا، لا لساعة أو ليوم وشهر.

فريال سعيد

متجرد من كل شيء

أتيت إليك وأبحرت في عالمك الوسيع وأنا لا أملك شيئًا... جازفت وأصررت على البقاء وأنا متجرد من كل شيء... قبلت بكل الأقدار الموحشة، رضيت بالإهانة، أحببت الخضوع لأجل أن أراك!

جعلت من نفسي شخصًا لا يستطيع أن يضحي بشيء لأنه لم يملك شيئًا.. وشخصًا خسر كثيرًا لكي يكسب قلبًا كبيرًا! قلبًا لا يوصف أبدًا.. إنه معجزة، وها أنا أحاول بكل شيء لا أملكه أن أخرج من هذا البحر، وألا أكون متجردًا من كل شيء، ولو خسرت كثيرًا فقط يكفيني أنني أحببتك....

 أمير الرومانسية

خدود ساخنة

عيناي تصرخُ احرقني بلهيب مقلتيك

صقيع الدمع يجلدني

ورحيق دفئك يجذبني إليك..

اشطبني من قاموس نظراتك

أو ضعني زنبقةِ بين الرواسي على شطآن

عينيك...

ودللني كما العقيق يدلل كوثر

مذ سنين وآلاف مثلها بل ملايينا

أساور من حنانك طوقني بها

دعني عصفورة فوق بيادر من غابات أفكارك

تزعجك...

دعني نحلة تغازل شتى العيون بلسعةٍ

إن آوت إلى ينبوع الرحيق في زهرك

دعني جديدةً

 أجدد ذكرياتك الجميلة

أجددك...

دعني مغامرة في رحلة عينيك تبحرها

في أعماق عيني

يقودها قبطان المجهول

وسفينتي رفات أخشاب تشيدها

وآهات ضنك ترقعها..

وآمال مذبوح تسير بها إلى ساحل آمالي

أنا إحدى أهازيج العيد

هيا لتأخذني بحنانك، وتسعدني برجوى سعادتك

أماني الجلبي – بغداد

أحبّــكَ

 لســت ربّـة بيـت عــادية.. أحبّــك.... في كل ركن من أركان بيتي أنشرها..

وجميــع اخـتيــــاراتي تُتـرجمـــها..

في ألوان الـــورود أنثــرها..

في بريــــق التّحـــف الــتي تزيّنتها..

في الستائر التي تجمّلها لأنّي أحبّـــك..

فــي كــل مــــرّة أغيـــــرها..

فـي أثــاث بيتي الـذي أجـدّده وأحفظـه..

في قهــوة الصـباح التي أعتني بـها وأعـدّها..

في الأكلــــة العريقــة الــتي أتعلّمـها والأكلـــة الحـديثة الـتي أجرّبها وأتقنـها

 في طبخـة الــشايّ التـــي أحضّـــرها..

أحـبّك في قصائــد الشعــر الـتي أقرؤها..

أحبّـك في الأغنيات الفرنسية التي أردّدهـــا..

أحبّـك في الرقـصات التي أتمنّى معـك أرقصها..

أحبّك في العطر الذي أمضي الوقت الطويل أنتقيه..

أحبّــك في قــصّات شعري التي أعتني بـها..

و لـــــك وحــــــدك أصفّفـها..

مها دبش

ردود

إلى منى حزبون من المغرب: نتمنى منك مراسلتنا على الإيميل الوارد في الصفحة.

إلى شذى القحطاني من السعودية: كتاباتك غير واضحة، فحاولي تنمية قدراتك في اللغة العربية أولاً قبل أن تفكري بالنص الأدبي.. ننتظر منك الأفضل.