أمسية من أحلى الأمسيات، أقيمت في منطقة المربع التاريخية في الرياض، برعاية حرم سمو ولي العهد صاحبة السمو الملكي الأميرة سارة بنت مشهور بن عبدالعزيز، احتفت بتراث المملكة العربية السعودية وبالتحديد المنطقة الوسطى، من خلال إصدار تاريخي لكتاب أعدته الأستاذة الدكتورة ليلى البسّام، ونشرته دارة الملك عبدالعزيز، ورعته إعلامياً مجلة "سيدتي"، في سياق دعمها للمبادرات ذات الأبعاد الوطنية ومنها الهادفة للحفاظ على صلة الوصل بين الأجيال الحديثة وتراث الأجداد والمناطق.
قاعدة اللباس في حفل تدشين كتاب "الأزياء التقليدية السعودية.. المنطقة الوسطى"، كانت الثوب النجدي، فتألقت المدعوات بأثواب وعبايات وتصاميم تحاكي روحية تراث هذه المنطقة من المملكة.
عباية الدفة
مبدعة الأمسية الدكتورة ليلى البسام أستاذة الأزياء والمنسوجات التقليدية، اختارت عباية، باللون البرتقالي، وتعرف بعباية الدفة للعروس بمنطقة القصيم، وهي مطرزة بخيوط ذهبية، ونسقتها مع فستان داخلي باللون البني اللامع وغطاء للرأس باللون الأسود.
تطريزات تقليدية
أما الأستاذة لمى الشثري رئيسة تحرير مجلتي "سيدتي" و"الجميلة" فاختارت ثوباً من مجموعة الدكتورة ليلى البسام، باللون الوردي الهادئ المتداخل مع اللون الذهبي من خلال نقشات وتطريزات مستوحاة من الملابس التقليدية القديمة المرتبطة بتراث المنطقة، ونسقته مع غطاء للرأس باللون الأسود وعباية بقماش لامع بلون غامق، لينعكس هذا التباين في الألوان بطريقة أنيقة راقية وملفتة.
المسدح الحجازي
كان بارزاً جداً التصميم الذي ارتدته مصممة الأزياء وخبيرة الأزياء التراثية الدكتورة رانيا خوقير، وفي وصف للتصميم قالت الدكتورة: "هذا الزي هو الزي الحجازي، الثوب المسدح الهاشمي المطرز بخيوط القصب على كامل الثوب، حافظت على القصة الأصلية للثوب، وفقط كان التغيير من حيث اللون بحيث استخدمت ألواناً عصرية، أما القطعة الداخلية فهي كرته برنسيس بياقة مرتفعة تحاكي قطعه السديري الأصلية للزي العربي الحجازي، ولكن تم تطوير التصميم باستخدام نفس التطريز على حواف الياقة، واستخدمت الأزارير من الماس والذهب، وعلى الرأس المحرمة والمدورة الأصلية المصنوعة من قماش فرخ اليشمك والمطرزة بالأويه، وهناك غطاء على الرأس كانت تستخدمه العروس تم فيه فقط تطوير التطريز ليحاكي التمازج بين القديم والحديث مع الحفاظ على الأصالة دون المساس بالسمات الأساسية للزي الحجازي الهاشمي."
الذهب الأصفر
وباللون الأسود تألقت الإعلامية السعودية لجين عمران حيث اختارته لإطلالتها المميزة، وفي تعليق لـ"سيدتي" حول هذه الإطلالة، قالت لجين عمران: "بحثت عن دليل لمعرفة ماذا ألبس، وهذا مكمن الحدث لأنني لم أجد تماماً ما أريد، ثم وجدت أن هذا النمط من الملابس مع الذهب الأصفر هو الأقرب."
وأضافت: "من الملابس التراثية التي أحبها ثوب النشل، ذا الأكمام الواسعة فهو مريح في اللبس وفيه نقش وألوان جميلة، لكن هذا النوع من الملابس أصبح مقصوراً على مناسبات معينة مثل الحنة ورمضان، وأتمنى أن يصبح لدينا جرأة أكثر أن نلبسه."
وختمت بالقول: "نحتاج إلى أحد يُعيد إحياء الملابس التراثية، فهذا النوع من الملابس اندثر مع الاتجاهات المعاصرة".
خيوط الزري والحرير
وتمكنت المصممة أروى العماري من جذب الأنظار خلال الحفل بإطلالة تقليدية راقية بعباية باللون الأرجواني مستوحاة من عباية الدفة، واستخدم فيها قماش المخمل وتم تطريزها بخيوط الزري الذهبية وخيوط الحرير باللون الفيروزي، واستوحيت التطريزات من الزهور الطبيعية في المملكة.
وفي حديث خاص لـ"سيدتي"، أشارت المصممة أروى العماري إلى أهمية الاستلهام من التراث في صناعة الأزياء، مؤكدة: "تراثنا السعودي غني وملهم جداً وقد استلهمنا منه في تصاميمنا خلال الكثير من المحافل العالمية لإظهار الأزياء بطريقة عصرية وحديثة".
وأضافت: "في حدث الأوسكار مثلاً استوحينا من العلا قطعة تم ارتداؤها في حفل Vanity Fair، ولأول مرة في التاريخ، تكون القطع مستلهمة من التراث السعودي ومن قبل المصممين السعوديين. كذلك مجموعتنا "فخر" التي استوحينا تصاميمها من تراث المناطق السعودية وعرضت على منصات عالمية، ومن غنى وتنوع هذا التراث فإن مجموعة واحدة لا تكفي لتعبر عنه كله."
الثوب النجدي بلمسات عصرية
مصممة الأزياء أسيل الزامل حضرت حفل التدشين ولفتت الأنظار بثوبها الأسود الأنيق وهو ثوب قالت عنه: "هذا الثوب من تصميمنا أنا وأختي سهى، وهو ثوب نجدي تم إرفاقه بغطاء للرأس مستوحى من المنيخل وهذا المزيج منح التصميم لمسة عصرية متميزة."
وفي حديث لـ"سيدتي" قالت الزامل: "كلنا فخر بالدكتورة ليلى وهذا الكتاب إرث وأثر للفن والتراث والأزياء السعودية، إرث للأجيال القادمة وموسوعة نحتاجها ونحتاج أن نرجع لها، وأحببت جداً أن هناك أزياء محددة للحفل وبالتحديد الثوب النجدي، وأتمنى أن يسري هذا في مناسبات أخرى، وأن نرتدي أزياءنا خلال هذه المناسبات."، وأشارت الزامل إلى أنها بصدد الإعلان عن مجموعتها للشتاء التي تحمل اسم shadow .
زي مزخرف بالنقوش
ومن الإطلالات الملفتة، إطلالة جميلة للمصممة سلوان حافظ بزي مزخرف بالنقوش والألوان المتناسقة.
أما المصممة مشاعل الفارس فظهرت بإطلالة باللون البيج المتوسط مع حواف بالتطريز والشك الذهبي اللامع وتحدثت بالمناسبة لـ"سيدتي" قائلة: "هذا فخر، نحن نفتخر بموروثنا الثقافي، وأخيراً بات عندنا كتاب نحتفظ فيه ونستلهم منه الأفكار، الدكتورة ليلى غنية عن التعريف."كذلك ظهرت الإعلامية وئام الدخيل، مقدمة الحفل، بإطلالة جميلة باللون الأسود، مطرزة عند الأكمام والمنطقة الأمامية بخيوط باللون الفضي تناسبت بشكل جميل مع لون شعرها الطبيعي المميز.
ثوب الجدة
سيدة الأعمال نورة العكيل تألقت في حفل تدشين كتاب "الأزياء التقليدية السعودية.. المنطقة الوسطى" بثوب التور النجدي وقالت عنه في تصريح خاص لـ"سيدتي": "اليوم الثياب من مدينة الرياض أو نجد بشكل عام، وهو ثوب جدتي وعمره من ثمانين إلى مئة سنة قريباً، لم نجرِ عليه تعديلات كثيرة، وذلك للمحافظة عليه كقطعة أثرية أحتفظ بها حتى هذا اليوم."
وأضافت العكيل: "أنا فخورة بالدكتورة ليلى وسعيدة بعملها الذي يهدف إلى توثيق أزيائنا للأجيال وهذا لم يحدث من قبل، وكان لي شرف العمل معها منذ أول نسخة ليوم التأسيس وحتى اليوم ونحن نعمل سوياً على توثيق هذه الأزياء ونشرها ليطلع عليها الجيل الجديد ليتعرف إلى جمال الزي السعودي وجمال التفاصيل التي فيه."
ذكريات جميلة
وبإطلالة باللون البيج أيضاً تألقت المهندسة كاريمان أبو الجدايل في الحفل مشاركة "سيدتي" بإحدى ذكرياتها مع الملابس التراثية، وقالت: "أنا أول عداءة سعودية تمثل المملكة في الأولمبياد، أي أولمبياد كل عداءة تمثل دولتها عن طريق الأزياء، وفي أولمبياد البرازيل أهدتني جمعية النهضة ثوباً تراثياً من أزياء المنطقة الوسطى وارتديته في افتتاح الأولمبياد، وأنا أحضر هنا حفل التدشين بلباس من المنطقة الوسطى، فهذا صراحة أعاد لي ذكريات جميلة جداً."
وأضافت: "أنا أيضاً مهندسة معمارية، وتخرجت السنة الماضية في ماجستير ثاني، حول تاريخ الفن والهندسة المعمارية الإسلامية بجامعة لندن، وأنا أقول وأجزم أن كتاب مثل هذا سيكون مهماً لنا في الجيل الحالي، لكن أكثر للأجيال القادمة، لأنك عندما تبحث في تاريخ المملكة العربية السعودية فإن الأزياء يكون لها دور كبير وفعال، والطلاب من الأجيال القادمة سيستفيدون كثيراً من هذا الكتاب."
إطلالات أخرى مميزة
برز العديد من الإطلالات خلال حفل تدشين كتاب "الأزياء التقليدية السعودية.. المنطقة الوسطى"، للدكتورة ليلى البسّام، والتي تحمل بصمة مميزة من كل شخصية، لكنها في المضمون اتفقت على رسالة واحدة مفادها أن التراث كنز لا بد من حفظه، وأن الأزياء هي صورة جميلة تعبر عن تنوع التراث في المملكة.
فظهرت مهندسة التصميم الداخلي نورا سليمان بتصميم خاص من دار لمسة للأزياء التراثية وتميز بلونه الأبيض وتطريزاته الجميلة باللونين الذهبي والعنابي الفاخر، وتم اختيار غطاء الرأس بنفس لون التطريز ليحدث انعكاساً جميلاً ملفتاً للأنظار.
إصدار تاريخي
هذا ويذكر أن حفل تدشين كتاب "الأزياء التقليدية السعودية.. المنطقة الوسطى" قد نظَّمته دارة الملك عبدالعزيز في قصر المربع التاريخي، مقرّ سكن وحكم الملك عبدالعزيز، طيَّب الله ثراه، وجاء الحدث تحقيقاً لرؤية الدارة في حفظ ذاكرة الوطن، ومن منطلق توثيق الأزياء التقليدية السعودية، وإبراز خصائصها الثقافية المرتبطة بشخصية المجتمع. إذ يسهم الكتاب، الذي دعمت الدارةُ إصداره، في توثيق التراث الوطني، وتقديمه للباحثين والمتخصِّصين والأجيال الناشئة المهتمَّة بالفن والتصميم. وقد تطلَّب صنعه مجهوداً كبيراً في البحث والرصد، ليتحقَّق الحلم بنشر هذا الإصدار التاريخي، الذي يعدُّ الأول ضمن سلسلةٍ، تشمل مختلف أنحاء المملكة العربية السعودية، وترصد ما تتصف به مناطق البلاد من تنوعٍ وعراقةٍ في جانب الأزياء التقليدية للرجال والنساء.
اقرؤوا معنا المزيد حول هذا الحدث واخترنا لكم: من حفل تدشين كتاب "الأزياء التقليدية السعودية.. المنطقة الوسطى" للدكتورة ليلى البسَّام، المصممة أروى العماري: تراثنا غني وملهم جداً
