هي ملكة البانك، أو دام فيفيان ويستوود Vivienne Westwood كما يحلو لأوساط الموضة تسميتها، قضت عمرها في سبيل تصميم ملابس تعود لأهداف إنسانية وقضايا سامية لطالما آمنت بها، فهي من أوائل المدافعين عن المناخ، وسعت إلى تطبيق معايير الاستدامة واستبقت غيرها بأشواط، فلا شي يذهب للمهملات، ولذا كتبت في وصيتها تطلب قبل وفاتها في العام 2022 بيع ملابسها الخاصة لأهداف إنسانية، واشترطت أن يكون المشترون أشخاصاً حقيقيين، فهي لا تريد للقطع التي تعشقها أن تذهب إلى الواجهات في المتاحف والمعارض، بل تريد للقطع أن تتنفس وأن يرتديها أشخاص حقيقيون.
واليوم تنظم دار "كريستيز" مزاداً علنياً في لندن على الملابس الشخصية لمصممة الأزياء البريطانية فيفيان ويستوود Vivienne Westwood، لدعم قضايا عزيزة على المصممة الراحلة، ويشمل نحو 250 قطعة ظهرت معظمها على منصات العرض قبل أن ترتديها الراحلة. وتتضمن المجموعة عدداً من أشهر القطع، بينها كورسيهات وأخرى من قماش المربعات الاسكتلندية الصوفية، وفساتين تفتا منسدلة، وأحذية بكعوب عالية بلاتفورم، وقمصان تحمل شعارات عميقة. وبدأ المزاد عبر الإنترنت أمس الجمعة في 14 يونيو 2024 ويستمر إلى 28 الجاري، على أن يقام حضورياً في الخامس والعشرين منه. ولم نعرف ما إذا كان فستان سارة جيسيكا باركر الذي ارتدته في مسلسل حب في المدينة معروضاً للبيع، والذي نسقته المصممة مع طائر استوائي أزرق على شعر النجمة.
أوراق اللعب كانت السبب
ولكن المؤكد أنه من بين التصاميم المعروضة للبيع في المزاد أوراق لعب مصممة للفت الانتباه، إلى قضايا كالاحترار المناخي وعدم المساواة الاجتماعية وحقوق الإنسان. وتم تكبير عشر من هذه الأوراق موقّعة من المصممة فيفيان ويستوود التي توفيت عام 2022 عن 81 عاماً، بهدف جمع الأموال لصالح منظمة "غرينبيس". وستخصص عائدات المزاد لجمعيات من بينها منظمة العفو الدولية وأطباء بلا حدود ومؤسسة فيفيان ويستوود التي تتعاون مع منظمات غير حكومية من أجل "إقامة مجتمع أفضل ووقف التغير المناخي". وقالت منسقة المجموعة كليمنتاين سوالو لوكالة فرانس برس إن "أوراق اللعب الخاصة بفيفيان" كانت الحافز لإقامة مزاد أكبر.
وأضافت أن ويستوود "كانت تعلم أنها لن تتمكن من رؤية المشروع"، إلا أنها "شاءت بيع ملابسها الشخصية لصالح جمعيات خيرية أخرى مهمة لها". وشارك أرمل المصممة أندرياس كرونثالر (58 عاماً) بشكل وثيق في الإعداد للمزاد، وأوضحت كليمنتاين سوالو إنه "تولى شخصياً جمع كل القطع لتشكيل الملابس التي كانت ترتديها". وأشارت إلى أنها "القطع التي اختارتها لنفسها، من بين آلاف التصاميم التي رسمتها طوال 40 عاماً". وبالتالي "هذه هي الأشياء التي كانت تعتبرها جوهر تصاميمها".
موضة في خدمة القضايا
وفي المجموعة قطع رئيسية تعكس التأثير الثقافي لفيفيان ويستوود خلال العقود الأربعة من مسيرتها المهنية والقطعة الأقدم تنورة وسترة من مجموعة "نهاية العالم، ساحرات" لخريف وشتاء 1983، حين كانت فيفيان ويستوود لا تزال تعمل مع زوجها الأول ومدير فرقة الروك "سكس بيستولز" مالكولم ماكلارين، فالمصممة تأثرت بالتاريخ البريطاني لكنها كانت تعطي التصاميم الكلاسيكية لمسة استفزازية.
وتتميز قطع عدة بزخارف وشعارات تعكس اهتمامها بالعدالة الاجتماعية. فجانب كبير من هوية فيفيان كان يتمثل في نشاطها النضالي" من أجل عدد من القضايا، وهي من المصممين الذين استخدموا ملابسهم للتعبير عن أفكارهم وآرائهم.
ومن القطع المختارة الأخرى تصميم لويستوود من قماش الاسكتلندي الوردي، وسترة زرقاء مشابهة لتلك التي كانت عارضة الأزياء ناومي كامبل ترتديها عندما سقطت على المنصة منتعلةً حذاءً بكعب طوله 30 سنتيمتراً عام 1993.
وثمة أيضاً نماذج من الكورسيهات المرنة التي ابتكرتها المصممة، تُظهر حرصها الدائم على الجمع بين المريح والجميل.
فيفيان ويستوود سباقة في تبني معايير الاستدامة
أما القطعة الأغلى في المزاد فهي فستان بخياطة يدوية مع خرزات معقدة وألواح ذهبية، ابتكرته مع حرفيين في كينيا. وحرص منظمو المزاد على أن تكون كل المواد المستخدمة لعرض القطع من النوع المعاد تدويره أو قابلة لإعادة التدوير، ومنها لافتات الورق المقوى وحوامل الخشب الرقائقي. وتُقدّر قيمة المعروضات بما يراوح بين 200 جنيه استرليني وسبعة آلاف جنيه استرليني، ولكن من المتوقع أن تباع بأكثر من ذلك بكثير. ويُرجّح أن تكون بين المزايدين متاحف ومؤسسات أخرى، لكنّ المصممة كانت تحبّ فكرة أن يرتدي ملابسها أشخاص حقيقيون"، وكانت تجد أن "فكرة أن تكون لديهم حياة أخرى أمر رائع" كما ذكرت لوكالة الصحافة الفرنسية.
تابعي معنا فيديو.. كل ما تريدون معرفته عن أسبوع دبي للموضة 2024