د. ليلى البسام عن أسبوع الأزياء في الرياض: نتمنى أن يبقى التراث حاضراً

انتهت النسخة الثانية من أسبوع الأزياء في الرياض، ولم تنته مفاعيله بعد؛ كونه الحدث الأول والأكبر في المملكة العربية السعودية الذي يحتفي بالمصممات والمصممين السعوديين، في مناسبة ذات معايير عالمية.
النسخة المنتهية حديثاً تميزت هذا العام باستقطاب مكونات مختلفة ضمن قطاع الأزياء، وكان للنمط التراثي حيز واسع تمثل بمشاركة شركة فنون التراث بمعرض استعرضت فيه ما أسمته كنوزاً خفية، تتمثل بأثواب وفساتين ومعاطف ذات تطريزات ونقوش وقصات تراثية تمثل مختلف المناطق السعودية، كذلك كان التراث حاضراً في بعض تصاميم المصممين والمصممات المشاركين في العروض؛ ليجسد ذلك التناغم ما بين الماضي والحاضر، كتصاميم يحيى البشري التي أدخل فيها نمط البشت والخيوط الذهبية على الفساتين الراقية، فيما اختارت المصممة منى الشبل نقشة الحناء موضوعاً رئيسياً في مجموعتها. أما المصممة نورة آل الشيخ؛ فاستلهمت مجموعتها من الأبواب القديمة، في حين قدم المصمم عبد الرحمن العابد مجموعة مستوحاة من حقبة العام 1950 ولبس الجيش السعودي في تلك الحقبة.

إعداد: عبير بو حمدان

ولو في زيٍّ واحد!

 الدكتورة ليلى البسام، الخبيرة في التراث وأستاذ الأزياء والمنسوجات التقليدية


وعند الحديث عن التراث، لا بُدَّ أن نقصد الدكتورة ليلى البسام، الخبيرة في التراث وأستاذ الأزياء والمنسوجات التقليدية؛ للوقوف على رأيها ومرئياتها، ولا سيما حول جمالية هذا التناغم ما بين الماضي والحاضر والتطلع للمستقبل الواعد الذي جسده أسبوع الأزياء في الرياض على مدار أسبوع كامل.
الدكتورة ليلى تمنت أن يحضر التراث في تصاميم المصممين والمصممات، ولو في زي واحد من ضمن المجموعات المعروضة، وقالت: "يجب ألَّا يحضر التراث بشكل صريح ضمن أسبوع الأزياء؛ كون متطلبات الموضة المعاصرة والحداثة هي التي تسيطر على هذا الحدث الضخم".
وتابعت: "لكننا بوصفنا مهتمين بالتراث نتمنى أن يبقى التراث موجوداً بشكل جميل في التصاميم المعروضة ولو في زي واحد".
وأكدت الدكتورة البسام أن كل هذا الحراك "سيؤدي إن شاء الله في المستقبل إلى صناعة أزياء سعودية محلية، بحيث تظهر المواهب والقدرات الموجودة لدى الشباب والشابات السعوديات في مجال تصميم الأزياء، وحتى الذين هم متخصصون في مجال الأزياء التقليدية التراثية سيكونون قادرين على استخدامها في تصميمات حديثة".

 

من القطع المعروضة في معرض كنوز خفية


وسألنا الدكتورة ليلى البسام عن أهمية المشاركة البارزة لفنون التراث، من خلال معرض كنوز خفية، ولا سيما أن الرئيسة التنفيذية لفنون التراث الأميرة نورة الفيصل كانت قد ذكرت في حوار مع "سيدتي" أنها تعود للدكتورة ليلى البسام ببعض الاستفسارات والأسئلة في ما يتعلق بالأزياء التقليدية.
ورداً على ذلك قالت الدكتورة: "حقيقة، أنا عايشت جمعية النهضة واهتمامها بالأزياء التقليدية واقتناءها أكبر مجموعة أزياء تقليدية وحلي ومجوهرات سعودية، وأنا أتمنى أن نراها مستقبلاً بإذن الله في متحف، فيستفيد منها الجميع، هذه المجموعة المحدثة من الأزياء التقليدية جداً مفيدة للمصممات وللمصممين في حدث مثل هذا الحدث؛ حتى يستعينوا ولو بجزئية منها في تصميماتهم الجديدة".

 

خبرة لأكثر من 50 عاماً

الدكتورة ليلى البسام خلال لقائها مع "سيدتي"


يُذكر أن الدكتورة ليلى البسام تُعد رمزاً وطنياً في مجال الأزياء التراثية التقليدية ولها رحلة طويلة من البحث العلمي والتوثيق في المجال تمتد لأكثر من 50 سنة، وقد فازت مؤخراً بجائزة الثقافة الوطنية في مجال الأزياء. وخلال العام الفائت احتفت الدكتورة ليلى البسام بتدشين كتابها "الأزياء التقليدية السعودية المنطقة الوسطى" في احتفالية كبرى في قصر المربع في الرياض، برعاية الأميرة سارة بنت مشهور بن عبد العزيز حرم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وبحضور صاحبات السمو الأميرات والمعالي والأكاديميات ومصممات الأزياء، بالشراكة مع دارة الملك عبد العزيز وبرعاية إعلامية من مجلة "سيدتي".
لتفاصيل حفل تدشين كتاب الأزياء للدكتورة ليلى البسام اقرؤوا: برعاية حرم ولي العهد الأميرة سارة بنت مشهور بن عبد العزيز وشراكة إعلامية من "سيدتي" دارة الملك عبد العزيز تدشن كتاب "الأزياء التقليدية السعودية.. المنطقة الوسطى"