أطلت ملكة جمال لبنان ندى كوسا في حفل ملكة جمال الكون في المكسيك بزي تراثي أرجواني أثار الجدل وتصدر الترند على مواقع التواصل الاجتماعي، وقد خطفت ملكة جمال لبنان الأنظار بفستانها الذي يجسد مدينة صور اللبنانية وتراثها العريق منذ أيام الفينيقيين، وهو مرتبط بالصباغ الأرجواني الذي اكتشفه الفينيقيون وبات لونهم الأيقوني الذي يجسد صورة لبنان الجميلة والعريقة، "سيدتي التقت بمصمم الفستان جو شليطا الذي أعطانا المزيد من التفاصيل حول تفصيل وتنفيذ الفستان والرسالة التي أراد هو وملكة جمال لبنان إيصالها عبر هذا الفستان الرائع.
أسس المصمم جو شليطا داره الخاص للأزياء منذ العام 2009 وهو يطل في العديد من البرامج التلفزيونية بصفته خبيراً للموضة وملماً بالأزياء التراثية العريقة المرتبطة بالحضارة اللبنانية والفينيقية، وقد وصفته الصحافة بحارس تاريخ الموضة اللبنانية العريقة وعن الرسالة التي أراد إيصالها من خلال هذا الزي لملكة جمال لبنان ندى كوسا فيقول: "الفستان هو قصيدة لأرجوان صور وهدية لبنان إلى العالم، فمن قلب هذه المدينة الأسطورية ولد اللون الأرجواني الذي اخترعه الفينيقيون القدامى من صدفة الموريكس على الشواطئ اللبنانية، وقد أصبح هذا اللون المهيب يجسد صفات النبل والقوة والهيبة المرتبطة بالملوك، وفيما تألقت ملكة جمال لبنان ندى كوسا على منصة المسرح في المكسيك مرتدية هذا الثوب فلقد حملت معها لإرث أمة تمتد مساهماتها في الثقافة والموضة إلى آلاف السنين.
- وماذا عن مصادر الإيحاء التي استقيت منها هذا التصميم تحديداً؟
زي ندى كوسا مستوحى من أناقة وقوة أميرة لبنانية من القرن التاسع عشر، مزينة بمعطف كوبران التقليدي، وهو تحفة من المخمل المطرز يدوياً، فوق رأسها، يقف غطاء الرأس المخروطي الأيقوني أي الطنطور، الذي كانت ترتديه النساء النبيلات في لبنان، شامخاً وهو رمز للفخر والمرونة والجمال، هذا أكثر من مجرد زي؛ إنه تكريم لتراث لبنان كمنارة للأناقة والتاريخ والتأثير... هو احتفال باللون الأرجواني الملكي الذي، انطلق من لبنان نفسه، ليلامس العالم.
لقد أردت تسليط الضوء على بداية تاريخنا في الموضة منذ الفينيقيين أي منذ ابتكر الفينيقيون هذا اللون، وانتشر في العالم أجمع واعتبر أن أصل اللون الأرجواني يواجه تعتيماً والكثير لا يعرفون أن اللبنانيين من اخترعوه، وأن اللون الأرجواني لم يكن لوناً واحداً بل كان يبدأ من اللون الأزرق لينتهي الباذنجاني الذي يحاكي الليلي، فكلما كان الفينيقيون يتركون هذا اللون يتكون في الصدفة؛ يزداد لونه عمقاً ويرتفع ثمنه.
- ألهذا السبب اعتمدت قماشاً وتطريزاً متموجاً في الفستان؟
أجل، لأنني رغبت في تأكيد أن الفينيقيين هم من اخترعوا هذا اللون وطوروا تدريجاته اللونية، فالكاب المعروف باسم الكوبران مصنوع من المخمل الثقيل، وكانت السيدات اللبنانيات يرتدينه في القرن التاسع عشر، وهو دليل على ارتفاع المستوى المعيشي لمن ترتديه، فكلما كان الكوبران مطرزاً؛ ارتفعت درجة نبل المرأة لأنه كان مرتبطاً بالغنى والطبقة الراقية، وقد طرزت الكاب بكامله بمفردي وثبتُّه على القماش من دون أي مساعدة من الفريق العامل، ولم أستعن بأي ماكينة؛ الأمر الذي يشعرني بالفخر لأنه عمل هوت كوتور بامتياز.
- لاحظنا أنوثة التصميم المتداخل مع الأورغنزا مقارنة مع المخمل الثقيل، هل كان متعمداً؟
هو يجسد حضارتنا بامتياز لأن الثوب يحمل بشفافيته وتموج ألوانه الرقة والأنوثة للمرأة اللبنانية ومنسق مع الكاب المخملي السميك، فهذا التناقض ما بين الاحتشام والشفافية كان سمة الفساتين، لدينا خلاصة في الحفلات الراقصة، وصممت الطنطور الذي هو أكسسوار لبناني ونفذته من النحاس ومشغول باليد، وقد أعدت إنتاجه من المواد نفسها التي كنا نستخدمها وهو على شكل عمود معدني ويزدان بقطع معدنية متوهجة، فأنا كمتعمق بالتاريخ اللبناني أردت أن أنقل تاريخنا بأبهى صورة وبالصورة التي يستحق، أردت أن أعطي هوية لبلدي من خلال الموضة.
- كم استغرق تنفيذ الزي لديك؟
لقد حصل الأمر بسرعة وكان لدي مهلة ثلاثة أسابيع فقط لتنفيذه، وقد اتصلوا بي في مهلة قصيرة، فتركت كل شيء لتنفيذه، وكنت أريد أن أسافر إلى لبنان لتجربته عليها، وأخذ القياسات ولكن ظروف لبنان الأمنية منعتني، فأنا كرسام لا أحب توكيل أحد أو إشراكه في تصميمي، فأنا لا أسمي نفسي مصمم أزياء بل فنانٌ، وأعتبره أجمل لقب أو صفة يمكن أن يطلقها عليّ أحدهم.
تابعوا المزيد وتعرفوا إلى تفاصيل مسابقة ملكة جمال الكون قبل ساعات من انطلاقها