اتسم اليوم الثاني من أسبوع الهوت كوتور في باريس بطابع الوفاء، فمن الجميل رؤية فيلم يروي مسيرة مجموعة تختصر إرث دار، تُعتبر الأقدم في مجال الخياطة الراقية والتطريز باليد، هي قصة دار شانيل التي اعتمدت في مجموعتها الأخيرة على فريق الاستديو العامل لديها، في الوقت الذي ينشغل مديرها الإبداعي الجديد ماثيو بلايزي بمجموعته التي سترى النور في سبتمبر المقبل. ففي قصر غراند باليه حيث اعتادت الدار إطلاق إبداعاتها قدمت الدار مجموعتها الجديدة واضعة ثقتها بطاقمها الذي تشرَّب من روح الدار فبات هو الدار نفسها. فبعد رحيل فيرجيني فيارد التي كرمت أرشيف الدار والعمل الحرفي الذي اشتهرت به الدار، تسلم الطاقم هذه المهمة، وتميزت المجموعة بألوانها الحيوية وبخفتها، واتخذ ممشى العرض شعار اللوغو الأيقوني للدار الفرنسية.
لقد سهر الطاقم طوال الليل لوضع اللمسات النهائية على الأزياء المصنوعة من الجرسيه والكريب الحريري والتفتا والتويد، وتمت زخرفة الفساتين الباستيل أو الزاهية بالترتر والخرز البراق؛ ليعكس طابعاً عصرياً على سيدة شانيل لعام 2025.
يبدأ نهار سيدة شانيل Chanel بتايير من التويد الأبيض أو الأصفر الباستيل أو حتى الأخضر النعناعي؛ ليتعزز اللون ويغمق مع تقدم النهار؛ ولتختار سيدة الدار اللونين الكحلي والأسود للأمسيات التي تدوم حتى الفجر.
لقد طورت الدار التاييرات الأيقونية، ولكن مع قصة تنانير ميني وشورتات وبيرمودا متوسطة الطول، واتسمت الفساتين المصنوعة من الموسلين والساتان المطرز بالباييت بالرقة، وتميزت بطول قصير أو ميدي أو بقصات تجمع الاثنين معاً. ولفتنا الكاب الأزرق المنسق مع فستان قصير منفذ من الترتر، ويستعيد فساتين الأساطير للأميرات. وتم تتويج الأزياء بأحذية مسطحة أو بكعب عالٍ بألوان الأزرق السماوي أو العاجي أو الأبيض، مع واجهة مسنّنة سوداءBicolor التصميم الأيقوني لدى الدار.
ألكسيس مابيل يختار ديالا مكي
إلى روح النساء مهما كانت جنسيتهن وخلفيتهن الثقافية، صمّم ألكسيس مابيل Alexis Mabille مجموعته الجديدة، وأشرك فيها نساء من مختلف بقاع الأرض ومنهن بيرينيس بيجو Berenice Bejo، والراقصة الاستعراضية ديتا فون تيز Dita Von Teese ومن الشرق الإعلامية ديالا مكي. لقد كرم المصمم من خلال شراكته مع نجمات ومدونات عالميات المرأة التي يدين لها بالفضل، فصمم قصات انسيابية؛ ليتسنى للمرأة التمايل على إيقاع الموسيقى، ونفذ قصات بالكشاكش بطابع الكوكون، ولا ننسى الفساتين التي تزدان بتفريغ عند الصدر، وكان للتطريز اليدوي حصة على قماش التول القاسي فاستعان باللونين الإنديغو والأسود؛ ليخرج بأزياء متراقصة تتموج فيها الألوان وتزدان أحياناً بقصة مفرغة عند الصدر.
تابعي المزيد معنا واكتشفي أسبوع الهوت كوتور في باريس ينطلق بزخم مع سكياباريللي
أهلاً بكن في سيرك جوليان فورنييه
يشارك المصمم جوليان فورنييه Julien Fournie الذي يحتفل بميلاده اليوم بأسبوع الهوت كوتور لصيف 2025، بعرض مبهر أسماه السيرك الأول، في وقت خسر فيه عالم الموضة الكثير من أيقونات الموضة مثل تييري موغلير وكارل لاغرفيلد، وفقدت الساحة الكثير من عناصر الإبهار، وأطلق المصمم مجموعته على مسرح موغادور في باريس، بحضور 1600 مدعو. فما ينقص جوليان فورنييه ليس المخيلة الإبداعية بل الإمكانات المادية لتحقيق أحلامه؛ إذ يوضح أن لديه نحو 30 مجموعة سبق له ورسمها على دفتر مدوناته، وتنتظر أن تُبصر النور. وسيعرض فورنييه اليوم 30 زياً ضمن مجموعته الراقية، وتتضمن خطاً رجالياً لأول مرة في مسيرته المهنية. سيطر اللون الكحلي بديلاً للأسود، وتميزت المجموعة بالأكسسوارات من أحذية وحقائب وقبعات مزخرفة من نوع Fascinator.
تابعي المزيد عن أسبوع الهوت كوتور في باريس.. المصمم جوليان فورنييه يتم عامه الخمسين
رونالد فان ديركامب يطبق معايير الاستدامة على الكوتور
وهو العرض الذي يترقبه هواة الأزياء المعادة التدوير، والناس التي تشعر بمسؤولية أخلاقية تجاه الكوكب، فمن النادر أن نرى مصمماً ينفذ فساتين كوتور بأقمشة معادة التدوير أو بفضلات قماش، وأن يعتمد تقنيات الاستدامة، ويبرع في حصد اهتمام الناس واستئثار انتباههم، فلقد حفلت مجموعة رونالد فان دير كامب بالفساتين والسراويل الحريمية المتعددة الأقمشة، والغريب أن انصهارها ولد أزياء رائعة متناغمة لا وجود للتنافر بين خامات الأقمشة المستعملة مهما كثر تداخلها في فستان واحد. كما ساد طابع بوهيمي راق ارتقى بفساتين المصمم إلى مستوى آخر في مجموعته الراقية لصيف 2025.
رنين الذهب وطابع الأوبرا لدى جورج شقرا
لقد كان لنجاح مجموعة جورج شقرا الأخيرة المستوحاة من روائع الأوبرا وعالم السوبرانو صدى في روحه، رفض أن يستكين، وقد اخترنا لك هذا الثوب المعدني الذي يحاكي ببريقه المجموعة القديمة ولكن من دون غطاء الرأس، وكأنه زي مطور يروي لنا تتمة الحكاية مع الحفاظ على القالب الاستعراضي، حيث استعان المصمم بأقمشة لامعة وزاهية بعضها زاهٍ بألوانه والآخر ثلجي مثل الأزرق والبنفسجي الباستيل، فتحار العين كيف تختار الزي الأجمل وصولاً إلى فستان الزفاف العصري.
أرماني بريفيه طابع آسيوي مبهر
قد يبدو من المستحيل أن يمر أمامنا ثوب لأرماني بريفيه من دون أن نتعرف إلى جينات الدار فيه، فمن القبعة المنفّذة من الخرز والأحجار اللامعة ذات الطابع الأسيوي، مروراً بالفساتين السترابلس الميتاليكية المنفذة من مواد براقة لاميه أو من الشباك الشفافة. ولا ننسى السترات المقفلة بطابع عسكري مع سروال من الكريب دو شين المطبع بخصر عالٍ مع ساقين واسعتين.
قصات أم منحوتات لدى ستيفان رولان؟
كعادته منْ يشاهد عرض ستيفان رولان يجد نفسه أمام عمل مسرحي، تكتمل فيه المؤثرات البرية والسمعية، فهو عمل متكامل بطلته السوبر موديل كوكو روشا التي تألقت بفستان أبيض يزدان بطابع استعراضي درامي مؤثر، يزدان بالريش مع قصة متموجة تلتف حول القوام بطابع ثلاثي الأبعاد، ولعل هذا ما ميز عرض المصمم، إضافة إلى الفساتين المنسقة مع الكاب، والتي تتسم بطابع قبلي يحاكي القفطان ولكن بخامة راقية وتصميم معقد، فقد يبدو سهلاً ومينيمالياً ولكنه يخرج إلى الحياة عندما ينساب على القوام البشري، فهذا هو سر إبداع ستيفان رولان؛ حيت تبدو القطعة وكأنه مقص تلاعب بقصتها دفعة واحدة من دون حاجة إلى تفصيل أو تطريز أو تجميع قطع.
