في حياة كلٍّ منا نقطة تحوُّلٍ غيّرت مسار حياته وجعلته إنساناً أفضل. ولكن ما تقع فيه غالبية النساء لدى ممارستهن أمومتهن، أنهن يُرغمن طوعاً على التخلي عن أحلامهن بالنجاح والشهرة للاهتمام بأطفالهن. ولكن تجرِبة روان ياسين مصممة الأزياء، لا تشبه غيرها؛ لأنها جعلت من أمومتها مصدر قوة؛ فأنشأت ماركتها الخاصة للأزياء، ونجحت في ذلك وهي أم لابنتين هما مصدر إلهامها كما تقول. وهي تَدين بالفضل بنجاحها لمشاعر الأمومة التي أمدّتها بطاقة لتحقيق الذات؛ فالحياة سلسلة تجارِب ومحطات نتوقف عندها، ولكنها ليست خاتمة الطريق؛ بل هي نقطة البداية. قصة روان مع الأزياء والأمومة هي رسالة تمكين للنساء وإيمان بقدراتهن لتحقيق المستحيل؛ فطالما نحن نتنفس، طالما نستطيع تحقيق الإنجازات. وبمناسبة يوم الأم، التقينا بروان، ودار بيننا هذا الحوار.
- كيف بدأتِ بتصميم الأزياء ومَن دعمكِ؟
لقد درست مجال الاقتصاد والأعمال في الجامعة اللبنانية-الأمريكية في بيروت، ولكن تصميم الأزياء كان يستهويني فكنت أنفّذ وأرسم تصاميمَ لي منذ الصغر، وتلقيت تشجيعاً من صديقاتي للاستمرار. ولم أكن أشعر في البداية بأنني أشق لنفسي طريقاً؛ بل كان التصميم متنفَّساً لي لتحقيق الذات؛ فلقد تركت العمل بعد الزواج ومع الحمل والانجاب، شعرت بأنني مقيدة بمسؤولياتي تجاه عائلتي، ولكنّ هناك فراغاً أريد ملأه. لم أكن أريد الاتكال على أحد؛ خاصة أن عائلتي تعمل في مجال إنتاج وتصميم القماش، وأردت أن أبدأ بمبلغ صغير رصدتُه. وبدأت بدعم من زوجي الذي أرادني أن أقوم بعمل أحبه؛ فسعادة المرأة تنعكس على الاستقرار المنزلي، وطاقتها الإيجابية تجعلها توازن ما بين العمل والمنزل بسبب إصرارها على القيام بالأفضل، وهذا ما حصل.
- ألم تدرسي التصميم أبداً؟
أنا موهوبة بالرسم، وقد خضعت لدورة تدريبية في هذا المجال، ومنها انطلقت فأنشأت ماركة باسمي هي Raw Trends، وهو الاسم الذي كان أصدقائي يلقبونني به. في البداية نفّذت تصميماً واحداً وهو قفطان أسميته The Good Vibes Kaftan، وقمت بتصويره على صفحتي على إنستغرام لأوضّح 4 طرق مختلفة لتنسيقه، وقد انتشر الـ Reel بسرعة البرق؛ فنفّذت التصاميم منه، وهذا ما شجعني لإطلاق مجموعة تتألف من 30 قطعة من القفاطين في العام 2019.
- مم تستوحين تصاميمكِ؟
أستوحي من ابنتيّ تصاميمي؛ فلديّ إضافةً إلى مجموعتي الموسمية، مجموعة خاصة برمضان للأم وابنتها، وهي مجموعة عبايات وقفاطين متناغمة. وأنا أشارك تصاميمي مع ابنتيّ وأقف عند رأيهما بها، وخاصة ابنتي الكبرى؛ فلديها نظرة ثاقبة. وأسعى إلى معرفة ما تفكر به الفتيات من جيلها في العباية والقفطان؛ لأطوّر الزيّ بشكل أقرب إلى تطلعاتهن. كلّ ما يحصل حولي يلهمني، وقد استوحيت مجموعتي الصيفية من ويلات الأزمات التي مررنا بها، والتي علّمتنا النضال والثبات والصمود؛ فالتصميم يجب أن يكون مرآة الواقع؛ ليكون ناجحاً وحقيقياً وليلبّي تطلعات النساء الواقعيات، اللواتي يعملن وينجزن ويحلُمن ويتوقعن ويبكين ويحزنّ؛ فالحياة خليط من كلّ هذه المشاعر.
تابعي المزيد واكتشفي فساتين حوامل موضة ربيع 2025 ستضاعف جمالك في يوم الأم
- وأين تصنّعين تصاميمك وأيُّ نوعٍ من القماش والألوان تفضلين؟
كلّ تصاميمي منفّذة باليد في لبنان على يد نساء لديهن طاقة إبداعية وعزم لا ينضب، وأستورد القماش المونوكروم من الخارج، ويقوم الفريق الإبداعي الخاص بي بتنفيذ الطبعات والزخرفات عليه؛ ليكون ملتصقاً بهوية الماركة. نحن نصمم مجموعتين كبيرتين واحدة لرمضان وأخرى للأعياد في نهاية السنة. ففي مجموعتي الأخيرة لرمضان، نفّذت 33 تصميماً، ومنها 4 موديلات للأم والابنة، واستعنت بخامات راقية مثل: الكتان والمخمل والحرير والساتان، واعتمدت ألواناً حيوية مثل الأزرق والأخضر، وأهتم كثيراً بمعرفة ما تفكّر به ابنتاي إيلا وليا لدى رؤية التصاميم. لطالما ألهمتني قصص نجاح النساء؛ لذا حرَصت منذ البداية على أن أشق طريقي بنفسي، واتكلت على مجموعة من المطرّزين والحرفيين الذين يعملون معي فقط.
- ومَن هو ملهمكِ من المصممين؟
أعتبر إيلي صعب ملهماً وقدوة؛ فأسلوبي بالتصميم لا يشبه خطه، ولكن تجرِبته في الحياة كشخص عصامي تلهمني، وأنا أتطلع نحوه بتقدير لجهوده الفردية وإنجازاته العالمية، وقد انطلق من بلد صغير بمساحته ولكنه كبير بمواهبه، بدليل نجاحه الساحق باعتراف العالم أجمع.
- وهل تسعَين إلى توسيع الماركة لتشمل الأكسسوارات؟
لقد نفّذتُ أحياناً حقائب وحُليّاً، ولكنني أؤمن بالتخصص وتطوير المهارات في خط واحد في البداية. لذا أركّز على الأزياء الجاهزة والعبايات والقفاطين، وأقوم بتنفيذ تصاميم حسب الطلب ولكن من الموديلات التي لدينا؛ فأقوم بتغيير اللون أو القماش وفقاً لرغبة الزبونة، ولكن بشرط الالتزام بموديلاتنا.
- وبمناسبة يوم الأم، ما الرسالة التي تريدين إيصالها إلى النساء؟
أطلب منهن الإيمان بقدراتهن وعدم التخلي عن أحلامهن؛ فقد نخفق أحياناً ولكن يجب أن نسعى إلى مرادنا وألّا نيأس؛ إذ يكفينا شرف المحاولة. أقول للمرأة الأم، أن تؤمن بنفسها ليؤمن الآخرون بها.
تابعي المزيد واستوحي من مدونات الموضة مع بناتهن إطلالات أنيقة ليوم الأم