هي جارة القمر وأيقونة ترمز إلى لبنان، بشموخها وصمودها وإطلالاتها التي تجسّد شخصيتها؛ فالموهبة أولاً، والملابس والأكسسوارات موجودة لتستكمل صورتها على المسرح، ولكن بشرط أساسي وهو: ألّا تطغى عليها. فلم نسمع يوماً مَن يقول: فستان فيروز؛ بل فيروز أولاً، وبعدها بقية حكاية. وفي يوم ميلادها، نستعرض معكِ سيدتي حقائق ربما تعرفينها أو تجهلينها عن أناقة السيدة فيروز، صوت لبنان وسفيرته إلى النجوم.
من المعروف عنها ندرة ظهورها الإعلامي خاصة في المرحلة الأخيرة، ولكن ما هو مؤكد ما صرح به المصمم إيلي صعب وردده في مناسبات عديدة بأنه ينفذ لها أزياء إطلالاتها الرسمية بكل فخر، ولكن ماذا عن إطلالاتها الأيقونية التي طبعت مسيرتها الفنية؟
في حقبة الستينيات، تعاونت السيدة فيروز مع ميزون مدام صالحة، وأشاد المصمّم جو شليطا بمصمّمة الأزياء رئيفة رضوان صالحة أو "مدام صالحة"، فوصفها بـ"الساحرة" و"الانتقالية"، و"الأسطورية التي مدّت جسرًا بين الشرق والغرب وكانت تشتهر بأسلوبها الفريد في "المزج بين الأناقة الباريسية والشامية"، واعتُبرت من ضمن "أول عشر نساء مؤثرات في لبنان". وهي رفعتْ الهوت كوتور اللبناني إلى المستوى الدولي أو العالمي، وارتقت بمكانة بيروت حتى أصبحت "باريس الشرق الأوسط". وعملت مدام صالحة مع السيدة فيروز على عدة قطع تراثية ارتدتها على مسارح بعلبك في تلك الفترة إذ اشتهرت المصممة ببراعتها في تطوير الزي الفولكلوري اللبناني.
وفي فترة السبعينيات تعاونت السيدة فيروز مع الصممم اللبناني الفرنسي جان بيار دلفري الذي صمم لها إطلالاتها في الولايات المتحدة الأمريكية وخاصة الفساتين الكاب والأزياء التراثية المنسقة مع قبعات تشبه الطربوش بتصميم قصير العلو.
1- الوشاح المطرّز باللؤلؤ
كانت السيدة فيروز تحرص على تنسيق أزيائها مع عِصابة على الرأس، وهي على شكل وشاح مزخرف باللؤلؤ؛ خاصة لدى أدائها حفلات عالمية خارج لبنان، كما هو الحال عندما غنّت على مسرح الأولمبيا في باريس؛ فقد ارتدت بلوزة حريرية مطبّعة، مع تنورة طويلة مماثلة، ووضعت على رأسها وشاحاً مطرّزاً بحبيبات من اللؤلؤ، وهذا يدخل ضمن طابع الفولكلور اللبناني الذي كان سِمة النساء اللبنانيات قديماً، وعُرف بعدها كأكسسوار تعتمده فِرق الدبكة الاستعراضية الفولكلورية من وحي التراث اللبناني.
2- الفستان الكاب المصنوع من الحرير
كما في حفلاتها وكذلك في لقاءاتها الإعلامية وعلى قلتها، تحرص فيروز على الأناقة الراقية؛ فالشَعر متموّج الخصلات مع آيلاينر أسود قوي ممزوج مع ظلال ترابية، والفستان منفّذ بطريقة الكاب مع أكمام طويلة مفتوحة، ويتميز بياقة على شكل سبعة ومعقودة بفيونكة من الخامة نفسها. وتحب السيدة فيروز تزيين شعرها أحياناً بوردة، أو بالأحرى زهرة ريفية كبيرة، وتعتمد التشوكر الذهبي المزدان بوردة كبيرة حول العنق.
3- سترة الفرو الأسود والنظارات الدائرية الضخمة
تميل السيدة فيروز في المناسبات الرسمية وخاصة لدى سفرها إلى البلدان الأوروبية، إلى التدثُّر بسترة متوسطة الطول، أو ببوليرو من الفرو الناعم. وتحب النظارات السوداء القاتمة الدائرية الضخمة، والتي تضفي على إطلالتها هالة ملكية راقية. كما تهوى الساعات الناعمة ذات المينا الصغيرة المرصّعة بالألماس، وتنسّق الأقراط مع الساعة وتعتمدها كبيرة لتتناغم مع تسريحة شعرها الكثيف والمتموّج الخصلات.
4- البلوزة ذات الياقة المربعة المحتشمة
كما في سائر إطلالاتها التي تجسّد لبنان، تحرص السيدة فيروز على اختيار، إمّا بلوزات من الكريب بياقة مربعة عالية، مع أكمام نصفية أو بكم طويل، وتنسّقها مع تنورة ميدي. أو قد تهوى البلوزات ذات الياقة العالية التي نسميها ياقة السلحفاة.
5- المعطف والوشاح أكسسواراتها المفضلة
رافق السيدة فيروز في جولتها العالمية في حقبة السبعينيات زوجها الراحل عاصي الرحباني، واخترنا منها هذه الإطلالة حيث اختارت معطف من الموهير يزدان بالجيوب، مع إضافة وشاح صوفي على الرقبة تحت المعطف، وحملت بيدها وشاحاً عريضاً آخر من الباشمينا؛ لتضعه على كتفها في حال كان الطقس بارداً. وكانت تنتعل الجزمة العالية السوداء، وتميل إلى الألوان الأساسية كالأبيض والأسود والترابية مع تطريز بالذهبي. كما حصرت السيدة فيروز في كثير من إطلالاتها على اختيار عبايات تراثية أو مطرّزة باليد وتحمل رموزاً لبنانية.
تابعي المزيد عن: فيروز في يوم ميلادها الـ90 لازالت جارة القمر