تعتبر الملكة ليتيزيا زوجة الملك فيليبي الرابع ملك إسبانيا واحدة من أكثر الملكات أناقة حول العالم، فهي تملك ذوقاً مميزاً يميل إلى البساطة مع تفاصيل ملفتة وأنيقة، والأمر نفسه بالنسبة لمجوهراتها، إذ تحرص دائماً على ارتداء خاتم ذهبي في سبابتها بتصميم هندسي تجريدي كان هدية من ابنتيها لها، لذلك لا تخلعه أبداً.
لكنها في المناسبات الرسمية، تمتلك مجموعة من المجوهرات الملكية الفاخرة التي يمكنها الاختيار بينها كونها ملكة إسبانيا، وبما أن الخامس عشر من سبتمبر يصادف يوم ميلاد الملكة الـ52؛ قررنا أن نلقي نظرة على مجوهرات التاج الملكي الإسباني الذي ارتدت الملكة الكثير من القطع التي تعتبر جزءاً منه منذ تتويجها.
مجوهرات يتم توارثها Joyas de Pasar
على عكس الكثير من الممالك في أوروبا، لا تملك المملكة الإسبانية مجموعة من المجوهرات التاريخية التي تنتمي إلى التاج الأسباني، لكن هناك مجموعة مميزة من المجوهرات التي يتم تناقلها أو توارثها بين الملوك والتي تسمى Joyas de Pasar وهي مجوهرات يقتصر ارتداؤها على الملكات وزوجات ملوك أسبانيا.
هذه المجموعة من المجوهرات المميزة جمعتها الملكة فيكتوريا يوجيني ملكة إسبانيا المعروفة باسم الملكة إينا التي اتبعت خطى جدتها الملكة فيكتوريا ملكة بريطانيا فتركت في وصيتها في عام 1963 فقرة طلبت فيها أن يتم تناقل مجوهراتها بين الملوك عبر الأجيال، وقد اعتبرت وصيتها غريبة في ذلك الوقت لأن إسبانيا لم تكن ملكية بعد أن أطيح بزوجها الملك ألفونسو الثالث عشر في انقلاب عام 1931 وكانت تعيش في منفى في سويسرا حتى وفاتها.
ضمت مجموعة مجوهرات Joyas de Pasar قطعاً تلقتها كهدايا من زوجها الملك ألفونسو الثالث عشر ومن عمته إنفانتا إيزابيلا لترتديها وتحتفظ بها بشرط ألا تغير فيها أو تقوم بتفكيكها، وقد حرصت الملكة على تنفيذ هذا الشرط فتركت مجموعة تحتوي على تاج و3 عقود وزوج من الأقراط وزوج من الأساور المتماثلة وبروشين.
وحتى اليوم؛ ارتدت ملكتان فقط مجموعة المجوهرات الملكية هذه، هما الملكة صوفيا زوجة الملك خوان كارلوس والملكة ليتيزيا زوجة الملك فيليبي الرابع، وستكون الأميرة ليونور أول ملكة إسبانية ترتدي هذه المجوهرات عندما يتم تنصيبها ملكة على عرش إسبانيا.
بالنسبة للملكة ليتيزيا؛ لم ترتد كامل القطع معاً وهناك بضعة قطع لم تظهر فيها حتى اليوم لكنها قامت بتنسيق عدد منها في إطلالاتها المختلفة، خاصة التاج الذي يحمل أنماط فلور دو ليس والذي يعتبر من أكثر التيجان فخامة وجمالاً على الإطلاق، لكنها في الصورة الرسمية التي نشرت لها عام 2020 ارتدت 3 قطع من مجوهرات المجموعة وهي التاج والأقراط والأساور لتتناسب مع أهمية الصورة الرسمية لها كملكة إسبانيا.
تاج فلور دو ليس Fleur de Lis
هذا التاج الضخم له اسم آخر وهو لا بوينا La Buena أو الجميل، بسبب جمال تصميمه وروعته، وقد صنع التاج في عام 1906 من قبل الصائغ أنسورينا Ansorena وكان هدية زفاف للملكة إينا من عريسها الملك ألفونسو الثالث عشر.
يتميز التاج بضخامة حجمه ورقته في الوقت نفسه، وهو مرصع بأحجار الألماس على أنماط زهرة فلور دو ليس Fleur de Lis في مقدمته وعلى جانبيه، وقد تم اختيار هذه الورود لأنها رمز أسرة بوربون التي يتنمي إليها الملك ألفونسو، فيما تم تصميم قاعدة التاج لتكون مرنة مما يسمح بارتدائه فوق الرأس قريباً من الجبهة أو أعلى حسب الرغبة.
وتُعد أول مرة ارتدت فيها الملكة ليتيزيا التاج كانت في عام 2017 خلال مأدبة أقيمت في مدريد على شرف زيارة رئيس الأرجنتين وعقيلته إلى أسبانيا، وقد ارتدته أكثر من مرة منذ ذلك الوقت في المناسبات المختلفة.
زوج من الأساور المتطابقة
تضم المجموعة زوجاً من الأساور العريضة المرصعة بالألماس تحمل أنماطاً هندسية وتبدو وكأن هناك شرائط مستطيلة مرصعة بأحجار الألماس تتداخل بين بعضها البعض، هذه الأساور هي من القطع المفضلة للملكة ليتيزيا وقد ارتدتها في الكثير من المناسبات معاً أو اختارت أحدها لتنسيقه مع إطلالاتها بكل أناقة، وآخر مرة شوهدت الملكة ليتيزيا وهي ترتدي واحداً من هذه الأساور كانت في حفل توزيع جوائز الصحافة للعام 2024، حيث نسقتها مع فستان أبيض اللون مع جيليه من التويد.
اقرئي أيضاً أساور عريضة مرصعة بالألماس زيَّنت الملكات والأميرات.. اكتشفي تاريخ كل منها؟
أقراط الألماس
تضم المجموعة أقراطاً بديعة من الألماس مؤلفة من حجر ألماس مركزي كبير الحجم تحيط به مجموعة من أحجار الألماس الأصغر حجماً تتدلى أسفل الأذن قليلاً، ويمنحها التصميم شكل زهرة متفتحة إذا دققنا النظر فيها.
هذه الأقراط ارتدتها الملكة ليتيزيا مع تاج فلور دو ليس Fleur de Lis في حفل استقبال خلال زيارة قامت بها برفقة زوجها الملك فيليبي الرابع إلى لندن، وارتدت في هذه المناسبة أيضاً أساور المجموعة فكانت من المرات القليلة التي شوهدت فيها أغلب قطع المجموعة معاً، وارتدتها في عدة مناسبات أخرى إما مع قطع مجوهرات أخرى أو بمفردها، كما فعلت في حفل تتويج الملك تشارلز الثالث ملك بريطانيا.
3 عقود من الألماس واللؤلؤ
تضم مجموعة Joyas de Pasar عقداً مرصعاً بأحجار ضخمة من الألماس كان هدية زواج من الملك ألفونسو الثالث عشر لعروسه الملكة إينا، وهو عقد يمكن تغيير طوله حسب الرغبة وقد ظهرت الملكة إينا وهي ترتديه بأطوال مختلفة في اللوحات المتعددة التي صورتها.
أما الملكة ليتيزيا فاختارت ارتداء النسخة القصيرة من العقد خلال زيارة رسمية رافقت فيها الملك خوان فيليبي الرابع إلى طوكيو اليابان.
هناك أيضاً عقد مصنوع من 37 حجراً من اللؤلؤ بحجم كبير ارتدته الملكة ليتيزيا مع فستان أحمر اللون في بداية حكم زوجها، وهذا العقد يمكن ارتداؤه مع قلادة من اللؤلؤ، لكن الملكة ليتيزيا ارتدته من دون القلادة المتدلية.
يذكر أن هناك عقد ثالث مؤلف من 3 صفوف طويلة من أحجار اللؤلؤ لم نشاهد الملكة ليتيزيا ترتديه حتى اليوم.
بروشان من الألماس واللؤلؤ
أحد قطع المجموعة هو بروش فخم التصميم مؤلف من حجر لؤلؤ مركزي يتميز بشكله المستدير ولونه الرمادي، يحيط به إطار مرصع بأحجار ألماس براقة ويتدلى منه حجر لؤلؤ إجاصي الشكل.
يمكن فصل حجر اللؤلؤ الإجاصي عن البروش أو تثبيته به حسب الرغبة وحسب فخامة المناسبة، وقد ارتدته الملكة ليتيزيا في عدة مناسبات من بينها في عام 2019 لحضور العرض العسكري الاحتفالي الذي يقام في بداية العام كل سنة.
وهناك أيضاً بروش ثانٍ على شكل عقدة مرصعة بأحجار الألماس يتدلى منه حجر لؤلؤ إجاصي الشكل يسمى La Peregrina II، ارتدته الملكة صوفيا عدة مرات لكننا لم نجد صورة للملكة ليتيزيا ترتديه وإن كان هناك الكثير من الصور للملكة صوفيا وهي ترتديه.
يمكنك أيضا قراءة لمناسبة مرور 48 عاماً على زواجها: قصة المجوهرات التي ارتدتها ملكة السويد سيلفيا في زفافها