نادين فقيه، مصممة المجوهرات اللبنانية، تجسد في تصاميمها جمال اللمعان والأناقة، مستلهمة من تجاربها الشخصية وثقافتها الغنية.
منذ طفولتها، كانت نادين تجد نفسها مفتونة بكل ما يلمع من مجوهرات وأكسسوارات، محاطة بتأثيرات عائلتها التي كانت تعمل في تجارة الماس. هذا الشغف دفعها لتحقيق حلمها بإنشاء علامتها الخاصة، NJF Jewels، بعد أن اكتسبت خبرة واسعة في مجال الموضة والتصميم.
تتميز تصاميم نادين بقدرتها على دمج العناصر الثقافية المختلفة، حيث تدمج بين سحر التراث اللبناني والإفريقي. تستلهم مجموعاتها من الذاكرة والتجارب؛ ما يخلق قطع مجوهرات تتحدث قصصاً فريدة.
ومع وجود خلفية أكاديمية قوية في إدارة الأعمال في الموضة، تمكنت نادين من مواجهة التحديات في سوق المجوهرات الفاخرة بابتكار تصاميم شخصية وقابلة للتخصيص.
إليك هذا اللقاء الخاص معها.
هل يمكنك أن تشاركينا بعض المعلومات عن خلفيتك؟ وما الذي ألهمك لبدء تصميم المجوهرات؟
التألق والموضة والتصميم، حبي لهذه الثلاثة هو الذي جعلني أبدأ اهتمامي بالمجوهرات. طوال طفولتي، في كل مرة كنت أخرج فيها إلى المتجر مع والدتي، كنت أضيع في البحث عن الأكشاك الأكثر لمعاناً سواء كانت ملابس أو أكسسوارات منزلية أو مجوهرات. كان الأمر كله يتعلق بالتألق أو الرتابة! أستطيع أن أقول إن مصدر إلهامي الرئيسي جاء من نشأتي في عائلة كانت دائماً منخرطة في تجارة الماس، لكنها لم تكن منخرطة في تجارة المجوهرات. وجدت هذا دافعاً لتطوير وإنشاء علامتي التجارية الخاصة للمجوهرات في المستقبل، حتى وصلت إلى النقطة التي شعرت فيها بالاستعداد لهذه الخطوة، أكملت درجة الماجستير في إدارة الأعمال في الموضة العالمية بين باريس وشنغهاي. بعد أن انجذبت إلى الشرق الأوسط، عملت مصممة أزياء ومديرة تسويق مع متاجر وعلامات تجارية مختلفة، مثل إيلي صعب.
كانت سنوات الخبرة هذه ذات تأثير كبير فيَّ ولعبت دوراً رئيسياً في تطوير فهمي ومعرفتي ومهاراتي لتصميم المنتجات بشكل أفضل لتناسب أنماط وشخصيات الأشخاص المختلفة. أعتقد أنه بعد ذلك كانت بداية فصل صناعة المجوهرات الخاص بي.
قد يهمك أيضاً: العنود والجازي الثنيان: كل مجموعة لها قصة وإلهام من السعودية
ما بعض التحديات الأولية التي واجهتها عند تأسيس NJF Jewels؟ وكيف تغلبت عليها؟
كان أحد أكبر التحديات التي واجهتها هو كيفية جعل NJF Jewels تبرز وتميز علامتي التجارية عن جميع العلامات التجارية الأخرى للمجوهرات الفاخرة. واجهت التحدي من خلال دراسة السوق وعروضه من التقنيات والتصميمات والمفاهيم المختلفة. أردت الجمع بين شغفي بتصميم الأفراد، جنباً إلى جنب مع إبداعي لتصميم مجموعة جاهزة للارتداء كل عامين إلى جانب خيار تخصيص قطعة المجوهرات التي تحلمين بها.
فعند التخصيص، يمكن للعميل اختيار المادة التي يختارها والتي يحصل عليها منا، أو تسليم مجوهراته القديمة التي نقوم بإعادة تدويرها. في NJF Jewels، نود أن نرحب بك بوصفك جزءاً من عائلة NJF حيث نبني علاقة مدى الحياة تنمو مع أجيال من التخصيص والإلهام.
ما الذي يلهم تصاميمك؟ هل هناك مواضيع أو مصادر إلهام معينة تستمدين منها الإلهام باستمرار؟
التصميم مثير للاهتمام؛ لأننا جميعاً ندرك الأشياء بشكل مختلف. وهو يتأثر بتجاربنا في الحياة والقصة التي تحكيها. تصاميمي مستوحاة من المواد والأشياء والعناصر الثقافية اليومية التي تحيط بي. نشأت بين جمهورية الكونغو الديمقراطية ولبنان، وكانت التأثيرات من كلا المكانين مشبعة في كل قطعة؛ ما خلق مزيجاً فريداً من سحر العصور القديمة والأسلوب الحديث. أستمد الإلهام من العناصر التاريخية للثقافات التي أنتمي إليها، لإلهام بعض مجموعاتي المتوافرة حالياً.
كيف تواكبين أحدث الاتجاهات والابتكارات في صناعة المجوهرات مع الحفاظ على هويتك التصميمية الفريدة؟
أحرص دائماً على متابعة الاتجاهات والابتكارات الحالية؛ فأنا أتابع عروض أسابيع الموضة طوال العام، وأتصفح المنصات، ومن المنصات المفضلة لديَّ Business of Fashion، وبالطبع Instagram. أشارك في المعارض، وإذا لم يكن الأمر كذلك؛ فسأحضرها، فهي طريقة جيدة للتفاعل مع الموردين ومعرفة ما تفعله الصناعة.
هل يمكنك أن تخبرينا عن مجموعتك الأخيرة؟ ما مصدر الإلهام وراءها؟ وما المواضيع أو العناصر التي تم تسليط الضوء عليها؟
مجموعتي الأخيرة "أصداء إفريقية" مستوحاة من منسوجات كوبا الكونغولية، وهي أقمشة ألياف الرافيا المنسوجة يدوياً التي كانت تُستخدم بوصفها ديكوراً منزلياً. كانت هذه الأقمشة المحددة بمنزلة مقدمة للأشكال عندما كنت طفلة صغيرة. يتذكر معظم الأطفال الدوائر والمربعات والأشكال الأساسية الأخرى، لكن بالنسبة لي كانت هذه الأشكال بمنزلة لعبة تتريس في طفولتي في الكونغو. عندما أغمض عيني، كنت أتخيل كل شكل من هذه الأشكال الفنية وأرسمها لتكمل بعضها بعضاً في ذهني. لهذه المجموعة، أخذت أربعة أشكال مختلفة: بوجولانفيني، وأنقرة، وبوجولان الدائرية، ومعين بوجولان، وطبقتها في قطعة مجوهرات؛ ما أعطى القطع شعوراً بالحنين إلى الماضي.
ما خططك المستقبلية لمجوهرات NJF؟ هل هناك أي مشاريع أو مجموعات قادمة متحمسة لها؟
إن جمال العمل في عالم صناعة المجوهرات يكمن في تنوع الأنماط والخطوط المختلفة التي تلبي تفضيلات الناس، وهذا يعني أنني أعمل على بعض المجموعات المختلفة التي سيتم الإعلان عنها قريباً. كما أن التوسع في متاجر المفاهيم في مناطق مختلفة قيد التنفيذ؛ لذا راقبي ما ستعرضه NJF!
كيف ترين مستقبل تصميم المجوهرات؟ وكيف تخططين للتكيف أو الابتكار استجابة لهذه التغييرات؟
من خلال استخدام مواد متنوعة والتقدم في التكنولوجيا، يتطور تصميم المجوهرات بعدة طرق. على سبيل المثال، الطلب المتزايد على الماس المزروع في المختبر الذي أصبح اتجاهاً ملحوظاً. لا يمكنك أن تنكري أنه أخذ جزءاً من كعكة المجوهرات ولكنني أعتقد أن الماس الطبيعي سيظل دائماً له حضوره القوي بشخصيته الخام الفريدة من الأرض الأم. وهناك سبب آخر وهو ارتفاع سعر الذهب الذي نشهده حالياً، الذي يجعلك بالتأكيد تعيدين التفكير في إستراتيجيات التحوط الخاصة بك، ودراسة رد فعل السوق وتأثيره في التصميمات المستقبلية.
ما النصيحة التي تقدمينها لمصممي المجوهرات الطموحين الذين بدأوا من التَّوِّ في هذه الصناعة؟
المجوهرات هي ذوق شخصي، وشخصية، وأشخاص، وهذا يعني أنني أنصحك بالخروج والتفاعل مع المجتمع والطبيعة والمعالم التاريخية والعثور على مصدر إلهامك. هذا هو المكان الذي ستبتكر فيه تصميماتك.
بالنظر إلى رحلتك مع NJF Jewels، هل هناك أي شيء تتمنين لو كنت قد عرفته أو فعلته بشكل مختلف؟
أعتقد أن الخبرة المكتسبة من الرحلة نفسها هي التي تشكلنا لاتخاذ القرارات المستقبلية التي سنتخذها تجاه علامتي التجارية في هذه الحالة. من خلال تبني المسار وتحدياته ولحظاته، نميل إلى الاستمرار في التطور حيث تحدث الأفكار العظيمة.
تابعي أيضاً: مجوهرات بتفاصيل تعبر عن الذات.. فلسفة تصميم دينا سعد