تُعتبر المجوهرات أكثر من مجرد زينة، فهي تحمل في طياتها قصصاً عميقةً وتعكس ثقافاتٍ وتراثاً غنياً. في هذا السياق، تروي حنين صابر، مصممة المجوهرات السعودية، قصتها الفريدة في عالم تصميم المجوهرات، حيث تمزج بين الجماليات المعاصرة والتراث الثقافي العريق.
منذ انطلاق مشروعها، استلهمت حنين من عمق تاريخها وهويتها، محاكيةً الأشكال والنقوش الإسلامية التي تُشكل جزءاً من تراثها.
تأسست مجوهرات حنين صابر على فكرة دمج الجمال والرمزية، إذ تسعى إلى خلق قطع فنية تحمل في تصميمها روح التاريخ. كل قطعة تعتبر كنزاً يمكن ارتداؤه، يمتزج فيها الشغف بالحرفية، مع الالتزام بإنتاج مجوهرات ذات معنى وقيمة.
من خلال هذه الرحلة، نستعرض كيف ساهمت خلفيتها الثقافية في تشكيل رؤيتها، وكيف تمكنت من الحفاظ على تقاليدها مع دمج لمسات عصرية، لتقدم للعالم مجوهرات تتجاوز مجرد الزينة، وتصبح جزءاً من الحكاية الإنسانية.
هل يمكنك أن تشاركينا بعضاً من رحلتك في عالم تصميم المجوهرات؟ ما الذي ألهمك لبدء مشروع مجوهرات حنين صابر؟
لطالما انجذبت إلى عالم الفن والتصميم، لكن المجوهرات كانت الوسيلة المثالية للتعبير عن ارتباط عميق بثقافتي وتراثي. بدأت رحلتي في تصميم المجوهرات بشغف لسرد القصص من خلال الأشياء. أردت أن أصنع قطعاً ليست جميلة فحسب بل ذات معنى. وُلدت مجوهرات حنين صابر من الرغبة في دمج عناصر التاريخ والتقاليد مع الجماليات المعاصرة. كان الأمر يتعلق بأخذ شيء شخصي للغاية وترجمته إلى شيء عالمي، ولكنه متجذر في الهوية السعودية.
قد يهمك أيضاً: ملك مسلاتي: "ناسنا" تحكي قصص السعودية
كيف أثرت خلفيتك وتراثك على نهجك في تصميم المجوهرات؟
يلعب تراثي السعودي دوراً محورياً في كل ما أصممه. من الأنماط المعقدة المستوحاة من التحف الإسلامية إلى قصيدة للعمارة الإسلامية، تحمل كل قطعة القليل من الثراء التاريخي. أحب أن أعتقد أن كل قطعة تحمل قصة، كنزاً يمكن ارتداؤه أو مشاركته أو تمريره إلى الأحباء مع درس خاص به.
ما الفلسفة الأساسية وراء مجوهرات حنين صابر، وكيف تعبرين عن ذلك من خلال تصاميمك؟
تتمثل الفلسفة وراء مجوهرات حنين صابر في ابتكار قطع تكرم التاريخ الإسلامي. سواء من خلال القطع الأثرية أو الهندسة المعمارية أو اللحظات في التاريخ التي حددت هويتنا، تصبح كل قطعة كنزاً. إنها شيء يجب تقديره، ليس فقط لارتدائه في تجمع اجتماعي ولكن للاحتفاظ به معك، ومشاركته مع الآخرين، أو إهدائه لأحبائك كرمز لشيء خالد وذي معنى.
كيف توازنين بين الجماليات السعودية التقليدية والاتجاهات المعاصرة في مجموعاتك؟
كل قطعة مصممة لتعكس التاريخ الذي تمثله. نحن نصمم كل عنصر بعناية ودقة ليعكس القصة وراءه. نجرب الأحجار الكريمة والمواد المختلفة لنمنح كل قطعة جودة خالدة، ونتأكد من أنها تبدو ذات صلة اليوم كما كانت في الماضي. يسمح لنا هذا النهج بالحفاظ على جوهر التقاليد السعودية مع تقديم لمسة عصرية.
ما المواد التي تستمتعين بالعمل بها أكثر من غيرها، ولماذا؟
أستمتع بشكل خاص بالعمل بالذهب والماس والأحجار الكريمة. تتمتع هذه المواد بسحر لا يتأثر بمرور الزمن، وهي تحمل بالنسبة لي رمزيةً وأهميةً ثقافيةً. فهي تُساعد في الارتقاء بكل تصميم إلى شيء لا يروي قصة فحسب، بل يُشعرك أيضاً بالقيمة والديمومة.
كيف تضمنين جودة وحرفية كل قطعة؟
ضمان الجودة أمر بالغ الأهمية. تخضع كل قطعة لحرفية دقيقة، مع الاهتمام حتى بأدق التفاصيل. أعمل بشكل وثيق مع الحرفيين لضمان أن كل خطوة، من المفهوم إلى التنفيذ، تلبي أعلى المعايير. من المهم بالنسبة لي أن تبدو كل قطعة جميلةً وأن تدوم مدى الحياة.
من هم أبرز المؤثرين في عالم تصميم المجوهرات، سواء في الماضي أو الحاضر؟
لدي العديد من التأثيرات ومصادر الإلهام، ولكن هناك مصممة واحدة تتردد صداها بعمق معي وهي سيلفيا فورمانوفيتش، وهي مصممة برازيلية معروفة بإنشاء مجموعات مستوحاة من بلدان مختلفة. أنا معجبة بنهجها في التصميم، والذي يركز على التعرف إلى الجمال الموجود بالفعل والاحتفال به، بدلاً من محاولة إعادة إنشائه. مجموعتها المستوحاة من أوزبكستان، حيث تعاونت مع نساجي الحرير المحليين، رددت بشكل جميل الأنماط والأشكال المعقدة للهندسة المعمارية الإسلامية. إن تفانيها في الحرفية واحترامها للتراث الثقافي يتماشى بشكل وثيق مع فلسفتي في التصميم.
هل هناك عناصر ثقافية أو تاريخية معينة من التراث السعودي تستعينين بها في تصميماتك؟
بالتأكيد، إن دمج التراث السعودي والإسلامي هو جزء طبيعي من عملية التصميم الخاصة بي. أستقي من الأنماط والرموز واللحظات في التاريخ لإنشاء قطع تتحدث عن ماضينا الغني مع ضمان تردد صداها مع مرتديها اليوم.
كيف ترين تطور سوق المجوهرات في المملكة العربية السعودية والعالم؟
يشهد سوق المجوهرات في المملكة العربية السعودية نمواً سريعاً، مع تحول نحو المزيد من القطع المصنوعة حسب الطلب والحرفية. يبحث الناس عن شيء فريد وشخصي، وأرى أن هذا الاتجاه مستمر على المستويين المحلي والعالمي.
مَن هي العميلة النموذجية لمجوهرات حنين صابر، وكيف تلبين أذواقهن وتفضيلاتهن؟
العميلة النموذجية لمجوهرات حنين صابر هي امرأة تبحث عن قطع مميزة تثير الحديث في دائرتها الاجتماعية. إنهم يُقدرون القصص التي ترويها قطعنا وينجذبون إلى التصاميم الخالدة بدلاً من اتباع الاتجاهات العابرة. إنهن يبحثن عن المجوهرات التي تتردد صداها مع التاريخ وتحمل شعوراً بالديمومة والمعنى.
ما خططك المستقبلية لمجوهرات حنين صابر؟ هل هناك أي مشاريع أو مجموعات جديدة في الأفق؟
نعمل على مجموعة جميلة ومثيرة مستوحاة من تاريخ جدة. ستستمر هذه المجموعة في استكشاف الجذور الثقافية العميقة لمنطقتنا مع تقديم شيء جديد وجذاب لجمهورنا. أنا متحمسة لمشاركة المزيد قريباً!
تابعي أيضاً: المصممة السعودية بشاير القنيبط لـ"سيدتي": الزي التراثي فخرنا