أكره ابنتي!

أكره ابنتي!

على الرغم من مرور سنة على طلاقي، فإنني لا أزال أعاني من آثار المعاملة المهينة التي تلقيتها من طليقي، واتهامه لي بأن ابنتي التي أنجبتها منه (عمرها سنة أيضًا) ليست ابنته، ولا أزال أتذكر بداية معاناتي معه بعد أسبوع من زواجي، كان يضربني ويشك في تصرفاتي، ويمنعني من الخروج لأي مكان، ومع ذلك، تحمّلته إلى أن جاء يوم ضربني فيه بشدة، دخلت على إثرها المستشفى، واكتشفت هناك أني حامل، فاتهمني بالخيانة، حلفت له أنّ الذي في بطني ولده، ومع ذلك أراد أن يقتله وهو في أحشائي، المهم أن المحكمة طلقتني منه، وعدت إلى بلدي لأنجب ابنتي، فكرهت حياتي، بل كرهت ابنته لأنها تشبه أباها، مع يقيني أنها لا ذنب لها، وحتى الآن، لا أستطيع أن أعاملها بحب، أجد نفسي أضربها وأهملها، وأخشى عليها من عواقب معاملتي السيئة لها، أرجو منكم النصيحة.

زينة

 

أختي أُكبر فيكِ هذا الصبر والجلـد، وما حصل ابتلاء ما بعده ابتلاء، غربة وضرب واتهام في شرفكِ وزواج فاشل ونهايـة مأساوية، أعانكِ الله، والأجر إن شاء الله مدخر لكِ.

ما حدث قد حدث، لكن المشكلة أنك ما زلتِ تعيشين ماضيكِ، ولن تستطيعي تغيير ما أراده الله، ولئن استطاع رجل مريض بالشك، خداعَ أسرتكِ وخداعكِ -حتى بعدما قبلتِ الزواج منه- فلا تجعلي أفكاره وشكوكه المرضيّة تؤثر عليكِ بعد الطلاق، ما دمتِ واثقة أنكِ شريفة طاهرة، وما دامت طفلتكِ تشبهه بالعين، ولا حاجة لتحليل الحمض النووي (DNA) لإثبات أبوته.

 ثقي بالله الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، وتجاوزي الأفكار التي تزعجك، لأنّ واقعكِ النفسي مركب من كآبة شديدة ويأس ورفض لمأساة عانيت منها بشدة.

في جميع الأحوال، فإن الطفلة ابنتكِ، وإن كانت تشبه أباها وتذكركِ بكل سوء فعله، فإنها بريئة مثلكِ، وما زالت تستقي من ثدييكِ، مما يعني أن أمومتكِ أكبر مما وقع عليكِ، مهما كان مؤلمًا، ولا بأس بمراجعة العيادة النفسية، فالدواء الآمن لحالتكِ سيخفف من الأعراض، وستفيدك جلسات نفسية مع مختصة في استئناف حياتك مع طفلتك بطريقة أفضل.

صغيرة على الزواج!


عمري 16 عامًا، متزوجة من رجل يبلغ 22 عامًا، مضى على زواجي عشرة شهور، مشكلتي أني وزوجي غير متفاهمين، مع أنني أحبه كثيرًا، خلافاتنا كثيرة جدًّا، وغالبًا ما أكون أنا السبب ولو من غير قصد، ومع أنه يتفهم صغر سني، فقد هددني بالانفصال إذا استمرت الخلافات.

 أعاني من ضيق شديد في الصدر، ولا أعرف كيف أُرتب حياتي معه، خاصة أنه لا يلبي جميع طلباتي، وفي الوقت ذاته أخشى الطلاق، فماذا أفعل؟

ع.ن.

 

أختي أعذركِ لما أنتِ فيـه من قلق وتوتر، وما دام زوجكِ متفهمًا ومتقبلاً ما يصدر منكِ، وما دمت تعترفين أنّ الأسباب منكِ، وأنك تحبينه وتخشين الانفصال عنه، فحاولي إيقاف الحوار أو المناقشة في أي موضوع تعرفين أنه يوتره ويزعجه، وتنازلي عن بعض المتطلبات ما لم تكن من الأساسيات.

النصيحة الأهم..أنك في حاجة إلى اكتساب مهارة التعامل مع الزوج، خاصة أنكِ انتقلتِ من بيئة أسرتكِ التي كنتِ معتمدة عليها، إلى بيئة تفرض عليك القيام بمهام ومسؤوليات الزوجة، ولا تضعي أسوأ الاحتمالات(الطلاق)، بل أحسنها(دوام العشرة)، وتجاهلي الخوف من الانفصال، فقد يكون ما ذكره من باب تخويفك أو إسكاتكِ إذا احتدّ الحوار.

 أنتِ أدرى بوضعكِ وحالكِ مع زوجكِ، ومن الطبيعي أن تكون السنة الأولى فيها شيء من الشد والجذب، المهم أنّ المحبّة بينكما والمودة موجودة، ورأيي ألا تكوني حريصة على الحمل في الفترة الحالية، حتى تزول الأعراض النفسية التي ذكرت.

 

الاختصاصي سليمان القحطاني

حاصل على ماجستير في علم النفس العيادي

يعمل حالياً بوحدة الخدمات الإرشادية لمشاكل الطلاب في وزارة التربية في السعودية