فراق صديقتي يعذبني!

تأخر حملي وأخاف أن يتركني زوجي!


تزوجت منذ سنتين، ولم أحمل حتى الآن، بينما حملت كل قريباتي اللائي تزوجن معي، أو حتى بعدي، لم أعد أرغب في حضور المناسبات الاجتماعية؛ حتى لا أكون في وضع محرج عندما تتكلم النساء عن أنّ فلانة حملت وأخرى ولدت، حيثُ أشعر بخفقان شديد وما يشبه الدوخة، أصبحت شاردة الذهن من كثرة التفكير وعدم النوم مع صداع متكرر، مع هواجس ومخاوف.

الغريب أنّ الأطباء أجمعوا على أنني وزوجي حالتنا طبيعية من حيثُ القدرة على الإنجاب، وزوجي يلمِّح إلى ضرورة عرض الحالة على الطبيبة النفسية، وحتى هذه الخطوة أتخوف منها خشية أن تقلل الأدوية النفسية فرص الإنجاب لدي، كما أخاف من الإدمان، فماذا أفعل؟

نائلة

 

أختي السائلة ما تعيشينه هو الخوف من عدم الإنجاب، مما أدى إلى انشغالك وسيطرة هذه الفكرة عليك، وتداعياتهـا التي قد توصلك إلى استحالة الحمل، والأخطر هو الخوف من احتمال أن زوجك قد يتزوج عليك لعدم إنجابك، وهذا أمر طبيعي ومقبول في البيئة الاجتماعية التي تتحدث عن الحمل والولادة، وخاصة بين قريباتك، وما قد يتفوهن بـه بأن يكون هناك عقم أو مرض أو مبرر آخر، مع أنّ أطباء النساء والولادة أكدوا أنّ حالتك وزوجك طبيعيـة، وطبعًا للأطباء دور مهم في توضيح مثل تلك الحالات التي قد يتأخر فيهـا الإنجاب، وفي جميع الأحوال فتلك أقدار يهب الله فيها لمن يشاء ذكورًا، ويهب لمن يشاء إناثًا، ويجعل من يشاء من عقيمًا، وفي مثل تلك الحالات يكون القلق الشديد منعكسًا على حالتك النفسية، وعلاقاتك وصحتك الجسدية، وكما ذكر لك زوجك فإنّ بعض الأعراض التي تعانين منها تستدعي زيارة الطبيب النفسي لأخذ الدواء -إن كنت في حاجة إليه- بناء على تشخيص دقيق، ووفقًا للأعراض، وبجرعات مناسبة، ولتطمئني فإن الطبيب سوف يبدد لك مخاوفك، ولن يجبرك على أخذ الدواء إلا بعد أن يوضح لك كل تساؤل يشغلك، علمًا بأنّ نسبة الأدويــة التي يصرفهـا الأطباء وتسبب إدمانًا في حال أساء المريض استخدامها من نفسـه لا تمثل إلا «%5» بينما «%95» آمنــة، وكل مضادات القلق من الأدويـة لا تسبب إدمانًا، ولا تسبب خطرًا على الإنجاب، والمهم أن تتخلصي من الأعراض الواضحة لتعاودي حياتك الطبيعية، خاصة أنك في حاجة ماسة إلى مناقشة أفكارك المبالغ فيهـا تجاه عدم الحمل، فهي التي تسبب لك التوتر، وذلك عن طريق جلسات نفسية مع أخصائية ناجحة.

 

الاختصاصي سليمان القحطاني

حاصل على ماجستير في علم النفس العيادي

يعمل حالياً بوحدة الخدمات الإرشادية لمشاكل الطلاب في وزارة التربية في السعودية

 

 

فراق صديقتي يعذبني!



جمعتني صداقة مع زميلتي لمدة ثلاث سنوات، وكنا نتقاسم كل شئ، وبمجرد أن طرق الخاطب بابي، وتمت الخطبة شعرت بحزن شديد وبتأنيب الضمير؛ لأنني فقط سأفارق صديقتي، وكنت أتمنى لو تتم خطبتها في الفترة ذاتها حتى تنشغل بحياتها الجديدة مع شريك حياتها، فكيف أخفف عليها الصدمة؟

Keeley

 

تجيب على السؤال أيضًا الاستشارية ليندا بلير، وتقول: تخيلي نفسك في وضع صديقتك، وجاءها خاطب وتمت خطبتها قبلك، هل كنت تغضبين؟

أقدر مشاعرك النبيلة تجاه صديقتك الحميمة، وخوفك من أن تشعر بالوحدة بعد فراقك، أو أن تتعرض لصدمة نفسية حين تجد صديقتها الوحيدة تبتعد عنها وتستقل بحياتها الخاصة، ومن المحتمل أيضًا أن تشعر بالملل.

في الوقت ذاته يمكنك الحفاظ على صداقتك معها ولكن بطريقة أخرى، فكم يسعدها أن تتلقى منك بطاقات تهنئة في المناسبات، وأن تسمع عن أخبارك ومشاغلك في بيتك وشؤون أسرتك الجديدة، ولا مانع من تبادل الزيارات معها من وقت إلى آخر، وانتبهي إلى عدم جرح مشاعرها بكثرة الحديث عن خطيبك ـ أو زوجك لاحقًاـ.

 

كيف أتصرف مع والدتي؟

لا أحد من أخواتي يتصرف بإيجابية مع والدتي، والسبب أنها تكيل لنا السباب والشتائم، ولا تزال تتعامل معنا كأننا أطفال، مع أننا ندرس في الجامعة والثانوية، كما أنها تحاول فرض سيطرتها علينا، وإقناعنا برأيها وكأنها تحتكر الصواب، وبطبيعة الحال لا تعترف بخطئها، وبمرور الوقت توصلت إلى اقتناع بقطع علاقتي معها حتى لا تتطور الأمور بيننا إلى الأسوأ، وأخشى أن تؤثر هي على والدي فيقطع علاقته بي كرد فعل أو رد اعتبار لزوجته التي هي أمي، فماذا أفعل؟

Anna

 

تجيب على السؤال الاختصاصية النفسية ليندا بلير، حيثُ تقول: لا شك أنك ربما ترتاحين لبعض الوقت لو قطعت علاقتك بوالدتك، ولكن بعد فترة ستسوء الأمور أكثر، وستجلبين مزيدًا من التوتر في محيط العائلة.

الأفضل أن تناقشي الموضوع مع والدك، حتى لو كنت تظنين أنه يساير والدتك، كما أن قطع علاقتك بوالدتك سيجعل موقف والدك حرجًا، والأولى لك أن يكون دورك إيجابيًا في تحقيق التفاهم بين أفراد الأسرة ـ وأنت على رأسهم ـ وبين والدتك، بحيث تتجنبون كل التصرفات التي تثير غضبها، وفي الوقت ذاته تلفتون انتباهها إلى أنكم كبرتم وأصبحتم ناضجين، وأنكم أصبحتم مسؤولين عن تصرفاتكم، وبالتالي فعليها أن تغير من طريقتها في التعامل معكم، وأن تجعل الصداقة بديلة للسيطرة.

لا تنسي أيضًا أن فترة بقائك مع والدتك محدودة، فبعد سنتين أو ثلاث تتزوجين وترحلين إلى عش الزوجية، ولو قمت بمفاجأة سارة لوالدتك -ولو في شكل هدية أو استضافتها على العشاء في مطعم- فإنها حتمًا ستراجع نفسها، وتغير من طريقتها معك، ومع تقليل فترات الشجار لن تجد هي مبررًا لتأكيد هيمنتها عليك، وتذكيرك بأنها لا تزال مركز القوة والسيطرة في الأسرة.

 

الزواج تذكرة

ذهاب من دون إياب!

 

يذكر الفيلسوف بول سالومون في كتابه «أنا قادرة على أن أتغير» أننا نحصل على النتيجة التالية: الزوجان ليسا حصيلة جمع بين اثنين «1+1=2» ولا حصيلة دمج «1×1=1» بل إن الزوجين هما حصيلة حساب غريب«1+1=4» من حيثُ كونهما قطبين ذكريين وقطبين أنثويين، أي أنّ المسرح يزدحم بمن عليه في إطار فلسفة الحساب.

 وبعيدًا عن الفلسفة، فإننا نعلم أنه إذا عاش كل إنسان بحسب قوانينه الخاصة، فإن عليه أيضًا أن يعيش حسب قوانين الحياة المشتركة، ولكي تنجح هذه المعادلة على المدى الطويل، يجب على كل من الزوجين أن يسعى إلى تغيير نفسه عوضًا عن أن يرجو تغيُّر الآخر.

 

جلسة مع فيلم

 The Uninvited

 

كل أسبوع نختار لك فيلمًا يعالج حالات نفسية خاصة، وهذا الفيلم «زائرة من دون دعوة»  يصور الحالة النفسية لفتاة توفيت والدتها في حادث، فتنتابها صدمة نفسية عنيفة، وتتلقى معالجة في دار للرعاية النفسية، لتجد نفسها مطالبة -من قبل والدتها الفقيدة التي تزورها في الرؤى- بمواجهة المواقف الحياتية بعزيمة أقوى وإيجابية أكبر؛ لأن الحياة لن تتوقف بموت أحد.

يحكي الفيلم قصة «أنَّا» التي تعود إلى بيتها بعدما أمضت فترة في المستشفى النفسي لتجد والدها قد تزوج ثانية فور وفاة أمها، وبهدوء يقدم لها زوجته «راشيل»  والتي كانت تمرض الفقيدة قبل أن تموت في الحريق الذي شب في منزل الأسرة، ويبدو أن هناك سرًا وراء الحادث أو دوافع إجرامية، وأن زوجة الأب «راشيل» تنتحل أكثر من شخصية، وحين حاولت «أنا» وإخوتها مواجهة زوجة أبيهم بشكوكهم في تصرفاتها، اتهمت الأخيرة «أنا» بأنها لم تبرأ بعد من المرض النفسي، وأن والدها قد يودعها دار الرعاية النفسية مجددًا ما لم تلتزم الصمت، فكيف تتثبت «أنا» من شكوكها في زوجة أبيها؟ وما سر القلادة التي تشبه قلادة والدتها الراحلة، والتي تضعها راشيل دائما في عنقها؟