لم يأتِ فوز المملكة العربية السعودية بتنظيم معرض إكسبو 2030 في عاصمتها الرياض صدفةً، بل نتيجة تخطيطٍ محكمٍ، ورؤيةٍ طموحةٍ، تهدف إلى الوصول بالبلاد إلى أعلى المستويات، والإثبات للعالم أجمع أفضليتها في كل المجالات.
هذا الإنجاز العظيم أدخل الفرحة في قلوب كافة السعوديين والسعوديات، فتفاعلوا مع الحدث، وعبَّروا عن فخرهم ببلادهم، خاصةً في مواقع التواصل حيث خطُّوا المنشورات المبارِكة للوطن بالنجاح الكبير بحصول الرياض على 119 صوتاً في الاقتراع الإلكتروني السري للدول الأعضاء الـ 180 بالمكتب الدولي للمعارض.
"سيدتي" التقت عدداً من المواطنات من مناصب مختلفة، وسألتهن عن اختيار الرياض لتنظيم "إكسبو 2030"، ومشاعرهن عند إعلان فوز العاصمة السعودية بحق الاستضافة للمعرض الدولي.
أرض الإلهام وبوابة المستقبل
بدايةً، أبدت الدكتورة إيمان علي الظاهري، الأستاذ المشارك في قسم علوم الحاسب والذكاء الاصطناعي والوكيل في كلية علوم وهندسة الحاسب للبحث والابتكار بجامعة جدة، سعادتها بالحدث، وقالت: "نهنئ أنفسنا وقيادتنا الحكيمة باستضافة العالم في مملكتنا العظيمة، أرض الإلهام، وبوابة المستقبل في إكسبو الرياض 2030، الذي يأتي استضافته تتويجاً للدور الريادي للسعودية، والثقة الدولية في رؤيتها الطموحة". مضيفةً: "إكسبو أضخم معرضٍ في العالم، ويتمُّ تنظيمه كل خمسة أعوامٍ لمدة ستة أشهرٍ، وقد انطلق في لندن عام 1851، بينما جرت النسخة الأخيرة في دبي عام 2020".
وعن أهمية الحدث، ذكرت الدكتورة إيمان: "استضافة إكسبو تعني تطوير وإنشاء عددٍ كبيرٍ من المشروعات الضخمة في مختلف المجالات، كما أنها فرصةٌ لعرض أهم وآخر الإنجازات والابتكارات، والتعريف بالثقافات وتقنيات المستقبل، وبكل تأكيدٍ سنقدِّم تجربةً استثنائيةً بأعلى المعايير في الرياض، نتوِّج بها رحلة السعودية الطموحة".
طموح وهمة عالية
وهنَّأت الدكتورة زهراء حسن الصفار، قائد برنامج الاستدامة في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، بالإنجاز الدولي قائلةً: "أتقدَّم بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، حفظهما الله، والشعب السعودي والعربي والإسلامي بفوز المملكة العربية السعودية بحق استضافة معرض إكسبو 2030 في عاصمتها الرياض". مضيفةً: "بطموحنا الكبير، وهمّتنا العالية، أكدنا للعالم أن لا شيء مستحيلٌ علينا، فنحن نعيش في حقبةٍ زمنيةٍ حافلةٍ بالإنجازات، حقبةٍ من التغيير لغدٍ أفضل للجميع، للإنسانية، للأرض، وللسلام والخير".
وأوضحت الدكتورة زهراء، أن "السعودية التزمت، وتعهدت بمواقفَ حاسمةٍ وجريئةٍ, منها تخفيفُ حدة التغيير المناخي الذي يشهد العالم أجمع آثاره السلبية على حياة الملايين من الناس، إلى جانب الاستفادة من الموارد الطبيعية والتقنيات الحديثة, وكل هذا نحو تنميةٍ بشريةٍ, واقتصاديةٍ، وبيئيةٍ، لنشهد مع أبنائنا مستقبلاً مستداماً". لافتةً إلى أن "هذا الفوز يعدُّ تتويجاً لرؤيةٍ طموحةٍ، يقودها قائدٌ عظيمٌ جنباً إلى جنبٍ مع أبناء وبنات شعبه العظيم. وكما قال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز: نريد بلادنا دولةً قويةً مزدهرةً، تتسع للجميع. إن طموحنا أن نبني وطناً أكثر ازدهاراً، يجد فيه كل مواطنٍ ما يتمناه" مؤكدةً: "نحن في هذا الوطن، وجدنا أكثر مما تمنيناه".
همة جبال طويق
ورأت هوازن الزهراني، الكاتبة والباحثة في قضايا الطفل والمرأة، أن "فوز الرياض من الجولة الأولى للتصويت، يؤكد القوة العظمى للدولة السعودية، ومكانتها السياسية والاجتماعية والدينية العالية".
وعن مشاعرها بعد إعلان فوز الرياض باستضافة المعرض الدولي، قالت: "شعرنا بفخرٍ عظيمٍ نحن السعوديين حكومةً وشعباً بهذا الإنجاز. إنَّ همَّتنا دائماً وأبداً مثل جبل طويق، ونأخذ قوتنا من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمير محمد بن سلمان القائدُ العظيمُ الذي يلهم الشباب".
تقدم وتطور
الفنانة التشكيلية ريم الناصر عبَّرت عن مشاعرها بكلماتٍ بسيطةٍ، لكنها عميقة، إذ قالت: "كل الفخر بإنجازات بلدي، ومن تقدمٍ إلى تقدمٍ إن شاء الله، وألف مباركٍ لنا ولملكنا وقائدنا بهذا الحدث الكبير".
حقبه التغيير
كذلك أبدت الفنانة والإعلامية مريم الغامدي فخرها بالإنجاز الدولي، وقالت: "نعم كسبنا إكسبو 2030، لكنَّ العالم سيحظى أيضاً بمكاسب كثيرةٍ مبهرةٍ في رياضنا الحبيبة التي ستستضيف الحدث المهم، ومتأكدةٌ تماماً من أن شبابنا من الجنسين، الذين نعدُّهم الثروة البشرية لوطننا، سيكونون أبطالَ حقبة التغيير واستشراف المستقبل، وسيبدعون مهنياً وتقنياً خلال المعرض، فطموحنا في كل مناسبةٍ عنان السماء". مضيفةً: "أتى بها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وهتف بها وزير السياحة، نعم أتى بها راعي البيضا، حفظه الله، ورجاله المخلصون. حفظ الله وطننا وقادته وشعبه الأبي الوفي بكل خيرٍ وسلامٍ وأمنٍ وأمانٍ وعزٍّ ومجدٍ دائمين".
إكسبو الرياض استثناءٌ بلا جدال
وأكدت الدكتورة معصومة العبد الرضا، عضو مجلس إدارة جمعية البيئة الخضراء في الأحساء والمستشار الأسري، أن "السعودية تشهد نهضةً كبيرةً في كافة المجالات"، وقالت: "إيماناً منا بمسؤوليتنا الوطنية، نرفع التهاني والتبريكات إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بمناسبة فوز الرياض باستضافة معرض إكسبو 2030، وهذه نتيجةٌ منطقيةٌ لما تحمله الرؤية المباركة من طموحاتٍ، وما نعايشه من توجُّهاتٍ وخططٍ سليمةٍ ومحكمةٍ، تتوافق مع التطور المتنامي في مجتمعٍ، يتَّصف بالديناميكية والوعي في ظل توجيهات القيادة الرشيدة". مضيفةً: "السعودية اليوم صرحٌ عظيمٌ، ووجهةٌ مثاليةٌ لاستضافة أبرز المحافل العالمية، بل يمكن وصفها بالمنتدى الثقافي العالمي الذي يعبِّر عن غايات الوجود البشري".
وعن أهمية استضافة المعرض، ذكرت معصومة: "إقامة معرض إكسبو الدولي في الرياض استثناءٌ لا مثيل له، إذ إنَّه أكبر منصةٍ عالميةٍ لتقديم آخر الإنجازات والتطورات، والتسويق لها من أجل دفع عجلة التنمية الاقتصادية والتجارية والثقافية والعلمية. إنَّه بحقٍّ حدثٌ متفرِّدٌ على هذه الأرض المباركة".
وذكرت في ختام حديثها: "نحن اليوم، بهذه المناسبة العظيمة والفوز الاستثنائي، مدعوون للتأمُّل بعينٍ متفحِّصةٍ كل المنجزات التي شهدتها السعودية على مر العهود منذ تأسيسها على يد المغفور له الملك عبدالعزيز، مروراً بأبنائه الملوك، ووصولاً إلى هذا العهد الزاهر عهد الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان. لقد شهدت بلادنا تحوُّلاتٍ، حملت صفة الشمولية، وحصل المواطن والمواطنة على حدٍّ سواءٍ على كل الدعم والتمكين في كافة المجالات، ما أسهم في تحقيق نجاحاتٍ كبيرةٍ على الصعيدين الإقليمي والعالمي، وتحوُّل السعودية إلى مركزٍ ثقافي وحضاري. نعم إنها أرض الثقافة، وتستضيف الثقافة".
حدث عظيم
وباركت الدكتورة هبة جمال، الأستاذ المساعد في التسويق الإلكتروني بجامعة الأعمال والتكنولوجيا ومقدمة برنامج "كلام نواعم" و"سيدتي"، للوطن بالإنجاز الجديد، وقالت: "أجزم بأنه سيكون حدثاً عظيماً، وغير مسبوقٍ في التنسيق والتنظيم والفرص الاستثمارية والاستقطابات المثمرة، فهذه المعارض العالمية فرصةٌ لدفع النمو، وتعزيز النفوذ، كما تتيح نقل الصورة السياسية والاقتصادية والاجتماعية للبلاد للعالم كله".
وحول أهمية الاستضافة، ذكرت: "جاء فوز الرياض باستضافة إكسبو 2030 متميِّزاً، إذ تنافست مع مدينة بوسان الكورية الجنوبية، وروما الإيطالية، وهما مدينتان مهمتان على الخارطة العالمية، ونالت العاصمة السعودية حق تنظيم هذا الحدث الذي يقام كل خمسة أعوامٍ، ويجذب ملايين الزوار، إضافةً إلى استثماراتٍ بمليارات الدولارات، وللعلم أضاف المعرضُ الكثير للدول التي نظَّمته، خاصةً على مستوى الهندسة المعمارية، من ذلك بناءُ برج إيفل في باريس بمناسبة إقامته في العاصمة الفرنسية، ومَعْلَم أتوميوم في بروكسل البلجيكية، والإبرة الفضائية في سياتل الأمريكية".
وأوضحت الدكتورة هبة، أن "معرض إكسبو 2025 سيقام في مدينة أوساكا اليابانية، لكنَّ النسخة الأروع ستكون في الرياض عام 2030، إذ سيتضمَّن الحدث مجموعةً من الملفات المهمة لتحقيق موضوعه الرئيس، وهو حقبة التغيير: معاً نستشرف المستقبل، إضافةً إلى موضوعاته الفرعية، وهي غدٌ أفضل، والعمل المناخي، والازدهار للجميع، وتسخير الإمكانات كافة"، مشيرةً إلى نقطةٍ مهمةٍ، وهي أن السعودية، خصَّصت 353 مليون دولار لتقديم الدعم لأكثر من 100 دولةٍ ناميةٍ من أجل المشاركة في معرض الرياض إكسبو 2030، إلى جانب وعودٍ للقطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية بتقديم مزيدٍ من الدعم لها، لا سيما في الدول ذات الحاجة.
حدثٌ استثنائي
ووصفت أحلام المشهدي، الفنانة التشكيلية واختصاصية العلاج الفيزيائي في جامعة الإمام عبدالرحمن، الحدث بالاستثنائي والعظيم، وذكرت: "فوز الرياض باستضافة إكسبو 2030 حدثٌ عظيمٌ وإنجازٌ كبيرٌ، يسطَّر بأحرفٍ من ذهبٍ في تاريخ مملكتنا الحبيبة. هذا الفوز سيُحدث نقلةً نوعيةً، وسيسهم في تنشيط الحركة الاقتصادية والسياحية في البلاد، وتطوير وتدفق الاستثمارات إليها من كل أنحاء العالم، إلى جانب الاستفادة من التجارب والخبرات الدولية، وتبادل المنافع".
واختتمت حديثها بالقول: "نبارك لقيادتنا الرشيدة، وشعبنا العظيم بهذا الإنجاز، وكلنا فخرٌ بما تقدِّمه حكومتنا في سبيل الرقي والتقدم والازدهار في كل ربوع بلادنا".