حظيت الأسواق الشعبية بمنطقة نجران بتفاصيل مبهرة ومبهجة، تحكي عن الموروث الشعبي للأهالي في أزمان مضت، إذ يجد الناس في هذه الأسواق أنفسهم بالعودة إلى موروثهم وأصالتهم وعاداتهم القديمة، وتمنحهم الفرصة للعودة إلى الماضي لاستذكار كيف كان الأجداد يعيشون قديماً.
ويعود ذلك للصناعات الأصيلة المتجذرة والمنتجات التي كانوا يستخدمونها وما زال بعضها يستخدم حتى الوقت الحاضر في حياتهم اليومية، بل ويتفاخرون بتوريثها للأجيال الجديدة.
فعاليات أسواق نجران الشعبية
ووفقاً لما جاء في "واس"، فإن تلك الأسواق بمنطقة نجران تحتفظ حتى الوقت الحالي بطابعها التراثي وهويتها المنفردة على مر العصور، منذ أن كانت مقراً للقوافل التجارية قديماً مروراً بتطويرها، مع الاحتفاظ بهوية منطقة نجران التراثية المتأصلة، حتى أصبحت هذه الأسواق تشكل رافداً اقتصادياً مهماً للمواطنين والمواطنات الذين يعرضون صناعاتهم وبضائعهم فيها على مدار العام.
قصر الإمارة التاريخي
وتقع تلك الأسواق الشعبية في حي أبا السعود بجانب قصر الإمارة التاريخي، مما يعطيها قيمة تاريخية، وساعد على أن تكون هذه المنطقة التراثية عامل جذب للكثير من الزوّار من داخل وخارج المملكة، حيث الهوية التراثية التي تعكس طابع المنطقة القديم، رغم الحداثة والتطور الذي تشهده نجران في شتى المجالات.
سوق التمور
فيما يشهد سوق التمور الذي تعرض فيه مختلف الأصناف التي تشتهر بها المنطقة مثل البياض والخلاص والمواكيل والرطب، حراكاً اقتصادياً لافتاً في بيع وشراء حصاد إنتاج مزارع النخيل بالمنطقة.
كما تضم هذه الأسواق الشعبية، سوق القمح والبر النجراني بأنواعه السمراء والصمّاء والزراعي، وهي من منتجات مزارع نجران وتشهد إقبالاً كبيراً من المتسوقين نظراً للقيمة الغذائية العالية والمفيدة التي يكتنزها البر النجراني.
سوق الجنابي
ويأتي سوق الجنابي بكل ما يحمله من هوية ثقافية تراثية نابعة من تمسك أفراد المجتمع النجراني بهويتهم، إذ تعد صناعة الجنابي من الصناعات التقليدية القديمة في الجزيرة العربية، وكانت تستخدم قديماً للدفاع عن النفس، وأصبحت اليوم رمزاً للاعتزاز والأصالة، وتستخدم بصفتها جزءاً من الأزياء الشعبية لارتدائها في الاحتفالات والمناسبات الاجتماعية.
محال الحرف اليدوية والصناعات التقليدية
وتنتشر في ركن آخر في جنبات السوق الشعبي محال الحرف اليدوية والصناعات التقليدية مثل صناعة الفخار الذي تنتج منه العديد من الأدوات التقليدية القديمة، كالمدهن والبرمة والزير والجرة والتنور والمداخن وغيرها من الأدوات التي يحرص المتسوقون على اقتنائها لاستخدامها في الكثير من الاستخدامات.
الصناعات الجلدية
كما تبرز أيضاً في هذه الأسواق الشعبية الصناعات الجلدية التي لا تزال قائمة، وتستخدم خلال الوقت الحاضر مثل "الميزب" وهو أداة لحمل الطفل الرضيع، و"المسبت" وهو حزام من الجلد يحيط بالخصر، و"الزمالة" وهي حاوية كبيرة لحفظ الأشياء الخاصة، و"المشراب" وهو وعاء من الجلد لحفظ الماء.
وتضم تلك المحال أيضًا، محال للملبوسات التراثية القديمة التي يحرص أهالي المنطقة على ارتدائها في مناسبات الأعياد وحفلات الأعراس.
سوق النساء أقدم الأسواق بالمنطقة
وفي زاوية أخرى، تضم الأسواق الشعبية كذلك سوق النساء، وهو سوق قديم جداً يقع بجوار قصر الإمارة التاريخي، كأحد أقدم الأسواق بالمنطقة، وبمجرد أن تشم رائحة البخور، فهذا يعني أنك مقبل على سوق النساء، وتعرض فيه بضائع أغلبها نسائية كالمصوغات والملبوسات وأدوات الزينة والبخور وغيرها.
يمكنك أيضًا قراءة: انطلاق مهرجان "صيفنا هائل 2023" بـنجران
يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على تويتر