وثق رواد مواقع التواصل الاجتماعي حادثة فريدة من نوعها لظهور صواعق تخرج من أسفل الغيوم بلونها البنفسجي الذي يميل للحمرة، بدت وكأنها أشعة ليزر تخترق الفضاء، وبدوره حرص الدكتور عبدالله المسند، أستاذ المناخ بجامعة القصيم، نائب رئيس جمعية الطقس والمناخ السعودية على أن يوضح سبب حدوث تلك الظاهرة الجوية وسبب ظهور الصواعق بهذا اللون والتي أشار إلى اسمها "العفاريت الحمراء".
وأشار خلال تعليقه عبر حسابه الرسمي على منصة التواصل الاجتماعي "إكس" أن تلك الظاهرة نادرة الحدوث وعادة ما يصعب مشاهدتها، وأوضح أنها بمثابة بروق علوية باردة تحدث فوق العواصف الرعدية شديدة التأثير، ويطلق عليها أكثر من مصطلح الأول المعروف باسم "العفاريت الحمراء - Red Sprite" والثاني "برق القناديل - Jellyfish lightning".
العفاريت الحمراء ظاهرة جوية نادرة
وتابع المسند عبر حسابه الرسمي على إكس واصفا الظاهرة الجوية التي تم رصدها من قبل طيار على متن رحلة جوية بطائرة إيرباص، مشيرا إلى أنها عبارة عن تفريغ كهربائي يتخذ في هيئته أشكالا مختلفة وعجيبة عند الظهور في السماء، تشبه في سطوعها توهج مصباح الإضاءة الفلوريسنت "بدون حرارة".
وعادةً ما تظهر تلك الصواعق الغريبة في عدة ألوان ما بين الأحمر والبرتقالي والأخضر والأزرق، وقد تم رصدها لأول مرة عام 1989، وتتكون على ارتفاعات تتراوح ما بين 50 لـ90 كم فوق سطح الأرض، وتحدث عملية التشكل داخل طبقة الأيونوسفير التي يظهر فيها الشفق القطبي.
ما هي ظاهرة العفاريت الحمراء؟
وفقا لما ذكر في موقع earth.com، فإن العفاريت الحمراء هي ظاهرة تعرف أيضا باسم الجنيات الحمراء، وتظهر في البداية على شكل ومضات حمراء من الضوء تتشكل فوق العواصف الرعدية، واستطاعت العفاريت الحمراء منذ ظهورها الأول أواخر القرن العشرين في لفت انتباه اعلماء لمراقبة السماء وكشف المزيد من الأسرار حول طبيعتها المذهلة.
وفي سبتمبر 2023 التقط أندرياس موجينسن، رائد الفضاء في وكالة الفضاء الأوروبية، خلال تجربة Thor-Davis، صورة لجنية حمراء تشكلت فوق سحابة رعدية، وعادةً ما يسبق الرعد ظهور تلك الجنيات الحمراء، الطريف في الأمر أن هذا النوع من الظواهر الجوية فتح المجال أمام أبحاث الغلاف الجوي.
الجدير بالذكر أن العواصف الرعدية تلعب دورا محوريا في ظهور العفاريت الحمراء، أما سبب ظهورها أحيانا باللون الأحمر وأحيانا أخرى بالأزرق أو البرتقالي هو نتيجة لإثارة جزيئات النيتروجين في الغلاف الجوي بسبب التفريغ الكهربائي.
يكمن التحدي في رصد تلك الظاهرة كونها يصعب التنبؤ بها كما أنها سريعا ما تتشكل وتختفي نظرا لقصر عمرها، وبوصفها في النهاية فإنها شكل من أشكال البرق في الغلاف الجوي العلوي يعتقد العلماء أنها ذو تأثير إيجابي في فهم التوازن الكهربائي للأرض ويمكن أن تؤثر على العمليات الكيميائية الجوية.
تابعي أيضا الوقت سيتوقف في عام 2029.. العلماء يفسرون
يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على تويتر