تواجه أجزاء كبيرة من العالم موجة حر خطيرة خلال الفترة الجارية، مع مستوياتٍ غير مسبوقةٍ من ارتفاع درجات الحرارة القياسية، بما في ذلك دولة مالي التي توفي فيها 102 مريضاً بسبب مضاعفات مرتبطة بالحرارة، خلال 4 أيام فقط في شهر أبريل الماضي.
وأدى ارتفاع درجات الحرارة إلى انفجار مستودع للذخيرة في كمبوديا، وغيرها من الحوادث الأخرى، في العديد من دول العالم.
وفي الولايات المتحدة توفي عدد من المهاجرين أثناء محاولتهم العبور إلى البلاد في جنوب شرقي نيو مكسيكو، ما دفع دورية الحدود الأمريكية إلى إصدار تحذير، بأن البيئة الصحراوية قاسية للغاية خلال أشهر الصيف.
ارتفاع درجات الحرارة تهدد الحياة
وفي هذا السياق، نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، تحليلاً لارتفاع درجات الحرارة في العالم، مشيرة إلى أنها "خطيرة وتهدد الحياة".
وقالت الصحيفة إنه بحلول نهاية شهر مايو، عانى أكثر من 1.5 مليار شخص، أي ما يقرب من خُمس سكان الكوكب، في يوم واحد على الأقل، من ارتفاع مؤشر الحرارة إلى أكثر من 103 درجة فهرنهايت، أي 39.4 درجة مئوية، وهي النسبة التي تعتبرها خدمة الأرصاد الجوية الأمريكية مهددة للحياة.
وصلت درجات الحرارة إلى معدلات قياسية في مناطق غرب الولايات المتحدة، إذ أرسلت تحذيرات لأكثر من 16 مليون شخص في 5 ولايات أمريكية حول تأثير ارتفاع درجات الحرارة.
موجة حارة مرهقة في أوروبا
وأشار موقع "طقس العرب"، إلى تأثر القارة الأوروبية بموجة حارة ستشمل دول اضافية الفترة المقبلة قد تصل بها درجات الحرارة إلى مستويات أربعينية في مناطق اوروبية في ظل أجواء صيفية شديدة الحرارة.
وقال المُختصون الجويون في المركز أن دول واسعة من القارة الأوروبية الفترة المقبلة ستكون على على موعد مع موجة حارة مُرهقة، وبخاصة جنوب شرق القارة الأوروبية ناتجة عن اندفاع كُتلة هوائية حارة من الصحراء الكُبرى الأفريقية تتسبب بالموجة الحارة التي ستجلب أجواء مُرهقة وحارة للغاية.
وتشمل الموجة الحارة الدول الاسكندنافية وتركيا بحيث تسجل درجات حرارة عُظمى تصل لقرابة الـ40 مئوية وقد تتخطى ذلك في بعض المناطق في ظل أجواء شديدة الحرارة تهيمن على أجواء القارة الأوروبية.
أما عن بقية دول جنوب القارة فتوقع "طقس العرب" أن تتأثر بالكُتلة الهوائية الحارة لكن مع يومي الخميس والجمعة والتي تشمل إيطاليا وفرنسا والبرتغال وسطَ أجواء حارة عموماً مع توقعات بتسجيل درجات حرارة قد تصل لمُنتصف الثلاثينات مئوية في العاصمة مدريد وبعض المناطق المُنخفضة.
تأثير الأجواء الحارة على الإنسان
أفادت "واشنطن بوست"، إن الإنسان عند تعرضه لمؤشر حرارة يبلغ 103 فهرنهايت، أي 39.5 درجة مئوية، من المحتمل أن يعاني الشخص السليم من تشنجات حرارية وإرهاق، ويمكن أن يسبب التعرض لفترة طويلة لضربة شمس، وفقاً لهيئة الأرصاد الجوية الأمريكية.
وقالت كريستي إيبي، عالمة الأوبئة في مركز الصحة والبيئة العالمية بجامعة واشنطن، إنّ "القلب لا يحب أن يصبح أكثر دفئاً"، مُضيفة أن حوالي نصف الوفيات المرتبطة بالحرارة ناتجة عن مشكلات في القلب والأوعية الدموية، ويمكن أن تسبب أمراض الحرارة أيضاً تشنجات عضلية ودوخة وقيء وصداع وارتباك وإغماء وفقدان الوعي.
وأوضحت إيبي: "لا يدرك الناس عادةً أنهم يواجهون مشكلات مع لحرارة إلا بعد أن يواجهوا بالفعل هذه المشكلات، ترى الناس يقومون بأنشطة حيث يكون الجو حاراً، وفجأة ينهار أحدهم".
تابعوا المزيد: خبراء الأرصاد: سيتخطى العالم حد الاحترار لأول مرة في 2024
العام الأكثر سخونة
ويتوقع العلماء أن يكون العام الأكثر سخونة في التاريخ، في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، لم يصل الصيف بعد، حيث سيحطم ارتفاع درجات الحرارة الرقم القياسي المسجل العام الماضي، وقد ربط الباحثون ارتفاع درجات الحرارة بنمط ظاهرة النينيو المناخي، وعقود من انبعاثات الغازات الدفيئة مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان.
يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على منصة إكس