شهدت دار سوذبيز في نيويورك، الأربعاء 20 نوفمبر، بيع قطعة فنية تُعرف باسم "كوميديان" للفنان الإيطالي ماوريتسيو كاتيلان بمبلغ 6.2 ملايين دولار، بما في ذلك الرسوم، بعد 6 دقائق من المزايدة الشرسة، وتعد هذه الموزة المثبتة على الحائط باستخدام شريط لاصق، والتي يتم تغييرها بانتظام بناء على تعليمات الفنان، هي واحدة من أكثر القطع الفنية إثارة للجدل في العالم الفني المعاصر.
المشتري الجديد
وتعتبر هذه الصفقة واحدة من أغرب وأبرز صفقات المزادات الفنية، حيث أكدت دار المزادات أن المشتري هو جوستين صن رائد الأعمال المعروف في مجال العملات الرقمية ومؤسس شبكة "ترون".
ويعرف صن بمشاركاته الجريئة والمثيرة للجدل في عالم الأعمال والفن، إذ سبق أن شارك في مزادات لشراء قطع فنية وعشاء خيري مع وارن بافيت.
وأعلن صن أن شراءه لهذه الموزة هو جزء من دعمه للفن الحديث، كما أنه يخطط لتناول الموزة كجزء من "تجربة فنية"، وهو ما يعيد للأذهان حادثة قيام أحد زوار معرض آرت بازل في 2019 بتناول موزة مماثلة، ما أثار حينها موجة من التعليقات الساخرة.
والعمل هو واحد من 3 إصدارات وقد عرض لأول مرة في عام 2019 في ميامي بيتش فلوريدا. وتسبب على الفور في ضجة. وقد بيعت جميع الأعمال الثلاثة بمبلغ 120 الى 150 ألف دولار تم التبرع بأحدها لاحقاً لمتحف جوجنهايم.
وعلى الرغم من السعر المرتفع في مزاد أمس فإنه لم يتجاوز الرقم القياسي للمزاد لعمل كاتيلان، الذي سجل في عام 2016 في دار كريستيز بنيويورك لمنحوتة لأدولف هتلر راكعاً، والتي بيعت مقابل 17.2 مليون دولار.
تابعوا المزيد: الغلاف الأصلي لكتاب "هاري بوتر" يحطم الأرقام القياسية مبيعاً
جنون السوق
يرى بعضهم أن هذه الصفقة تعكس جنون السوق الفني الذي يبالغ أحياناً في تقدير الأعمال، بينما يعتبرها آخرون رسالة قوية عن بساطة الأشياء اليومية وإمكانية تحويلها إلى فن.
بينما أشار النقاد إلى أن العمل "كوميديان" ليس مجرد موزة، بل إنه رمز ساخر يظهر كيف يمكن للفن أن يتحدى المفاهيم التقليدية ويدفع الحدود.
ومن جانبه، صرّح كاتيلان، الفنان الذي يقف خلف العمل، بأن "العمل يختبر العلاقة بين الفن والجمهور".
ويبقى "كوميديان" نموذجاً يبرز كيف يمكن للفن أن يتحول إلى ظاهرة اجتماعية وثقافية، تتجاوز حدود القاعات الفنية لتصل إلى عناوين الأخبار العالمية.
يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على منصة إكس