لفترة طويلة من الزمن أثار لغز الصخور المتحركة في وادي الموت بولاية كالفورنيا الأمريكية اهتمام الباحثين، حيث يبدو أن تلك الصخور تتحرك من تلقاء نفسها، عبر مسافات تصل إلى مئات الأمتار.
وبحسب العلماء، فإن هذه الظاهرة تعد من الظواهر النادرة، فمع مرور الوقت، تركت "صخور الإبحار" أو "الصخور المتحركة" في "راستراك بلايا"، وهو بُحيرة جافة في وادي الموت، آثارا طويلة خلفها، بعض الصخور تزن بضع مئات من الغرامات، والبعض الآخر يزيد وزنها عن 300 كيلوغرام!
اكتشاف سر صخور وادي الموت
ووفقاً لما ذكر موقع "geo" الفرنسي، فإن لغز الصخور المتحركة وادي الموت بكالفورنيا كان كابوسًا للجيولوجيين، إذ استغرق هذا الأمر ستة عقود حتى يكتشف العلماء أخيرًا سر هذه الصخور الكبيرة.
ولاكتشاف هذا السر، وضع العلماء في عام 2011، أجهزة استشعار GPS على خمسة عشر منها، وبعد عامين، تمكنوا من حل اللغز! حيث تكونت بركة مياه بعمق سبعة سنتيمترات على الأرض الرملية، ثم تجمدت خلال الليل.
وبدأت الصخور في اليوم التالي تتحرك، وبعضها تحرك لبضع ثوانٍ هنا وهناك، وبعضها استمر لمدة ربع ساعة، وبسرعة تراوحت بين مترين وستة أمتار في الدقيقة.
وأبان العلماء، أنه تحت تأثير البرودة، كانت المياه على الأرض قد شكلت طبقة من الجليد المؤقت، وعند ذوبان الجليد، تصدعت تلك الطبقة، مكونة ألواحا بدأت بالانزلاق تحت تأثير الرياح، مما أدى إلى تحريك تلك الصخور معها، وهكذا تم حل اللغز أخيرًا.
عن وادي الموت
يقع وادي الموت الذي يعد واحداً من أكثر الأماكن قساوةً في العالم في الجنوب الغربي من الولايات المتحدة، وعلى حدود ولايتَيْ كاليفورنيا ونيفادا.
ويعرف هذا الوادي بأنه عبارة عن حوض في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، ويقع على مسافة 86م تحت سطح البحر، ويعاني شدة الجفاف على مدار العام، وتشير موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية إلى أن أعلى درجة حرارة على وجه الأرض سُجلت فيه.
ما قصته؟
وترجع تسمية هذه الصحراء القاحلة بـ "وادي الموت"، وفق ما نشرت إدارة المتنزهات الوطنية الأمريكية، إلى قصة حدثت قبل مئات السنين، عندما تاه عدد من المسافرين في الوادي لمدة عام كامل، بين 1849م و1850م، وتوفي أحدهم قبل أن يجدوا لهم مخرجًا من الوادي، وكان آخر ما نطق به هذا الرجل قبل وفاته الكلمات التالية: "وداعًا.. وادي الموت"، فسمي الوادي بهذا الاسم.
ولم يكن هذا الرجل هو الوحيد الذي توفي بفعل الظروف القاسية داخل هذا الوادي، فقد ذكرت العديد من التقارير، أن 41 شخصًا لقوا حتفهم داخل وادي الموت أيضًا في آخر عشر سنوات، وتحديدًا بين عامَيْ 2010-2020، كان الطقس سببًا لوفاة سبعة منهم.
متنزه لعشاق المغامرات والاستكشاف
وادي الموت يصنف بكونه أحد المتنزهات الطبيعية، ويقصده عشاق المغامرات والاستكشاف من مختلف أنحاء العالم، ويوجد به بعض مسارات المشي لمسافات طويلة.
ويقدر عدد زواره سنويًا بأكثر من 770.000 زائر، ولا يخلو الوادي من الينابيع الساخنة به، وأيضًا تلك الكثبان الرملية والمسطحات الملحية والأودية وقمم الجبال العالية، كما أنه يمنح زائريه تجربة خاصة لمشاهدة النجوم.
وحاليًا تنتشر الكثير من المخيمات المعدة لاستقبال الزوار في وادي الموت مع وجود المرشدين السياحيين في المنطقة؛ وذلك بهدف جعل الزائر يعيش تجربة لا تُنسى في هذا الوادي المرعب.
يمكنك أيضًا قراءة: طريق ساحل المحيط الهادئ.. تعرف على أشهر رحلة برية في كاليفورنيا
يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على منصة اكس