مُذَنب نادر يزين السماء لأول مرة منذ 160 ألف عام.. كيف يمكن رصده؟

مذنب أطلس
مذنب أطلس يزين السماء لأول مرة بعد 160 ألف عام - الصورة من حساب مركز الفلك الدولي على إكس

تشهد السماء في جميع أنحاء العالم خلال الأيام المقبلة ظاهرة فلكية نادرة تتمثل في ظهور مذنب لامع لا يزور النظام الشمسي إلا مرة واحدة كل 160 ألف عام.

ومن المتوقع أن يكون هذا المذنب أحد أكثر المذنبات سطوعًا خلال العام 2025، مما يجعله مشهدًا فريدًا يستحق المتابعة، إذ يمكن مشاهدة المذنب بالعين المجردة خلال الأيام القليلة المقبلة بعد غروب الشمس..

مذنب أطلس C/2024 G3

وبحسب وكالة "ناسا"، فيمكن رؤية مذنب أطلس C/2024 G3 اللامع في السماء، حيث سيظل ساطعًا بما يكفي لرؤيته بالعين المجردة.

وأشارت الوكالة في الوقت ذاته، إلى إن السطوع المستقبلي للمذنب من الصعب للغاية التنبؤ به، لافتًة، إلى أن المذنب كان يوم الاثنين الموافق 13 يناير 2025 في الحضيض الشمسي، وهي النقطة التي يكون فيها أقرب إلى الشمس، مما يؤثر على مدى سطوعه، وبحسب الخبراء، فيمكن رؤيته اعتبارًا من ليلة الاثنين.

كما يعتقد الخبراء أن المذنب، الذي يمكن أن يلمع مثل كوكب الزهرة، قد يكون من الأفضل رؤيته من نصف الكرة الجنوبي.

وكان قد تم رصد مذنب أطلس C/2024 G3 العام الماضي بواسطة نظام الإنذار الأخير لتأثيرات الكويكبات الأرضية التابع لوكالة "ناسا".

يحيط بالشمس

من جانبه، أفاد الدكتور شيام بالاجي، الباحث في فيزياء الجسيمات الفلكية وعلم الكونيات في جامعة كينجز كوليدج في لندن، إن الحسابات المدارية الحالية تشير إلى أن المذنب سيمر على بعد حوالي 8.3 مليون ميل من الشمس، مما يصنفه على أنه مذنب "يحيط بالشمس".

يحدث مرة واحدة كل 160 ألف عام

بدورها، وصفت الجامعة ذاتها المذنب النادر بأنه حدث يحدث مرة واحدة كل 160 ألف عام، مما يجعله من أبرز الظواهر الفلكية التي ستحدث في عام 2025.

وأضاف الدكتور بلاجي، إن فرص اكتشاف المذنب قد تحدث في الأيام المحيطة بالحضيض الشمسي، اعتمادًا على الظروف المحلية وسلوك المذنب.

وتابع قائلاً: "كما هو الحال مع جميع المذنبات، لا يمكن التنبؤ برؤيتها وسطوعها".

ولفت الباحث في فيزياء الجسيمات الفلكية وعلم الكونيات في جامعة كينجز كوليدج في لندن، إلى إن الأشخاص الذين يعيشون في نصف الكرة الجنوبي سيمكنهم رصد المذنب بشكل أفضل، ويجب عليهم النظر نحو الأفق الشرقي قبل شروق الشمس، وبعد الحضيض الشمسي، تجربة الأفق الغربي بعد غروب الشمس.

وبالنسبة لنصف الكرة الشمال، بما في ذلك المملكة المتحدة فقد تكون المشاهدة صعبة بالنسبة لنسبية المذنب للشمس.

وعلى الرغم من أنه من المتوقع أن يكون مذنب أطلس C/2024 G3 ساطعًا جدًا، إلا أن التنبؤات بشأن سطوع المذنب غير مؤكدة بشكل ملحوظ، إذ ينتهي الكثير منها إلى خفوت أكثر مما كان متوقعًا في البداية.

صورة للمذنب التقطت يوم أمس الثلاثاء في وضح النهار باستخدام تلسكوب قطره 4 إنش - الصورة من حساب مركز الفلك الدولي على إكس

كيفية رصد المذنب؟

ويمكن للأشخاص الراغبين في اكتشاف المذنب النادر العثور على موقع بعيد عن التلوث الضوئي واستخدام منظار أو تلسكوب صغير.

كما يمكن متابعة المذنب عبر الإنترنت بفضل المرصد الشمسي والهيليوسفيري (SOHO)، مما يتيح لعشاق الظواهر الفلكية النادرة حول العالم فرصة متابعة هذا الحدث الاستثنائي.

وفي حال نجا المذنب من حرارة الحضيض، من المتوقع أن يواصل رحلته ليصبح مرئيًا لسكان نصف الكرة الجنوبي بعد غروب الشمس في الأيام القادمة.

ما هو المذنب أطلس C/2024 G3

المذنب أطلس C/2024 G3، هو بقايا متجمدة من تكوين النظام الشمسي، ويتكون من مزيج من الجليد والغبار والصخور، ومع اقترابه من الشمس، يبدأ هذا المذنب في التسخين والذوبان، مطلقًا غازات وجسيمات تشكل ذيلًا مضيئًا يمتد لملايين الأميال، مما يخلق المشهد السماوي الرائع الذي يمكن رؤيته بالعين المجردة أو عبر التلسكوبات.

اطلعي على: رصد المذنب تسوشينشان-أطلس C/2023 A3 في سماء سلطنة عُمان

يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على منصة اكس