تواجد الكاتب الدكتور خالد غطاس مؤخراً في الرياض لتوقيع كتابه "ليس هذا ما كتبت" وذلك ضمن فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب، وشهد الحفل حالة جماهيرية عالية، حيث تجمع العشرات من متابعي ومتابعات الكاتب بالقرب من منصة التوقيع للقاء كاتبهم المحبوب ذي الشعبية العالية على مواقع التواصل الاجتماعي.
تفاعل كبير
"سيدتي" التقت بالدكتور خالد غطاس للحديث عن الكتاب ومواضيع متنوعة أخرى، وعبر الدكتور في بداية حديثه عن سعادته بالحشد الكبير الذي استقبله في معرض الكتاب وقال: "الحمد لله رب العالمين، هؤلاء أهلي وناسي والرياض مدينتي وأنا أقيم فيها منذ عام 2013 وهذا الاستقبال والتفاعل كان رائعاً، وأتقدم بالشكر لكل من حضر وأعتذر منهم على طول الانتظار لكننا حاولنا تمديد المدة قدر الإمكان حتى يكون الجميع راضياً وكان كل هذا رائعاً حقاً، بفضل رب العالمين وبفضل الأهل والأصدقاء في الرياض، التي هي جزء من تكويني."
وتحدث غطاس عن الكتاب قائلاً: "هذا الكتاب يشبه من حيث الشكل كتاب "وكان النفاق جميلاً"، وهو عبارة عن قصص قصيرة قدمت بطريقة سرد مبسطة وسهلة وتتعاطى أموراً اجتماعية خاصة بحياتنا، وكيف نعيشها، بأسلوب لطيف ومخفف، وهو لا يشبه كثيراً كتب اليوم، التي تقوم على توجيه القارئ لفعل هذا او ذاك، بل هو أشبه بدعوة لقراءة الروايات، حتى لو كانت قصيرة وأن نستعيد اهتمامنا بالقراءة وهذا ما يميزه بين الكتب الأخرى."
للمرأة حصة الأسد
وعن مدى تواجد المرأة في كتاباته أشار الدكتور إلى أن الكتاب الجديد يتحدث في أول قصة منه والتي تحمل اسم الكتاب "ليس هذا ما كتبت"، وتأخذ حصة الأسد أي الجزء الكبير، هي قصة عن امرأة، وهي قصة ملفتة وتم تقديمها بطريقة جديدة، لذا فالحيز الذي تشغله في كتاباتي كبير جداً."
وسألنا الكاتب عن أحد الفيديوهات الذي حقق أصداء وتفاعلاً كبيراً عبر السوشيال ميديا، وهو فيديو يتحدث عن خسارة الرجل لمشاعر المرأة ورداً على سؤالنا عن كيفية تجنب الرجل لذلك، قال غطاس مازحاً: "لو كنت أعرف الإجابة لكنت طرحتها خلال الفيديو، لكن هذا الفيديو يهدف لملامسة انتباه الرجل، وعدم وصوله إلى المرحلة التي يشعر فيها بالندم، لأن إحساس المرأة شيء ثمين جداً، وهو العنصر الداعم في الحياة والذي يمنحها طعماً آخر، لكن البعض يأخذه كأمر عادي ومفروغ منه، وهذا لا ينطبق فقط على المرأة ولكن في الإجمال إذا كانت لدينا نعمة كهذه، أي شخص يحبنا، ويدعمنا ويكون موجوداً في حياتنا، لا بد وأن نحافظ عليها، وأن ننتبه لئلا نخسرها لأن خسارتها ممكنة، فلا يظن أحد أن خسارة شخص ما مستحيلة."
الملل ليس سلبياً دائماً
وعن حديثه عن الملل ضمن الكتاب، قال الدكتور غطاس: "اسمحوا لي هنا أن أوضح أمراً، أنا أتحدث عن الملل بجانبه الإيجابي، وليس السلبي، فأنا أرى أن مجتمعنا يعتمد أسلوب الهروب من كل ما يعتقد مخطئاً أنه يؤلمه ومن ضمنها الملل، أنا أقول أن الملل شيء إيجابي وعلينا أن نتمتع بطول البال لكي نستطيع أن ننجز، ولا يمكن أن ننجز إذا لم نمر بمرحلة من الملل، حتى العلاقات لا بد وأن تمر بفترات صعبة تجعلها أقوى وأكثر نجاحاً، وأنا عندما ذكرت الملل فكنت أقصد بها العكس تماماً، أي لماذا نحن خائفون من الملل إلى هذه الدرجة؟ وطبعاً أنا لا أقصد هنا أنه علينا أن نمل، لكن لا أحبذ هذا الهروب الغريب، والذي بات يدفعنا لملء الفراغ بأمور غير مجزية وغير فعالة.".
وأضاف: "إذا كنا نريد القيام بأي عمل بشكل ناجح، كهذا الجهد الذي يبذل هنا في المملكة ما شاء الله، فلا بد أن تكون عندنا القدرة على التحمل، وطول البال، حتى نحقق كل ما نريده على مختلف الأصعدة، سواء كان في الحياة الفردية أو في العلاقات أو العمل، او غير ذلك، ولذلك أقول إن الملل لا يأخذ دوماً المنحى السلبي."
لا تدمنوا أخطاءكم
أما حديثه في الكتاب عن إدمان الأخطاء فوضحه الدكتور غطاس قائلاً: "الإنسان ليس فقط يدمن أخطاءه، وإنما الخطورة تكمن في أنه يعتاد التعريف عن نفسه من خلال قصة واحدة قد تكون خاطئة، فتصبح هويته مرتبطة بأزمة ما في حياته، كالمرأة المطلقة مثلاً التي تعتبرها أزمة حياتها، أو الغني الذي يخسر ثروته ويصبح فقيراً او الشخص الذي يفقد أشخاصاً يحبهم، تصبح هذه أزمة حياته وهذا ليس أمراً سليماً، فهذا النوع من الجروح لا يجب أن يعرف عن الانسان، فالإنسان أوسع من ذلك بكثير، هذه المشاكل هي أجزاء من الحياة، ولا يجب أن تكون هوية الفرد مرتبطة بهذه المشاكل، وحتى يستطيع التعاطي مع الحياة عليه أن يتحلى بالإيجابية."
وتابع قائلاً: "هناك قصة ضمن الكتاب اسمها حوار مع طريق، تتحدث عن العالقون في مكان ما وهي بمثابة تنبيه بسيط أنه ليس هناك من قصة واحدة تعرف البشر أو تعرف من نحن، هي أجزاء منا.
الانفتاح على الخيارات
مسيرة الدكتور خالد غطاس شهدت تحولات كثيرة، وصفها بأنها مسار نحو الإنسان، وقال: "درست بداية الكيمياء التحليلية ثم أردت تخصصاً أقرب للإنسان فدرست الكيمياء العضوية ، ثم أردت أن أقترب أكثر فدرست علم الأحياء ثم درست سرطان الثدي، بعدها اتجهت نحو اختصاص إدارة الأعمال، ثم درست السلوك الإنساني وهو يقوم على فهم سلوكيات الناس، وبهذه الطريقة أتمكن من فهم البشر قدر المستطاع وكما قلت سابقاً ليس هناك ما يعرف الإنسان بشكل كلي، فيمكن للمرء ان يبدع، وطبعاً لا أقول هنا إنني مبدع، ولكن يمكن للإنسان أن يكون منفتحاً على خيارات عدة، فهذا يمنحه توسعاً في الأفكار والمعلومات، ولا يجب أن نكون بحالة واحدة مدى الحياة، ليس هناك من داع لذلك."
ووجه الدكتور خالد في نهاية حديثه رسالة بمناسبة حلول شهر أكتوبر، شهر التوعية حول سرطان الثدي، مشيراً إلى ضرورة الفحص للكشف المبكر، قائلاً: "أنا لا أتحدث كثيراً عن هذا الأمر، لكنني أقول أن كل شيء سلبي يمكن تجنبه أو مواجهته مبكراً فهذا يكون أفضل."
اقرؤوا المزيد حول اللقاءات الحصرية ضمن معرض الكتاب ومنها:
الأمير سلطان بن سلمان في تصريح حصري لسيدتي: الملك سلمان رجل أدب وثقافة
