الرواية فن أدبي نثري ثري، تُكتب بأسلوب سردي تشويقي، تمتاز بأنها أكثر الأجناس الأدبية طولاً، وأحداثاً، وزخماً، وحجماً، وتفصيلاً. تتنوع حوادثها وأحداثها، وتتعدد شخصياتها وشخوصها، تخوض بشذراتها في غياهب الأزمنة وفضاءات الأمكنة، فتكشف جنبات الماضي، وتخترق حجب المستقبل وتسترق آنية الحاضر بسردها وصياغتها وتعدد شخصياتها. والرواية غالباً ما تبدأ من فكرة ملهمة لتجذب القارئ فيغوص في عالمها، ويتيه بين جنباتها ويلتقي ويتفاعل مع شخصياتها سواء أكانت خيالية أم واقعية.
يقول الكاتب سمير الفيل عضو اتحاد كتاب مصر لسيدتي: تتميز الرواية عن غيرها من الأجناس الأدبية النثرية بأنها ذات شخصيات متعددة، وأحداث متنوعة، وصياغات شتى، كما أنها نتاج خالص لخيال خصب، وعقل واع، وسليقة متقدة متفردة تعيد صياغة الواقع كما يتراءى للكاتب وحسب ما تقوده سليقته الإبداعية فيمزج ما بين الواقع والخيال، ليخلق عالمه الإبداعي المتصور الذي يدعو القارئ للخوض فيه والاستمتاع به مستخدماً كل الأسلحة الأدبية المشروعة، ومستحضراً كل آلات وآليات اللغة المشوقة البليغة.
خطوات لتجربة كتابة الرواية
• اختر فكرة للرواية
يقول الكاتب سمير الفيل عن تجربته الأولى في كتابة روايته إنه قبل الشروع في كتابة الرواية كان لابدّ من اختيار فكرة هادفة يتخلّلها صراع ما، وقد يكون صراعاً على البقاء، أو صراعاً للحفاظ على حبيب، أو صراعاً بسبب اختلافات فكرية، أو ثقافية، ولابد أن تقوم بتحديد ماذا تريد من شخصيتك الرئيسية، والثانوية الأخرى في الرواية، مع ذكر العقبات التي تقف أمام كل شخصية لنيل هدفها، لأن هذا الصراع والشدّ والجذب هو الذي سيحفز القارئ على الاستمرار والمتابعة.
• اختر الوقت المناسب لتكتب روايتك
عندما جاءتني فكرة كتابة روايتي انتابني لحظات من الملل وفقدان الحماسة والغضب، وأحسست بأنني قد سئمت الأمر، وحين بدأ هذا الشعور، وجدت أنه لابد من اختيار وقت مناسب ومكان محدد حتى أبدأ وأواصل الكتابة إلى أن نجح الأمر وتم بسلام .
• البحث عن مصادر إلهام
لقد قمت بمشاهدة الكثير من الأفلام السينمائية، وقراءة مجموعة من الروايات المتنوعة، مع تذكر بعض المواقف المعينة التي مررت بي في بعض المواقف الحياتية، فكل هذه المحفزات هي مجرد تشجيع، ولكني في الحقيقة لم أنتظر الإلهام قبل البدء في كتابة روايتي، فلقد قمت بتحديد نوع الرواية التي سأكتبها هل هي واقعية أم خيالية أم بوليسية، فقمت بقراءة بعض من الروايات من نوع الرواية التي سأكتبها.
• القيام برسم مخطط واضح للرواية
لاشك في أن الرواية عمل إبداعي يعتمد على خيال أي كاتب حتى ولو مستعين بأمور أخرى كالاطلاع، والثقافة، لذلك قمت بتخيُّل الرواية التي سأتناولها قبل البدء بها وأعددت مخططاً تقريبياً لأحداث الرواية من الفصل الأول وحتى النهاية، وقمت بسؤال نفسي بعض الأسئلة إن كانت أحداث الرواية ستجري في أماكن مألوفة وهل ستكون حقيقية أم خيالية؟، هل ستحدث في الوقت الحالي أم المستقبلي أم حدثت في الماضى؟، وهل سترتكز الأحداث في أي مدينة أو حي أو في أكثر مواقع؟ وما نوع المجتمع والطبقات التي ستتناولها الرواية؟ وإلى أي فترة زمنية ستمتد الأحداث؟
• يجب أن تكون روايتك ممتعة وجذابة
بصرف النظر عن نوعية الرواية التي قررت كتابتها، لا توجد غير قاعدة واحدة مهمة وهو أن تكون قصتك شيقة وممتعة للغاية، وجذابة للقارئ وذات فائدة له أو قد تكون مرحة، أو حزينة ولكن يجب ألا يشعر القارئ بالملل.
• تخصيص ملف لكل شخصية
ثم بعد ذلك قمت بتخصيص وتجميع معلومات لكل شخصية من وحي خيالي، ركزت في إخراج الشخصيات، صفاتها، أشكالها، واختيار أسمائها، مثلاً كاسم البطلة أو صديقة لها وتحديد بعض الصفات الشكلية لهما، والجوهرية وكل تفاصيل حياتهما، وأصبحت أفكر في الدور الذي ستلعبه كل شخصية في الرواية، وما طبيعة هذا الشخصية مثلاً عامل السن، التعليم، محل الميلاد، مدى قربهما ببعض، وما إذا كان انفعالياً، مرحاً، بديناً، قبيحاً، وانتهجت نفس الوضع مع باقي الشخصيات.
• البحث بشكل علمي إذا لزم الأمر
لا يعتمد الكاتب في كتابة روايته الأولى على الإبداع فقط في المقام الأول، ولكنه يحتاج أيضاً وبشكل ضروري إلى البحث عن بعض المعلومات، خاصة إذا قرّر الكاتب اختيار رواية تاريخية لكتابتها، أو رواية تعتمد على معلومات علمية، فيلجأ إلى البحث عن المعلومات الصحيحة ويبذل جهداً كبيراً للتأكد من صحتها ومن توثيق هذه المعلومات، أو الاقتباسات التي سيلجأ إليها، فلابد أن يكون أميناً عند البدء في سرد روايته.
• تصميم الحبكة وأماكن الصراع في الرواية
الحبكة أو العقدة وهي المشكلة الكبرى التي يواجهها بطل الرواية ويسعى لحلها، وتعتبرجزءاً أساسياً في جسد الرواية، لذلك كان لابد من اختيار مشكلة هامة تغوص مع انتباه القارئ، وتستحوذ على تفكيره.
• تحديد طريقة السرد قبل الكتابة
ولقد قمت بتحديد الأسلوب الذي سأسرد فيه روايتي، وسألت نفسي هل سأعتمد على استخدام ضمير الغائب الذي يتحدث من الخارج وأقوم بمراقبة الشخصيات؟ أم ستكون بصيغة المخاطب؟، أم سأنوّع الأسلوب؟
• المراجعة والتمحيص
بدأت في الانتهاء من المسودة الأولية للرواية، وهنا بدأ الجزء الأصعب، فبعد نهاية المسودة الأولية أرسلتها لبضعة أشخاص قاموا بمساعدتي في استخراج الأخطاء وتصحيحها سواء في الحبكة أو بمدقق لغوي في المراجعة، وقد أعادوا الرد بالأخطاء اللغوية والإملائية والأخطاء الواضحة في روايتي، وأصبحت أنتبه للأخطاء الإملائية أثناء الكتابة، بالإضافة لكل تلك التفاصيل التي تعلمتها من الملاحظات المتكررة.
• خاتمة الرواية
لابد أن يعلم كل كاتب وكل روائي أو قاص أن التشويق في نهاية أو خاتمة روايتك هو الذي يحدد مدى انتشار ونجاح روايتك، لذلك لقد قمت بكتابة نهايتين للرواية، لأقوم بالمفاضلة بينهما ولا مانع من استشارة الأقرب إليك، وبعد تفكير طويل اخترت إحداهما وحذفت الأخرى، وبدأت العمل عليها.
نصائح هامة عليك اتباعها
• لا تقبل على كتابة روايتك إلا عندما ترغب بالكتابة فقط، لا تجبر نفسك على الكتابة إطلاقاً، وحتى لو رغبت بالكتابة وأنت متوتر وغاضب، اكتب، سيضيف شعورك هذا نكهة أخرى للرواية.
• حاول قدر الإمكان التعلم من أخطائك اللغوية، حتى لا تكررها في جزء آخر من روايتك أو أعمال أخرى بالتأكيد سيساعدك كل هذا.
• لا تعتمد علي الكتابة على جهازك الإلكتروني فقط بل استخدم ورقة لوضع النقاط الرئيسية، أو لتسمية الشخصيات، الأوراق تعطي قيمة أكبر لما تكتبه.