تهتم كتب التنمية البشرية بالسلوك البشري وماهية طرق التفكير وكيفية تنميته، كما ترصد كثيراً من الخبرات الحياتية للآخرين؛ لتعطي لك مثالاً واضحاً يمكن من خلاله رصد وتقييم، بل تطويرالفكر والشخصية، وكتاب «السماح بالرحيل» يُعد واحداً من أفضل كتب التنمية البشرية التي صُدرت سنة 2016، والتي تساعد القارئ على النجاح والتطور، وتمنحه السبيل الذي يمكنه من التخلص من المشاعر السلبية والإحباط، والانطلاق في رحاب المستقبل. وفي ظل الدعوة لاستعادة ألق القراءة وزخمها؛ «سيدتي» تقدم لك قراءة في كتاب «السماح بالرحيل»، الذي يتميز بسلاسة أفكاره، وجزالة أسلوبه وبراعة كاتبه في تقديم وعرض الأفكار بشكل مفهوم ومترابط.
اسم الكتاب: السماح بالرحيل
اسم المؤلف: ديفيد هاوكينز
ملخص الكتاب
من خلال 20 فصلاً تناول الكتاب إيضاح ماهية المشاعر السلبية، وكيف يمكن أن تؤثر في أجسادنا، وأهمية التخلي عنها لتعيش بسلام في حياة هادئة، وكتاب «السماح بالرحيل» يتحدث عن الأشخاص المشوشين الذين ينغمسون في مشكلاتهم ولا يجدون أجوبة لكل تساؤلاتهم، هؤلاء يبلغهم الكاتب أن الخلاص ليس بإيجاد الإجابات، بل بالبحث عن الأسباب المؤدية للمشكلات التي يمرون بها ومن ثَمة معالجتها؛ حيث إن المشاعر السلبية تؤثر بشكل صريح ومباشر في الصحة الجسدية والعقلية، وتمنع الإنسان من أن يعيش حياته بالشكل الطبيعي.
وقد قدم الكاتب للقارئ مجموعة من الأفكار التي تكرس للتنمية البشرية الحقيقية والطرق التي تمكن الإنسان من عدم الهروب من الواقع، وأن يكون أكثر واقعية، ويجعل الإنسان قادراً على الحب والعطاء، ذلك من خلال فتح روحه وشحذها وطرد الطاقة السلبية الموجودة ، وقد اعتمد الكتاب على مجموعة من الآليات البسيطة التي يمكن أن تساعد الإنسان في التخلص من السلبية والانفتاح الروحي للحياة بشكل إيجابي، واعتمد المؤلف في طرح أفكاره على خبرته في الممارسات النفسية، وطرح مجموعة من الوسائل الفعالة لتخفيف الشعور بالمعاناة، وذلك من خلال تحرير الإنسان من السلبية التي تضغط عليه، وأكثر ما يميز كتاب «السماح بالرجيل» أنه سلس ويمكن تطبيق آليته بسهولة في الحياة اليومية؛ ما يساعد الأفراد الذين يعانون من السلبية في التخلص منها والتعافي نفسياً، ومن ثَم البدء في عيش الحياة عبر منظور التنمية البشرية فينعموا بسياق حياتي أفضل ونجاح مستقبلي فريد.
آلية السماح بالرحيل
ويتحدث كتاب السماح بالرحيل على أن عملية السماح بالرحيل عبارة عن ممارسة يقوم بها الفرد بناءً على رغبته وموافقة لرأيه، فتكون المشاعر تحت سيطرة الشخص نفسه، وليس تحت سيطرة أي أحد بالعالم.
وقد تناول المؤلف في كتابة مجموعة من الآليات والوسائل الأكثر فعالية التي يمكن أن تؤثر في حياة الإنسان بشكل إيجابي، وذلك من خلال مساعدته في التخلي عن السلبية والمشاعر المحبطة التي تنغص عليه حياته وتمنعه من العيش بسلام، فعادةً ما يحمل البشر على أكتافهم الكثير من المشاعر والتأثيرات السلبية، وهو ما يدفعهم إلى البؤس المؤدي إلى العديد من الأمراض والمشكلات؛ فالجميع يستسلم لكل ما يمر به من سلبيات معتقداً أنها موجودة لجميع البشر، وما عليه سوى أن يحاول تلاشيها بشتى الطرق، فيكمل جميع البشر حياتهم وهم يحاولون الابتعاد عن المشاعر غير المنتظمة من الخوف والألم، وإذا دققنا النظر في حياة الإنسان وجدنا أن هناك نمطاً متبعاً من قديم الأزل، وهو متجدد لا يفنى، وهو الهروب من المخاوف والآمال عن طريق إلقائها على الكون وما به.
ثلاثة طرق تؤدي إلى تعقيد المشاعر
• القمع والكبت
من خلال هاتين الطريقتين فإننا ندفن مشاعرنا ونضعها جانباً حتى نتخلص من الانزعاج الذي يصاحبها، وفي الغالب يحدث الكبت بلا وعي، أما القمع فيكون بوعي منا، وهذه المشاعر المقموعة تظهر في ما بعد على صورة مخاوف أو عقد نفسية أو حتى مشكلات صحية تؤثر في أجسادنا.
• التعبير
يسمح لنا التعبير بالتنفيس عن المشاعر من خلال إيجاد شخص نشاركه بها، أو إفراغها على الآخرين بصورة عدوانية؛ ما ينتج عنه تدهور في العلاقات أو حتى تدمرها.
• الهروب
الهروب من المشاعر وتجنبها عبر الإلهاء، وهو أساس صناعة التسلية التي تتمثل في إدمان مواقع التواصل الاجتماعي والألعاب، وغيرها الكثير؛ وهذا يؤدي إلى فقدان الوعي بصورة تدريجية، وكبح النضج العاطفي، وحتى عدم الثقة بالناس.
أبرز الاقتباسات من الكتاب
• عندما تتخلى عن المقاومة أو محاولة تغيير الشعور، ستختفي وتتبدد الطاقة معه.
• كل شيء يمكن أن يؤخذ من الإنسان ما عدا شيئاً واحداً؛ حريته في اختيار طريقه الخاص.
• إن الصابرين بالعادة يحصلون على ما يريدون بالنهاية.
• طاقة الخوف أعلى من طاقة اللامبالاة؛ لأن الخوف على الأقل يحفزنا على التصرف، ومن خلاله يمكننا أيضاً أن نتخلى عن الخوف لنرتقي.
• اسمح برحيل رغبتك في مقاومة الشعور؛ فالمقاومة هي ما تجعل الشعور يستمر، فعندما تتخلى عن المقاومة أو محاولة تغيير الشعور ستختفي وتتبدد الطاقة معه.
• «لا أستطيع» هي في حقيقة لا أريد.
• إن كل أزمة تحمل في طياتها: بذرة تحول، ونهضة، وتوسعاً، ونقلة في الوعي، بالإضافة إلى السماح برحيل القديم وولادة الجديد.
• سنرى أن اللامبالاة ما هي إلا غطاء للخوف.
• الصبر هو أثر جانبي تلقائي للسماح بالرحيل، ونحن نعلم كيف يمكن بسهولة التعايش مع الصابرين، ولاحظ كيف أن الصابرين بالعادة يحصلون على ما يريدون بالنهاية.
• كن أنت التغيير الذي تريد أن تراه في العالم.
• كن في هذا العالم وليس منه.