بعض القطع الأثرية تجعلك تفكرين في أمور معينة من وجهة نظر أخرى. وربما هذا ما حصل مع إبنة مدينة صور اللبنانية الشهيرة مصممة المجوهرات، لينا جودي، المجازة في علم النفس والحائزة على شهادة ماجستير في الادارة التربوية، التي عملت على مزج موهبتها في التصميم مع حبّها للتاريخ والإرث الثقافي، فجاءت النتائج فريدة وتستحق التقدير.
"سيدتي نت" التقى المصممة لينا جودي، وكان لنا معها الحوار الآتي:
أخبرينا عن مشروعك الثقافي "أسطورتي.. صور أصل الحكاية"؟
المشروع هو بمثابة تسليط الضوء على بعض الحضارات التي مرّت على مدينة "صور": هذه المدينة الشاطئية الجميلة التي طالما كانت مطمعاً للغزاة على مرّ التاريخ، بدءاً من الحضارة الفينيقية، اليونانية والرومانية.. ثمَّ البيزنطية، وصولاً إلى الحضارة الاسلامية.
هذا المشروع ترجمته إلى مجموعة من المجوهرات المستوحاة من تاريخ مدينتي "صور"، والحضارات التي حكمت لبنان. وتجمع هذه المجموعة التراث التاريخي بلمسات حديثة، حيث قمت بإحياء الأساطير القديمة لأشاركها مع الأجيال الحديثة بقصة ترويها كل قطعة من قطع مجوهراتي، مستخلصةً العِبر من كل أسطورة.
وقد تمَّ التركيز على نساء مؤثرات في تاريخ مدينة "صور" مثل أوروبا، تانيت، أليسار وتيروس.
كيف إنطلقت فكرة هذا المشروع الفريد؟ وهل واجهت صعوبات في تنفيذه؟
نشأت الفكرة وترعرعت في اللاوعي لديّ منذ الطفولة، حين كان والدي (رحمه الله)، يسرد لنا الحكايا عن مدينة "صور"، التي كان يفتخر بانتمائه اليها.
وهذا العمل كان ممتعاً على قدر مشقته. ولعل الأهم في البداية كان البحث، أي البحث التاريخي الذي على أساسه بنيت الأفكار والرؤى لشكل القطع. كان عليّ معرفة تفاصيل كل اسطورة وخصائص كل مرحلة لاستلهم التصميم الملائم الذي يجمع بين الفكرة العميقة الثابتة، والشكل الفني المميز.
لماذا اخترت إسم "أسطورتي صور أصل الحكاية" كعنوان لمجموعتك الجديدة؟
أطلقت هذا الأسم عليها لأنها تنطلق من الأساطير، ولأن المرأة التي تمتلك أي قطعة من المجموعة تكون قد إختارت أسطورة تمثلها ووجدتها الأقرب إلى قلبها.. فتكون بالتالي أسطورتها .
أما "صور أصل الحكاية"، فسوف أكشف عن معنى هذه الجملة في الكتاب الذي سيصدر قريباً، وفيه نخبر الجمهور حكاية أهم نساء العالم التي إنطلقت من صور الى أوروبا وإفريقيا، ولفّت العالم لتجعل من صور أصل الحكاية.
ربما يهمك الإطلاع على المزيد من تصاميم المصممة لينا جودي: الدمج في الأحجار الكريمة رمز للاتحاد
ما الذي يميز القطع التي قمت بتنفيذها في هذه المجموعة عن المجموعات السابقة؟
لكل مجموعة ظرف وجمالية خاصة، لكن هذه المجموعة تحمل من الناحية الفنية، فرادة التصميم ودقة التنفيذ والأصالة في العمل؛ وكل ذلك صنع في لبنان يدوياً.
تصاميم المجوهرات حديثة بالشكل، عميقة بالروح وأصيلة في المعنى .وقد إستعملت الذهب المرصّع بالماس والأحجار الكريمة، وقمت بإضافة حجر الإيناميل لمنح القطع روح الحداثة، وتطعيم هذه المجوهرات بالملكيت والصدف واللابيس.
هل من مدينة جديدة ستكون ملهمتك في المجموعة المقبلة؟
مدينة بيروت الغنية بإرثها الثقافي، ستكون ملهمتي الجديدة. وأنا بصدد البحث اليوم والتعمق في تاريخها وحضارتها.
ولا أخفي سرّاً بأنني أحضر لحدث بالتعاون مع وزارة الثقافة في بيروت، سيتم الإعلان عنه لاحقاً.
هل من رسالة تودين توجيهها في ختام حديثنا؟
أود أن أختم الحديث بالصلاة لوطني لبنان؛ بلد الجمال والأناقة. وأهدي مجموعتي الى روح والدي، عربون وفاء وتكريم له ولمدينتي وأهلها المبدعين على مرّ التاريخ.
