يمثل الوصول إلى الطاقة النظيفة حجر الزاوية في تحقيق التنمية المستدامة وتحسين نوعية الحياة، وفي ظل تواجدنا في عالم يتصارع بكائناته وتكويناته وفضاءاته ومكوناته مع تغيرات المناخ المتلاحقة المتسارعة، نجد الطاقة النظيفة تلعب دوراً حيوياً في الحد من التحديات والمخاطر الجسمية التي يرزح تحت وطأتها العالم، والتي قد ترديه إلى التهلكة. واستشعاراً بأهمية الطاقة النظيفة ودورها الفعال في الحفاظ على الكوكب، يحتفل العالم اليوم 26 يناير باليوم العالمي للطاقة النظيفة.
اليوم العالمي للطاقة النظيفة
بحسب الموقع الرسمي للأمم المتحدة un.org، فقد أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة الاحتفال باليوم العالمي للطاقة النظيفة في 26 يناير من كل عام، والذي يوافق الذكرى السنوية لتأسيس الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (إيرينا)، حيث يمثل اليوم دعوة لزيادة الوعي وحشد العمل؛ من أجل الانتقال العادل والشامل إلى الطاقة النظيفة لصالح الناس والكوكب، وحيث تضيء الاحتفالية حول الدور الحاسم الذي تلعبها الطاقة النظيفة في المبادرات الإنسانية، كما تسلط الضوء على الحلول المبتكرة التي تعمل على تمكين المجتمعات، وتعزيز المرونة، وخلق مستقبل أكثر إشراقاً عبر دعم المبادرات التي توفر الطاقة النظيفة للمحتاجين.
الوكالة الدولية للطاقة المتجددة إيرينا (IRENA)، هي وكالة حكومية دولية عالمية تأسست في عام 2009 لدعم البلدان في تحولاتها في مجال الطاقة، وتكون بمثابة منصة للتعاون الدولي، وتوفير البيانات والتحليلات حول تكنولوجيا الطاقة النظيفة (الابتكار والسياسة والتمويل والاستثمار).
الطاقة النظيفة وتأثيراتها
وبحسب الموقع الرسمي الوكالة الدولية للطاقة المتجددة إيرينا .irena.org، تبدو العلاقة بين الطاقة النظيفة والتنمية الاجتماعية والاقتصادية والاستدامة البيئية أمراً بالغ الأهمية في معالجة القضايا التي تواجهها المجتمعات الضعيفة التي تفتقر إلى مصادر الطاقة الموثوقة في جميع أنحاء العالم، حيث يقف هذا الأمر حجر عثرة في طريق توفير فرص التعليم المناسبة والرعاية الصحية والفرص الاقتصادية، ولا يزال حتى اليوم 675 مليون شخص يعيشون في الظلام ( 4 من كل 5 أشخاص يعيشون في منطقة جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا).
ولا يزال العديد من المناطق النامية تعتمد بشكل كبير على الوقود الأحفوري الملوث في حياتهم اليومية، مما يؤدي إلى إدامة الفقر. وإذا استمرت الاتجاهات الحالية، فبحلول عام 2030؛ سيظل واحد من كل أربعة أشخاص يستخدم أنظمة طهي غير آمنة وغير صحية وغير فعالة (حسب الأمم المتحدة).
يتسبب حرق الوقود الأحفوري (النفط والفحم والغاز)، والذي يُستخدم لتوليد الكهرباء والحرارة، في توليد جزء كبير من الغازات الدفيئة التي تغطي الأرض وتحبس حرارة الشمس، ونظراً لأن اعتماد الطاقة النظيفة يشكل جزءاً لا يتجزأ من مكافحة تغير المناخ، ومن ثمّ فللحد من تغير المناخ؛ يتعين علينا أن ننهي اعتمادنا على الوقود الأحفوري، وأن نستثمر في مصادر بديلة للطاقة تكون نظيفة، يمكن الوصول إليها بسهولة، بأسعار معقولة، ومستدامة، وتكون جديرة بالثقة.
إن مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة -المتواجدة بوفرة في كل مكان حولنا، والتي توفرها الشمس والرياح والمياه والنفايات والحرارة من الأرض- تتجدد بطبيعتها ولا تنبعث منها إلا القليل من الغازات المسببة للانحباس الحراري الكوكبي أو الملوثات في الهواء، وفي الوقت نفسه، يعد تحسين كفاءة استخدام الطاقة أمراً أساسياً، حيث استخدام طاقة أقل لنفس الناتج؛ من خلال تقنيات أكثر كفاءة في قطاعات النقل والبناء والإضاءة والأجهزة، على سبيل المثال: يوفر المال، ويقلل التلوث الكربوني، ويساعد على ضمان حصول الجميع على الطاقة المستدامة.
وإذا تابعت السياق التالي يمكنك التعرف على إجابة السؤال: كيف نصل بالفعاليات المحلية إلى "صفر" انبعاثات كربونية؟
التحول العالمي إلى الطاقة النظيفة
بالسياق التالي، وفي ظل الاحتفال باليوم العالمي للطاقة النظيفة، تعرفك "سيدتي" على التحول العالمي لاعتماد مصادر الطاقة النظيفة وأثرها بالتنمية المستدامة (من الموقع الرسمي الوكالة الدولية للطاقة المتجددة إيرينا .irena.org).
أولاً: الطاقة النظيفة من أجل التنمية المستدامة
إن الوصول إلى الطاقة النظيفة هو حافز للتنمية المستدامة. وفي المجتمعات المحرومة والنائية، يؤدي الافتقار إلى مصادر الطاقة الموثوقة إلى إعاقة التقدم في التعليم والرعاية الصحية والأنشطة الاقتصادية. توفر حلول الطاقة النظيفة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، بديلاً مستداماً وصديقاً للبيئة، مما يفتح فرصاً للنمو والتنمية.
ثانياً: الطاقة الشمسية تضيء الحياة
برزت الطاقة الشمسية باعتبارها عامل تغيير في توفير الطاقة النظيفة للمناطق البعيدة عن شبكات الكهرباء والمناطق النائية. ومن خلال تركيب الألواح الشمسية، تتمكن المجتمعات من الحصول على كهرباء موثوقة للإضاءة، وتشغيل الأجهزة الأساسية، وحتى إدارة الشركات الصغيرة. إن الحلول التي تعمل بالطاقة الشمسية لا تقلل الاعتماد على مصادر الطاقة غير المتجددة فحسب، بل تُسهم أيضاً في الحفاظ على البيئة.
ثالثاً: طاقة الرياح حل قابل للتطبيق
لا تقتصر مشاريع طاقة الرياح على توليد الطاقة فحسب، إنما تمثل التزاماً بالإشراف البيئي والتنمية المستدامة. ومن خلال تسخير قوة الرياح، تصبح المجتمعات أقل اعتماداً على الموارد المحدودة، وأكثر مرونة في مواجهة تغير المناخ. حيث يمكن لتوربينات الرياح صغيرة الحجم أن توفر مصدراً موثوقاً للكهرباء لتلبية احتياجات المجتمع، مما يوفر بديلاً نظيفاً ومتجدداً لمصادر الطاقة التقليدية.
رابعاً: طاقة الكتلة الحيوية للطهي والتدفئة
إن اعتماد حلول طاقة الكتلة الحيوية يتجاوز مجرد تخفيف الأثر البيئي، فهو يغير الحياة اليومية للأفراد، خاصة النساء والأطفال، عن طريق تقليل الوقت الذي يقضيه في جمع الوقود، وتقليل التعرض للدخان الضار، وتعزيز بيئة معيشية أكثر صحة، حيث تعالج حلول الطاقة النظيفة؛ مثل مواقد الطهي المحسنة التي تعمل بالكتلة الحيوية تحسين جودة الهواء، وتحد من التدهور البيئي، وتعزز صحة المجتمعات ورفاهتها.
وبالسياق التالي، يمكنك التعرف على جهود المملكة في ترشيد استهلاك الطاقة عبر الرابط: تحت شعار "لأننا نحبها".. الرياض تستضيف معرض حملة ترشيد استهلاك الطاقة